بقلم هبة سلطان
كعك العيد هو واحد من أهم مظاهر وطقوس الاحتفال بالعيد، سواء أكان للمسلمين أو المسيحيين لما له من طابع الفرحة، وكعك العيد هو عادة فرعونية توارثها الأجيال، فكان القدماء المصريين يصنعون الكعك على شكل قرص الشمس فيما أطلق عليه القرصة، وكانت تصنع للاحتفال بالمناسبات والأعياد، وزيارة القبور، وقد تطورت هذه العادة عبر العصور حتى وصلت إلى يومنا هذا، وقد اشتقت كلمة كعك من اللغة المصرية القديمة kak، ثم اللغة القبطية kaake، وظهرت رسومات كعك العيد على كثير من جدران المعابد الفرعونية.
كعك العيد و العصر الطولونى
في العصر الطولوني ظهرت أشكال مختلفة ومبهجة من زخرفة الكعك منها النباتية أو الحيوانية، وكان أشهر قوالب كعك العيد في العصر الطولوني قوالب كل واشكر.
كعك العيد والعصر الاخشيدي
في العصر الإخشيدي تطورت صناعة الكعك، وتم حشوه بالدنانير الذهبية، وكان يقوم بصناعته احد وزراء الدولة الاخشيدية، وكانت تقدم في دار الفقراء.
كعك العيد والعصر الفاطمي
في العصر الفاطمي خصص ما يعرف بدار الفطرة، وكانت هذه الدار مخصصة لمخازن المواد الغذائية الخاصة بحلويات العيد، وكانت يقدم كعك العيد على أطباق من ذهب للحكام، ويقدم علة على أطباق من فضة للشعب، وقد نجح صلاح الدين الأيوبي في القضاء على جميع العادات الفاطمية ما عدا كعك العيد، لأنها عادة متأصلة عند المصريين.
كعك العيد والعصر العثماني
استمرت صناعة الكعك في العصر العثماني لكن بإضافة روح العصر، فانتشرت المحلات لبيع كعك العيد، وانتشر في القري النساء التي يقمن بصناعة الكعك، ومن العصر العثماني الي عصر المماليك ، أعتبر المماليك كعك العيد وتوزيعه صدقة وزكاة على الفقراء والمساكين، وحاولوا جاهدين أن يترك المصريين هذه العادة، لكن كل المحاولات دائما ما تفشل.
كعك العيد عادة مصرية، تدخل البهجة والسرور في كل البيوت، ينتظرها الفقير والغني ، والصغير والكبير على حد سواء، خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك احتفالا بقدوم عيد الفطر أعاده الله على الأمة العربية بخير وسلام، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الكعك ، إلا أن الأسر لم تعكف عن شراؤه، لأنه سيظل مصدر الفرحة والسرور داخل الأسر.