فاطمة عبدالحميد
للمصريين عدة أقوال وأمثال شعبية تشبه الموروثات التراثية، حيث ورثناها كما هي فتخلد معنا وتتنقل من جيل إلى جيل لتصبح جزر لا يتجزأ من حديث كل منا، ولكن القليل من يبحث عن أصول تلك الأقوال والأمثال الشعبية الموروثة ليتعرف على القصة الكاملة خلفها من نشأتها إلى تطورها وبقائها لوقتنا الحالي.
نتعرف اليوم على أصل المثل الشعبي الدارج ” عند أم لطفي اللي بتنور وتطفي” وما هي القصة الكاملة لتلك المقولة، ووفقًا لما ذكرته كتب التراث، فإنه كان هناك إمرأة تدعى «أم لطفي»، والتي كان اسمها الحقيقي نعيمة محسن القللي، وكانت تسكن في إحدى حواري حي السيالة بحري في الإسكندرية، حيث تزوجت من رجل يسمى «حودة لطفي الهرد»، وهو أحد أكبر التجار «كومسيونجي» في الأربعينات.
وأكدت الكتب والقصص التراثية أن نتاج زيجة الحاج «حودة» مُتزوجا من ثلاث نساء قبل السيدة نعيمة، كانت كلها فتيات، فيما كان يحلم الحاج «حودة» بإنجاب الولد، فأعد هدية قيمة لمن تنجب الولد من زوجاته؛ وكانت عبارة عن سيارة جديدة.
فأشعلت تلك الهدية الثمينة ولع الزوجات وجعلتهم يتسابقن على إنجاب الولد للحصول على السيارة الفاخرة، وبدأ كيد ومكر النساء يدب داخل قلب السيدة نعيمة لتتوصل إلى خطة محكمة بأن تخبر زوجها بحملها ومن جانب أخر تبرم اتفاقاً مع «أم حسن» الداية، بأن تخطف لها مولود ولد من إحدى زبائنها، بحجة أنه توفي.
ونجحت خطة السيدة نعيمة بالفعل بعد أن أوهمت زوجها بإنجابها للولد الذي طالما انتظره وحلم به وأطلق عليه اسم “لطفي” وتفوز السيدة نعيمة بجائزة السيارة «البكار»، وكانت أول سيدة في بحري تمتلك سيارة.
وكانت السيدة نعيمة مضطرة حينها لاستعمال إضاءة السيارة «الرعاش» بصفة مستمرة، حتى اشتهرت في جميع أنحاء الإسكندرية، بـ«أم لطفي اللي بتنور وتطفي»، وبعد سنوات شعرت «أم حسن» الداية، بسكرات الموت، فأخبرت الحاج «حودة» بالمكيدة التي وقع فيها، وانتشرت القصة في أنحاء الإسكندرية ليستخدم الشارع المصطلح بشكل دائم، كناية على المكيدة والخداع وعدم الالتزام بالعهود.
رئيس قسم فن وتوك إلهام عيسى
نائب رئيس فاطمة عبد الحميد
موقع مجلة سحر الحياة
تسلم ايدك معلومات رائعة