كتبت
شيرين حسني
وداد حمدي هي المثال الحي على أن أدوار البطولة ليست هي الطريق الوحيد للنجاح والشهرة. خادمة السينما المصرية، التي اشتهرت بصوتها المحبب، وطريقة سيرها المميزة. عملت في حوالي 600 عمل ما بين سينمائي، مسرحي، تليفزيوني، وإذاعي. وكلها أدوار ثانوية، دور البطولة الوحيد كان في فيلم ” الخمسة جنية ” حيث قامت بدور الخمسة جنية ولكن بالصوت فقط.
ولدت وداد محمد عيسوي زرارة في يوليو 1924 بمحافظة كفر الشيخ. وهي من أصول كردية. وبدأت مسيرتها الفنية بالعمل كورس خلف المطربين، ثم قدمت أولى أدوارها في فيلم نور الدين والبحارة الثلاثة مع الفنان علي الكسار. وتوالت أدوارها السينمائية لتدخل القلوب وترسم البسمة بخفة ظلها، وبشاشة وجهها،و تلقائية أدائها.
للمزيد
سيد عزمي..الجندي الحقيقي خلف شخصية بقلظ..الذي عاش مجهولاً ومات فقيراً
رفضت الفنانة وداد حمدي الزواج في بادئ الأمر حتى تستطيع العناية بأشقائها، ولما اطمئنت عليهم تزوجت من الملحن محمد الموجي ، ولكن زواجها لم يستمر طويلاً. ثم تزوجت من الفنان محمد الطوخي والد الفنانة إيمان الطوخي، واعتزلت الفن لتتفرغ لزوجها ثم ما لبثت أن عادت بناء على طلب الفنانة وردة لتعمل معها في مسرحية “تمر حنة” وتنفصل عن زوجها . وأخر أزواج وداد حمدي هو الفنان صلاح قابيل والد نجلها الوحيد عمرو صلاح قابيل الذي شاهدناه في عدد من الأعمال الفنية. ولكن زواجها انتهى بالإنفصال بعد شهر واحد. لتعيش وداد حمدي حياتها وحيدة في شقتها بعمارة فينوس، شارع رمسيس، القاهرة.
_ مقتل وداد حمدي
في يوم 26 مارس 1994 كانت ليلى عيسوي شقيقة الفنانة وداد حمدي في طريقها لزيارتها في حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً، ليستوقفها عم جوهر حارس العقار و يخبرها أن شقيقتها قد نسيت إطفاء أنوار شقتها والباب الحديدي للشقة منذ الأمس. فانتابها القلق على شقيقتها التي تحرص دائماً على إطفاء الأنوار وغلق النوافذ والباب الحديدي الجرار. فصعدت مسرعة وحين رأت الباب الحديدي مفتوح أخرجت مفتاح الشقة ودخلت لتري الشقة مبعثرة ، وأخذت تبحث عن شقيقتها وتنادي عليها دون رد. توجهت لحجرة النوم لتجد شقيقتها مسجاة على وجهها فوق سريرها ومغطاة بكومة من الملابس لا يظهر منها سوي قدميها. أزاحت ليلي الملابس لتجد شقيقتها مطعونة وقد فارقت الحياة. تصرخ وتتوجه للتليفون ولكنها تجد الحرارة مقطوعة وتستنجد بالجيران للإتصال بالشرطة التي حضرت سريعاً، قام رجال البحث الجنائي برفع البصمات من المكان ومن على أكواب عصير الليمون الذي وجدوه بالصالون، وتوصلو إلى أن الجاني كان معروف للقتيلة، حيث أنها لا تسمح لأحد بالصعود إليها إلا بعد التأكد من شخصيتة بواسطة جهاز الديكتافون. ووجد رجال المباحث ساعة يد رجالية في موقع الجريمة، وبعض الشعيرات الرجالية في يد القتيلة، وتم رفع بصمة من غرفة الصالون. وحامت الشبهات حول شخصيتين الأولى أحد المسجلين والذي كانت تربطه صله بالقتيلة والثانية للريجيسير متى باسيليوس الذي كان على موعد معها.
