شعر وحكاياتعام

قصة قصيده

قصة قصيده

فاضل العباس


سفر ايوب لبدر شاكر السياب
ولد السياب عام1924 في قرية جيكور في محافظة البصرة جنوب العراق.
يعد واحد من اكبر شعراء العرب واشهرهم في تجديد الشعر العربي رغم قصر حياته
وقصيدة سفر ايوب محاكاة للمعاناة والالم المشترك بين الشاعر والنبي ايوب
في سنة 1961 بدأت صحة السياب بالتدهور حيث بدأ يشعر بثقل في الحركة وأخذ الألم يزداد في أسفل ظهره، ثم ظهرت بعد ذلك حالة الضمور في جسده وقدميه، وظل يتنقل بين بغداد وبيروت وباريس ولندن للعلاج دون فائدة.
أخيراً ذهب إلى الكويت لتلقي العلاج في المستشفى الأميري في دولة الكويت حيث قامت هذه المستشفى برعايته وأنفقت عليه خلال مدة علاجه. فتوفي بالمستشفى هناك في 24 كانون الأول عام 1964 عن 38 عاماً ونُقل جثمانه إلى البصرة وعاد إلى قرية (جيكور) في يوم من أيام الشتاء الباردة الممطرة. وقد شيّعه عدد قليل من أهله وأبناء محلته، ودفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير
أصيب الشاعر بمرض السل الرئوي وتفاقم عليه المرض ، فتوجه الى لندن للعالج ، وقد نظم هذه األبيات وهو على سرير المستشفى
ِ هناك ، يشكر فيها الباري على معاناته .
وقد اعتاد رواد الشعر الحديث استخدام الرموز ، والقصص الدينية في شعرهم ، والشاعر بدر يستخدم قصة أيوب عليه 
السلام ، وكأن الشاعر يعاني ما عاناه أيوب مع الرضا بماأصابه 
ويصور ما ابتلي به من مرض ، وغربة في لندن وحنينه الى بلدته جيكور 
لك الحمد مهما استطال البلاء 
ومهما استبدّ الألم 
لك الحمد، إن الرزايا عطاء 
وإن المصيبات بعض الكرم 
ألم تُعطني أنت هذا الظلام 
وأعطيتني أنت هذا السّحر؟ 
فهل تشكر الأرض قطر المطر 
وتغضب إن لم يجدها الغمام؟
***** 
شهور طوال وهذي الجراح 
تمزّق جنبي مثل المدى 
ولا يهدأ الداء عند الصباح 
ولا يمسح اللّيل أوجاعه بالردى 
ولكنّ أيّوب إن صاح صاح: 
لك الحمد، إن الرزايا ندى 
وإنّ الجراح هدايا الحبيب 
أضمّ إلى الصّدر باقاتها 
هداياك في خافقي لا تغيب 
هداياك مقبولة. هاتها
أشد جراحي وأهتف 
بالعائدين: 
ألا فانظروا واحسدوني 
فهذى هدايا حبيبي 
جميل هو السّهدُ أرعى سماك 
بعينيّ حتى تغيب النجوم 
ويلمس شبّاك داري سناك 
جميل هو الليل أصداء يوم 
وأبواق سيارة من بعيد 
وآهاتُ مرضى، وأم تُعيد 
أساطير آبائها للوليد 
وغابات ليل السُّهاد الغيوم 
تحجّبُ وجه السماء 
وتجلوه تحت القمر 
وإن صاح أيوب كان النداء: 
لك الحمد يا رامياً بالقدر 
ويا كاتباً، بعد ذاك، الشّفاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock