كتبت/ فاطمة عبدالحميد
فنانة رائعة بكل المقاييس، تتوجت على عرش الكوميديا النسائية بأدوارها الخالدة في ذاكرة رواد الفن ومحبيه، استطاعت بصمتها أن تحفر لها مكانا لم يقدر الزمن أن يمحيه، جسدت أدوارها باتقان مبالغ فيه حتى ظن جمهورها أن تلك هي الحقيقة لا مجرد تمثيل، تميزت بخفة ظلها ورقي فنها، جسدت أدوار العانس بمهارة كبيرة حتى ظن الناس أنها عانس على أرض الواقع، إنها أشهر عانس في تاريخ السينما المصرية الفنانة الراحلة “زينات صدقي“.
اسمها الحقيقي “زينب محمد سعد”، ولدت في 4 مايو عام 1913 بالأسكندرية عروس البحر المتوسط التي تركت في شخصيتها جدعنة ولاد البلد وشهامة ولاد الأصول التي ظهرت حتى في أدوارها التي جسدتها، حيث تميزت بالطيبة ومساعدة الأخرين في أدوارها التي قدمتها، ورغم أنها عرفت بأنها أشهر عانس في تاريخ السينما المصرية إلا أن الواقع له رأي أخر، حيث تزوجت بأكثر من رجل، وأول رجل تزوجت منه كانت تبلغ في العمر حينها 15 عامًا.
للمزيد
حيث اختلف تقديمها لأدوار السيدات “العوانس” مع الواقع بالمرة، فكانت لها ثلاث زيجات، الأولى منهم وهي في سن الخامسة عشر، وانفصلت عنه بعد مرور 11 شهرًا، والزيجة الثانية من نصيب الملحن “إبراهيم فوزي”، ثم الزواج الأخير من إحدى رجال ثورة يوليو سرًا، إلا أنه لم يستمر طويلاً، تميزت بعدة جمل ارتبطت بها ارتباطا وثيقاً منها، “عوض عليا عوض الصابرين يارب”، و”تر تر”.
وعملت زينات صدقي كراقصة في كازينو بديعة مصابني في بداية مشوارها الفني وهو ما لا يعرفه الكثير عنها، ثم انتقلت بعد ذلك للعمل مع فرقة “نجيب الريحاني”، من خلال دور في مسرحية “الدنيا جرى فيها إيه”، بينما كانت أولى أعمالها السينمائية فيلم “وراء الستار” عام 1937، إلى أن امتلأت حصيلتها الفنية، بأكثر من 400 فيلمًا سينمائيًا، قد حفر بعضهم مكانًا عظيمًا في تاريخ السينما المصرية، وخاصةً في عالم الكوميديا والضحك، ومن أبرزهم، أفلام “ابن حميدو، الآنسة حنفي، أيامنا الحلوة، اسماعيل ياسين في الأسطول، عفريتة اسماعيل ياسين، العتبة الخضراء، شارع الحب، بنت اسمها محمود، معبودة الجماهير، قاضى الغرام، حلاق السيدات، عريس مراتي، الشيطانة الصغيرة”.
ولكن انقطعت زينات صدقي بعد تلك الحصيلة الكبيرة من الأفلام، عن العمل حوالي 6 أعوام ، إلا عمل وحيد قدمته خلال تلك الفترة، وهو “بنت اسمها محمود”، كما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتكريمها، ومن بعده جاء السادات حتى يكرمها أيضًا في العيد الأول للفن، وخصص لها معاش قيمته 100 جنيه، ويُقال أنه دعاها إلى زفاف إحدى بناته.
وأخيراً أصيبت في نهاية حياتها بماء على الرئة، ولكنها رفضت الذهاب الى المستشفى، ووافتها المنية بعد أسبوع من اصابتها بالمرض، حيث رحمها الله، في 2 مارس 1978، وإلى الآن، تعتبر زينات صدقي علامة مميزة وواضحة في عالم كوميديا النساء في تاريخ السينما المصرية.