بقلم /غادة عبدالله
لطالما ألهم الحب قريحة الشعراء والمفكرين على مر التاريخ، ولطالما جادت علينا أمهات الكتب بقصص العشق والولاء والإخلاص لمحبين خلدهم التاريخ أمثال قيس وليلى وروميو وجولييت. فمنهم من جمعهم الحب إلى الأبد ومنهم من ماتوا طواعية من أجله.
-ولكن مع مرور الزمن قد تغير كثيراً من مفهوم الحب الذي أستمتعنا كثيرا برواياته، ولم يعد من مقومات الأرتباط والزواج اليوم، فكونُ الزواج تقليدياً أو بعد علاقة حب لا يُحدّد بالضرورة نجاح أو فشل هذا الزواج، فقد ينجح الزواج عن حب أو يفشل مثله مثل الزواج التقليدي.
أقرا أيضآ:
رفقآ..فقد خلقت من ضلعك
– ولكن هناك دراسات اجتماعية قد قام بها عدد من الباحثين وعلماء الاجتماع حول نسب نجاح الزواج عن حب مقارنة بالزواج التقليدي، حيث أثبتت دراسة أستاذ الأجتماع “سول جور دون” الفرنسي الجنسية بأنّ الزواج يكون أكثر نجاحاً في حال لم يكن الطرفين واقعين في الحب قبل الزواج، وقد توصّل عميد كلية الآداب في جامعة الزقازيق بمصر الأستاذ” إسماعيل عبد الباري” إلى نفس النتيجة السابقة، حيث أثبَتَ أنّ 75% من حالات الزواج عن حبّ انتهت بالطلاق، وأنّ النسبة تقل عن 5% في حالات الزواج التقليدي.
-كما أن هناك دراسات أثبتت أنّ ما يقارب من 85% من حالات الطلاق تعود إلى زواج الحب؛ حيثُ يُعد الزواج التقليدي أكثر استقراراً وأطول عمراً، لذا تُنصح الفتيات بعدم رفض فكرة الزواج التقليدي، وخصوصاً إن كانت الفتاة تشعر بالراحة والقبول اتجاه الشاب.
-فهل من الممكن أنْ يكون الزواج التقليدي ملاذك الأفضل لضمان حياة زوجية مستقرة؟
-ففي عالمنا العربي وفي الدول التي تعتمد الزواج التقليدى أو المدبركما يقال عنه فى بعض الدول، فهو النمط الشائع والمتعارف عليه وبالتالي لايوجد اي لغط حوله ولكن في الدول الأخرى التي لا تعتمده أو تلك التي ما زال فيها الزواج التقليدي محصور فقط ضمن العائلات المحافظة او المناطق الريفية فهناك الكثير من المفاهيم الشائعة الخاطئة حوله.
أقرا أيضآ:
دراسة تدهش أدم…النساء الأقل جاذبية أكثر ميلا للخيانة الزوجية!!
-الحقيقة التى نراها كثيرة بأن الزواج التقليدي عادة جرت عليها مجتمعاتنا الشرقية والعربية، أكثر من غيرها بحكم التمسك بالعادات والتقاليد والتعاليم الدينية التي فرضت هذا الوضع، فإما أنْ يتم الزواج بين العائلات وتكون هناك معرفة مسبقة بين الزوجين المستقبليين من عائلة واحدة، أو أنْ يطلب الفتى من أهله التقدم لفتاة سمع بها من أهله أو معارفه لتحدث النظرة الشرعية والموافقة من الطرفين.
– ونواجه أيضآ فكرة السماح للأم أو الأب أو أحد الأقارب بإختيار زوجة أو زوج المستقبل قد تبدو ضرباً من الجنون والأستفزاز للبعض وبالتالي الرفض تام والكلي له.
الرفض الممنوع والأختيارات السيئة:
فالواقع عندما يختار الأب أو الأم أو أحد الاقارب الشخص الذي يظنون بانه مناسب للأخر فهم يختارون الشخص الأفضل، ويظنون بأن ليس للرجل أو المرأة حق الرفض، وإن كان الإعتقاد هذا يطال المرأة أكثر، وفق المفهوم الشائع الخاطئ في هذه النوعية من الزيجات.
