بقلم / هبة سلطان
“جنكيز خان”
صدام المغول والعالم الإسلامي:
كان أول صدام بين المغول والعالم الإسلامي عندما اجتاح المغول بلاد السلطان علاء الدين محمد بن خوارزم شاه، وكانت هذه البلاد قريبة من بلاد المغول، وقضي المغول على الأخضر واليابس، حتى فر السلطان هاربا، ومنذ ذلك الحين بدأت قوة المغول العسكرية في التصاعد، واستلم قيادة الجيش هولاكو، والتي تعددت الأقاويل حول صلة القرابة بينه وبين جنكيز خان، لكن لم تثبت المصادر ما هي صلة القرابة بينهم.
أقرا أيضآ:
كعك العيد والفاطميين
حال الخلافة العباسية وأسباب سقوطها على يد المغول:
في تلك الفترة كانت الخلافة العباسية في حالة تدهور سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مما ادى إلى ضعفها، وبالتالى أصبحت فريسة سهلة لكل من فى نفسه طمع، وكان أول هجوم على الخلافة العباسية قبل المغول بقيادة هولاكو عام ٦٣٥ه، ولكنهم لم يستطيعوا دخول الخلافة العباسية، وفي عام ٦٥٥ه ابتدع هولاكو حيلة عسكرية إذا طلب الضيافة من الخليفة العباسي، وبالفعل نزل هولاكو وجيشه إلى دار الضيافة ببغداد عاصمة الخلافة العباسية، وبدأت المعركة لتنتهي بسقوط الخلافة العباسية على يد المغول، وشعر المسلمون لأول مرة بالخوف الشديد لعدم وجود خلافة إسلامية، وخليفة يحمي مصالحهم، وأصبح العالم الإسلامي كله في خطر.
أحوال مصر السياسية في ذلك الحين:
-كانت مصر في تلك الفترة تحت حكم المماليك، وبعد سقوط الملكة شجرة الدر، و عزل السلطان الطفل المنصور، تم تتويج السلطان سيف الدين قطز، وفي نفس اللحظة التى كان يرتب فيها السلطان قطز أحوال البلاد، جاءته رسالة من هولاكو يبث فيها روح الخوف والرعب في القلوب.
أقرا أيضآ:
غزوة بدر
“إنا جند الله فى أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غيظه، فنحن ما نرحم من بكي ولا نرق لمن شكي، فعليكم بالهرب وعلينا بالطلب، فأي أرض تأويكم، وأي بلاد تحميكم.
-فما كان رد السلطان قطز على هذه الرسالة شديدة اللهجة إلا أعلن الحرب والتعبئة العامة،وعلى الرغم من خوف الأمراء من قسوة المغول ، إلا أن السلطان قطز نجح فى إقناعهم بالحرب.
معركة عين جالوت اللحظة الفاصلة:
تعتبر معركة عين جالوت من المعارك الفاصلة في حياة الأمة الإسلامية، قام السلطان قطز باستدعاء بيبرس من أرض الشام، بعد أن تسبب في طرده من مصر، واستجاب بيبرس البندقداري لطلب السلطان، وتقدم بيبرس جيوش السلطان قطز، وذهب إلى غزة لاستطلاع الأخبار، فتقابل مع المغول، وحقق انتصار عليهم، وكان بيبرس يراوغ جيش المغول، ليخفي تحركات جيش السلطان الرئيسي الذي قاده السلطان بنفسه، وفى ٢٥ رمضان دارت المعركة الفاصلة بين جيش المسلمين بقيادة السلطان قطز وبيبرس، وقوات المغول بقيادة هولاكو، وفي اللحظة الحاسمة شعر السلطان قطز بتقهقر جيشه خوفا من المغول، فخلع خوذته، وصرخ بأعلى صوته واسلاماه، فانقض جيشه على المغول، وانتهت المعركة بهزيمة جيش المغول ، الجيش الذي أطلق على نفسه بأنه الجيش الذي لا يهزم، وبالتالي انتهت أسطورة المغول إلى الأبد، ما أشبه الليلة بالبارحة، واستعاد السلطان قطز بلاد الشام من مصر إلى الفرات، بدأت القصة عند جنكيز خان ولم تنتهي عنده، ليس كل البدايات تشبه النهايات.