للمزيد
نجوى سالم| يهودية عاشت بهوس الاضطهاد..كرمها السادات ولعبت دوراً وطنياً بعد النكسة
استمرت رجال المباحث في جمع المعلومات حتى توصلوا إلى مرور الريجيسير بضائقة مالية بعد فشل مشروع محل الأسماك الخاص به بعد أسبوع واحد من إفتتاحه. ومطاردة الدائنين له، وتم القبض عليه في منزله ولكنه أنكر معرفته بالأمر، ثم ما لبث أن إنهار بعد مواجهة رجال المباحث له وإخباره أن البصمة الموجودة بمسرح الجريمة والشعيرات بيد القتيلة تخصه. وأنه كان على موعد مع القتيلة في وقت مزامن لوقوع الجريمة. فلم يجد بد من الإعتراف بما حدث.
بعد مطاردة الدائنين المستمرة وتهديدهم له قرر متى باسيليوس الإقتراض من الفنانة يسرا، وفعلاً ذهب إليها ولكن البواب منعه من الصعود، فقام بكتابة رسالة لترقيق قلبها ووضع بها صورة أطفاله وحاجته لمبلغ من المال، لكن سرعان ما رجع البواب ليخبره أنها مستغرقة في النوم، مما أثار غضبه وقرر قتل أي فنان وسرقته. وتوجه إلى هيلتون رمسيس حيث يقيم الفنان أحمد ذكي ولكنه لم يستطع الدخول بالسكين وخاف من إفتضاح أمره، فتوجه حيث تقيم الفنانة شريهان ولم يستطع تنفيذ مخططه لكثرة رجال الأمن حول عمارتها. وفي محاولة أخيرة للإستدانة توجه للفنان هشام سليم الدائم العطف على المحتاجين لكنه لم يكن متواجد. فحسم متى أمره وأعد خطته وقام بالإتصال بوداد حمدي وأخبرها عن وجود دور في مسلسل تليفزيوني وأنه يريد موعداً يحضر فيه بصحبة المؤلف والمخرج. بالفعل حصل على موعد، وقام بشراء قفاز من الصيدلية وخبأ السكين في الجاكت الجلدي الذي يلبسه، وقام بالتوجه إلى منزلها وقام بالصعود بعد أن تأكدت من شخصيته، رحبت به وقدمت عصير الليمون وحين سألت عن المؤلف والمخرج أجاب بأنهم يشربون الشيشة بالقهوة وسوف يحضرون. وبدأ في قراءة الإسكريبت المزيف الذي أحضره ثم توقف وطلب الذهاب للحمام فطلبت منه الإنتظار لتحضر له فوطة نظيفة وحين توجهت لحجرة النوم تبعها وهو يلبس القفاز الجلدي وعندما رأته وعلمت نيته طلبت منه أن يأخذ ما يريد ويتركها ، لكنه خاف إفتضاح أمره وقام بطعنها 35 طعنة أودت بحياتها. وفوجئ متى أن علبة المجوهرات خالية ولم يجد سوى 270 جنيهاً فقام بسرقة جهز تسجيل، ولم ينس أن يمسح بصماته من على أكواب العصير وأن يقطع سلك التليفون، وقام بالإنصاف.
للمزيد
باع متى جهاز التسجيل بمبلغ 50جنيهاً وقام بتسديد بعض من ديونه. إلى أن تم إلقاء القبض عليه واستمرت محاكمته 4 سنوات تم الحكم عليه بعدها بالإعدام ونفذ الحكم.
قصة ممثلة امتعتنا بأدوارها الثانوية وكان دور البطولة الوحيد الذي لعبته هو قصة مقتلها. رحمها الله.