شعر وحكاياتعام

المُغْتَصَبَة

المُغْتَصَبَة






                   شعر : مصطفى الحاج حسين .

ماذا أقولُ للماءِ 

إنْ أردتُ التَّطهرَ منكَ ؟!

وَخَلايايَ تَتَقَيَّئُ رِجسَكَ

وأنفاسِيَ مُلَوَّثَةُ الأجنِحَةِ

تَتَضَوَّرُ لِلنَقَاءِ

وجَسَدِي يَستَجِيرُ بالاضمِحلالِ

وروحي تَعدُو بعيدَةً عنِّي

دَمِي يَشْمَئِزُّ مِنْ أوردَتِي

وقَلبِي يُرَفْرِفُ كَطَائِرٍ ذَبِيْحٍ

كَانَتْ عَيْنَاكَ مُتَوَهِّجَتَانِ بِالحَقَارَةِ

وَيَدَاكَ الشَّوكِيَّتَانِ

تَخنُقَانِ كَرَامَتِي

وَمِنْ فَمِكَ يَتَدَفَّقُ المَوتُ

حِيْنَ كَانَ يَنْهَشُ شَرَفِي

الأرضُ امتَعَضَتْ مِنْ لُهَاثِكَ

الجُدرانُ انتابَهَا قَرَفٌ شديدٌ

والسَّقفُ تَقَوَّضَتْ قِوَاهُ

حتى البابُ سَخَطَ على قِفْلِهِ

تَوَسُّلاتِي أبكَتْ صَدَاهَا

وأنتَ وحشٌ جَامِحُ الشَّهوَةِ

كَلبٌ تَلعَقُ ذُعرِي

سَيَبْصِقُ عَلَيْكَ التُّرَابُ

أينما مَشَيْتَ

وَسَيَلعَنُكَ الهواءُ

كُلَّمَا لَمَحَتْكَ نَسمَةٌ

وَسَيَنْتَقِمُ مِنْكَ النَّهَارُ

الذي هَلَّتْ تَبَاشِيْرُهُ

على أرضِ بِلادِي *

                            مصطفى الحاج حسين .
                                     إسطنبول

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock