أشـواق الروح
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أشـواقُ الروحِ لا تكتَبُ
مهما جُمِعَتِ الكلماتُ
على طاولةِ الحنينِ والذكرياتِ
ومهما احتسى قلبي من مرارتِهِ
وأشعلت سجائرُ نبضي المتدفقِ
وبللت بدمعِ وحشتي دفاتري
واستحلفت الليلَ أن يسقيَني
من خمرةِ السكونِ
أشواقَ الروحِ
عصيةٌ عن البوحِ
مهما ناحت مهجةُ الآهاتِ
ولاحتْ في الوجدانِ
مناديلُ الدروبِ البعيدةِ
لعصافيرِ التنهداتِ الشريدةِ
فلا تطلُّ الأماني على وجعي
ولا المعاني على القصيدةِ
مذبوحةٌ أشواقي لأمي ولأخوتي
يا مدينةَ الدمعِ الشهيدةَ
كيفَ لي أن أُنطِقَ غصتي
أن أسبحَ في دم دمعتي
وكيف لقلبي أن يأمنَ لضحكتي
وأنتِ الفاصل الباقي
ما بين حياتي وموتي
ظمآنٌ يا بلـدي لهوائِكَ الراعفِ
ومقيدُ الفؤادِ طريقُ عودتي
يتربصُ لي القاتلُ الهمجِيُّ
ويتمترسُ
خلفَ كلِّ حبـةِ ترابٍ
ليقنصَ لهفةَ الصوتِ
ونداءاتِ لوعةِ غربتي
وخطوةَ حنينِ التوقِ
والقصيدةُ مبعثَرةٌ أشواقُها
مشتّتةُ الأحرفِ العرجاءِ
تهيمُ في صحارى الحَيرةِ
تأخذُها الجِهـاتُ إليـكِ *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول