بقلم: لميا مصطفى.
على مدار بعض موضوعات متسلسلة حاولت جاهده توضيح وتفسير معنى العلاقه الزوجيه بشيء من التعمق والإدراك،محاولة تقريب المعاني والأفكار لكم حتى ننتبه إلى قداسة تلك العلاقة وركزنا على الأسس التى تعيننا على فهمها وتقديرها ثم الإستمتاع بها. حاولت أيضاً أن استفيض فى توضيح وتقريب المعانى المختلفة لكلمة الاحتواء لأننا للأسف كثير منا يعبُر على هذه الكلمة مروراً عابراً لكنها تحمل فى طياتها الحب والصداقة والإهتمام والذي يغلف كل تلك المعانى هو الاحتواء.
الاحتواء هو القدرة على الرعاية الإنسانية الشاملة لإنسان آخر،. الاحتواء هو القدرة على معرفة تفاصيل وأسلوب الزوج والزوجة ومعرفة ردود الأفعال. والتعبيرات حتى يستطيع كل طرف أن يترجم التصرفات على النحو الصحيحة الإحتواء هو ليس معرفة الموقف ولكنه معرفة الدافع وراء أي موقف فالمشكلة أنه لا يدرك الكثير تلك النقطة الهامة مع أنها الفارقة فى التفهم والتقدير وهو الإحتواء الإنفعالى وإن كان فى ظاهرة عنف وشجار ولكن فى باطنه إحتياج نفسى. ورغبات ومخاوف لا يستطيع كثير من البشر الفطنه إلى هذا الجانب لكى يبحث فى داخله عنها أو حتى يتفهمها الطرف الثانى فيحاول ببعض الإستفسارات فهم ما يجول فى خاطرة حتى يعرف سبب العنف وهنانصل الى ا الاحتواء الفكرى أى مدى القدرة على الإستماع إلى المشكله وتقديرها والصبر فى التفكير وصولاً إلى حل، فليس كل المشكلات يتم حلها فى حينها ولكن يوجد بعض أنواع مشاكل الوقت هو سيد الموقف وهو الكفيل بحلها.
أما فن الإعتذار هو أيضاً مهارة أخرى ومعنى آخر للإحتواء والمرأه فى بنيتها النفسيه هى الأقدر على ذلك من الرجل، وإن كان الخطأ خطأها من البدايه فيجب أن تبادر هى وأن يبادر الرجل إن كان الخطأ خطأه . ولكن السؤال هنا هو لماذا يتأخر دائماً الإعتذار فى حياتنا الزوجيه؟ ولماذا ننتظر حتى تغور الجراح ؟ وإذا أتى الإعتذار يأتى سطحياً، جافاً بالتالي لا يعالج إلا الظاهر من الجرح وإن حدثت مناوشات طفيفه تكون هى القشه التى قسمت ظهر البعير، ويتم الإنفجار والثورة وهذا لأن الجرح غائر ولَم يندمل بعد. ويبدأ يخرج منه الصديد فإن لم يعالج الموقف مرة وأثنين ثم نتأكد من أنه إنتهى
فإنه يظل عالق فى الذاكرة تاركاً أثراً.
إن حرفية الإعتذار تأتى من تنوع أشكاله وإستخدام طرق مختلفه فى إظهار الندم للطرف الآخر ،إن الدخول إلى العقول والنفوس أصعب بكثير من حفر نفق فى الجبل والدخول فيه، وإن كان حفر الجبل بحاجة إلى معدات وخبرات ومهارات فإن الدخول إلى النفوس أشد حاجه إلى تلك الأدوات.إن الزوج الناجح هو الذى يعيش لزوجته وتهمه سعادتها فحياته وعلاقاته وسهرات ومواعيده مرتبه حسب أولويات الزوجه، لأن الله إختص الرجال بالقوامة، والقوامة فى الدين معناها الرعاية والحماية والكفايه والولاية أى أن تعيش المرأه معززة تصل إليها جميع حقوقها بكل طيب خاطر.
فالرجل هو المنوط بكل أنواع الرعاية بما إختصه الله به، مادامت الزوجه تحافظ على حقوق الزوج.فالإهمال هو بدايه لنهاية كل شيء جميل والإهتمام شيء لا يطلب وهو أجمل طريق للوصول للقلوب. والصداقة معناها الحب فى أجمل صوره، والحب هو الشعور بالمسئوليه وتحملها بطيب نفس لتحقيق الأمل وأخيراً الإحتواء هو كل ما سبق مجتمعين.