كتبت/ فاطمة عبدالحميد
فنان من الطراز الفريد، امتلك من الروح أخفها وأقربها الي القلب، ضرب لنا مثالا رائعا في التسامح الديني والأخلاقي، إنسانيته خلدت سيرته الطيبة على مدى سنوات مضت فلا يُذكر اسمه الا بأعذب الكلمات وأرقها، إنه الفنان بدر الدين جمجوم الذي تمتد جذوره في الأساس إلى فلسطين العربية، ربما ظلمه الفن فلم ينل من الشهرة ما يستحق رغم تميزه في ما قدمه من أعمال في السينما والإذاعة والتليفزيون، لكن أكثر ما خلد ذكرى ذلك الفنان الرائع هو ما يتمتع به من تصالح نفسي وخُلقي وأخلاقي، وسوف نتطرق معكم في هذا المقال للوقوف على أهم المحطات في حياة ذلك الكوميديان الراحل.
إقرأ أيضا ً
_حياة بدر الدين جمجموم في نقاط
ّوُلد بدر الدين جمجوم في 26 من ديسمبر عام 1934، تخرج في معهد الفنون المسرحية عام 1959، ثم فى كلية الآداب جامعة القاهرة، والتحق بفرقة ساعة لقلبك الكوميدية، ثم فرقة إسماعيل يس، وفرقة التليفزيون.
شارك جمجوم في عدد من المسرحيات، منها “الراجل اللي قال”، أما في السينما فقد عمل فى الأدوار الثانية، ثم اختفى عن الساحة قبل أن يعود فى أواخر أيامه لإنتاج فيلمه الأخير الذى قام ببطولته.
تعود بدايات “جمجوم” الفنية إلى فرقة “ساعة لقلبك”، حيث شارك بها والتي استحوذت على آذان المصريين وقلوبهم؛ ليشق طريقه عبر الراديو في العديد من التمثيليات الإذاعية الكوميدية بعد ذلك، منها سلسلة “أغبياء ولكن ظرفاء” التي كتبها ومثلها محمد أحمد المصري الشهير بـ”أبولمعة”، وقام فيها بدر الدين بدور “جمجم” أحد الأغبياء الثلاثة هو و”أبولمعة” و”الخواجة بيجو”، حيث كان الأغبياء يتعرضون كل مرة لعملية نصب مختلفة.
للمزيد
قدم بدر الدين جمجوم نوعاً مختلفاً من الأدوار بعد التحاقه بفرقة إسماعيل ياسين، وتصادف وقتها أن عادت الفنانة “فيروز” الملقبة بالطفلة المعجزة للتمثيل مرة أخرى، وكان ذلك في فرقة إسماعيل ياسين أيضًا؛ لتنشأ قصة حب بين الاثنين، قبل أن تتوج بالزواج.
تزوج جمجوم من الطفلة المعجزة فيروز رغم اختلاف ديانتها فهي كانت تعتنق المسيحية وهو يعتنق الإسلام، ولكن رغم اختلاف العقائد الا أنه كان يأخذها للتعبد في الكنيسة وكانت تذهب معه إلى السيدة والحسين، فكانا أجمل مثال في التسامح الديني بين الأزواج وكيف عاشا من العمر ثلاثين عاما في حب ووئام وكلا منهما على دينه وعقيدته.
بعد زواجه من فيروز، قدم بدر الدين جمجوم معها مسرحية “شقة وخمسين مفتاح”، وهي رواية استوحاها من قصة طريفة حدثت لهما بعد الزواج، فقد كان عش الزوجية هو السكن الذي كان جمجوم يعيش فيه قبل الزواج مع الممثل الراحل إبراهيم خان، وبحكم كونهما عزابا –قبل زواجه بالطبع- كانت شقتهما تعج بالأصدقاء في أي وقت من اليوم، وكانوا يملكون نسخا عديدة من مفاتيح الشقة، وهو ما سبب ارتباكا شديدا للزوجين في الأسابيع الأولى من الزواج، إلى أن فطن الأصدقاء للأمر وكفوا عن الذهاب للشقة، ومن هنا جاءت فكرة تلك المسرحية التي كانت الأخيرة في حياة فيروز الفنية.
إقرا أيضا
نتج عن زواج بدرالدين جمجوم و الفنانة المعتزلة فيروز والتى فضلت الحياة الأسرية والراحة والهدوء على الشهرة والأضواء وحياة الفن والفنانين، طفلان وهما أيمن وفتاة جميلة تدعى إيمان، والتي كشفت عن طبيعة الحياة بين والديها وكيف كان والدها الفنان الراحل بدرالدين جمجوم يأخذ زوجته فيروز إلى الكنيسة لتقوم بعبادتها بينما يجلس الفنان بدرالدين جمجوم بعيدا ينتظرها.