تقدمة / مي إسماعيل محمد
– القلب هو في المنام شجاعة الرجل وأمره ولينه وجراءته وكياسته وجوده وسخاؤه وسماحته وخلقه وعادته فإن رأى في قلبه فزعاً فإنه يهدي إلى الحق لقوله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم}الآية .
فالقلب ملك الجسد والقائم بأمره في دينه ودنياه وسره وعلانيته الحافظ عليه تدبيره وموضوع سره فما رؤي به من صلاح أو فساد فبقدر ذلك يقع التأويل عليه كما وصفت.
– ( ومن رأى ) أن قلبه خرج من بطنه حسن دينه وقيل القلوب تؤول بالنسوة.
– ( ومن رأى ) قلبه تقطع فإن كان مريضاً برئ وشفي من كربته والقلب يدل على امرأة صاحب الرؤيا لأنها هي المدبرة لجميع ما يملكه الرجل والقلب دين الإنسان وذكاؤه .
فمن رأى لقلبه عيناً فهو فطنته وفهمه وصلاح دينه وحسن نطقه وربما دل القلب على سيد الإنسان أو أميره أو مدبر أمره.
– ( ومن رأى ) أن قلبه خطف من بطنه أو ذهب به طار قلبه خوفاً من أمر يطرقه أو يذهب عقله أو يفسد دينه.
– ( ومن رأى ) قلبه أسود أو مضني أو نحو ذلك فهو ضال مذنب قد طبع على قلبه وغمي عن رشده وإن رأى قلبه تقطع فإن كان من أهل الخشية والزهد والورع كان قلبه مع اللّه تعالى لا يشغله عنه شاغل لخوفه منه وربما تقطع قلبه أسفاً على سوء حال من يعز عليه وربما تشاغل عن اللّه تعالى بمن أسكنه غيره والقلب محل التدبير فمن رأى وجعاً بقلبه أساء تدبيره.
– ( ومن رأى ) مرضاً بقلبه فهو منافق وقلب السلطان عسكره.