-وتأتى عملية طويلة ومملة جداً من الإستفسار ومعرفة كل ما يجب معرفته عن الشخص قبل حتى السماح للطرفين في اللقاء. الخيارات تكون مبنية على مجموعة من القواعد الهامة لاي زاوج فيتم أولاً الاستفسار عن سمعة العائلة، وحياة الرجل أو المرأة، المهنة، الوضع المادي وحتى الشكل الخارجي. الأمر أشبه بالقيام بتحريات معمقة جداً عن الشخص قبل فتح المجال لاي تواصل بين الطرفين. أحياناً وبعد الإختيار وبسبب بعض الامور غير المقبولة يتم شطب الشخص من المعادلة حتى قد حدوث أي لقاء.
أقرا أيضآ:
أنتهاك براءة الحوريات الصغيرات….ناقوس خطر يهدد المجتمع!!
-وغالباً ما تستمر هذه الزيجات وتصمد أمام المصاعب والمعوقات التي تعترضها ليتحقق الزواج الكامل، لكن هذا الكمال يكون في معظم الأحيان ظاهريا أكثر منه حقيقيا. ليس من الضروري أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين أو مشاعر حب تربطهما في هذه الحالة، ففي الغالب يتغاضى الطرفان عن هذه الأساسيات في سبيل إنجاح الحياة الأسرية وإرضاء الأسرتين في مجتمع يكون فيه الطلاق من أبغض الحلال، وبين السطور تضيع آمال الطرفين في إيجاد الحب والمشاعر الصادقة والحميمة ويصبح الطلاق العاطفي أمراً محسوماً، ولكن هذه الفئة التي ترفضه وربما تدينه تبني قرارها على مجموعة من الأخطاء حول الزواج التقليدى أو المدبرله.
لا حب في الزواج التقليدي:
فالزواج غير التقليدي وغير المدبر الذى يكون فيه قصة الحب تسبق الزواج، ولكن في الزواج المدبر”التقليدى” قصة الحب تأتي بعد الزواج وهي في الواقع تكون أقوى من تلك التي تسبقه، السبب هو أن العلاقة التي تجمع الطرفين في الزواج المدبر ومع مرور الزمن تتحول الى حب خلافاً للعلاقة التي تكون قائمة على حب وتتحول الى زواج إذ ان حدة المشاعر تخفت مع مرور السنوات، وعليه فإن في النوعين من الزواج مسار المشاعر يسير بشكل عكس، في المدبر هي تتكون وتكبر وفي غير المدبر فهي تبدأ بالتلاشي وتصبح أقل.
-هناك من يختار التمرد على الزواج التقليدي والعادات السلبية لعيش لحظات حب وود مع من يعشقه القلب، رغم أنه أمر لا يتقبله المجتمع كثيراً. يقولون أنّ الزواج عن حب لا يستمر لفترة طويلة، مع أنّ الحب أكبر دافع للاستمرار لأي زوجين يكنان المشاعر الجميلة لبعضهما لكن مع الأسف دائما ما يكون هذا النوع من الزواج الذي عادة ما يشهد فترة من التعارف والتضحيات قبل الارتباط مشوبا بالمشاكل، ذلك لأن من تحمل له حبّا في قلبك لن تتحمل أن ترى سلبياته، أو أنْ يتحول من الصورة المثالية التي رسمتها له في بداية العلاقة وهذا أمر طبيعي من أجل استكمال مشوار الحب.
الطلاق هو النهاية المحتومة:
– ويجيىءالطلاق وهوالنهاية المتوقعة فى بعض الحالات، فا مما لا شك فيه أن نسب الطلاق في دولنا العربية مرتفعة جداً وهي تشمل جميع أنواع الزيجات تلك التي تكون عن حب وتلك التقليدية، ولكن ما هو مؤكد أن الزواج التقليدي يستمر أكثر من الزواج عن حب، وفي الواقع إستمرارية الزواج التقليدي جعلت المجتمعات الغربية تعتمده مؤخراً بعد أن أثبتت الدراسات بأنها لا تستمر أكثر فحسب بل معدل المشاجرات فيها أقل بأشواط من تلك التي قد بدأت بقصة حب، بطبيعة الحال هذا لا يعني أن الطلاق لا يحدث في الزواج التقليدى، ولكنه نسبته أقل من الطلاق في الزواج عن حب.
عزيزتى سحر الحياة أيهما تفضلين وتخارتين فى الزواج فهو قرار مصيرى يتوجب عليكى أخذ كل ما يقال بعقلانية أكثرحتى لا تندمى فى يوم من الأيام انها حياتك أنتى ومصيرك.
أتمنى بأن نكون أفدناكم متابعينا سحر الحياة الكرام بمعلومات ودراسات مهمة حول الأخطاء الشائعة عن الزواج التقليدى.