أخبار وفنعام

عصفور في قفص


عصفور في قفص






كتبت نسرين يوسف



لم أعتد مشاهدة التلفاز؛ فقد عفاني الله منه منذ سنوات؛ وذلك بسبب الإسفاف والانحطاط الواصل إليه، ولكن توصلنا أثناء رحلة البحث عما يمكن مشاهدته إلى قناة (ماسبيرو زمان) مصادفةً، تلك القناة التي تعرض أعمالاً قديمةً، وقد استهوتني مسلسلاتها، وبدأت المتابعة. 






تابعت عملًا قديمًا تدور أحداثه حول المال والأرض والإرث، وقد انتهى بفاجعة، مسلسل (أبناء في العاصفة) بطولة عبد الله غيث وصفاء أبو السعود وعبد الرحيم الزرقاني وكوكبة من نجوم المسرح قديما.






ـ أما العمل الحالي (عصفور في قفص) بطولة أبو بكر عزت وهناء ثروت وسناء جميل، وفاروق الفيشاوي وأسامة عباس وفاروق نجيب ودلال عبد العزيز.





المسلسل قصة وسيناريو وحوار: كوثر هيكل.

إخراج: محمد شاكر.
مساعد مخرج: عماد سالم.
موسيقى: هاني مهنى. 
إنتاج صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات عام 1984
*هذا العمل يدور حول مدحت (أبو بكر عزت) الذي يحب زميلته في العمل (سميحةـ هناء ثروت) فيتزوجها، تجمع بينهما مشاعر الحب، ولكن تختلف طريقة كل منهما في الحياة.


*استوقفتني عدة نقاط في هذا المسلسل
:

1ـ الفكرة العامة للعمل، التي تدور حول بحث البطل عن حريته، وكذلك طريقته للعيش في هذا العالم، هذا الرجل الفوضوي الذي يعيش بلا هدف، يحمل بعض الصفات السيئة؛ فربما باع ساعة يده من أجل فسحة، أو افتخار أمام زملائه، وكذلك بيع بعضٍ من أثاث بيته ليدفع إيجار شقته.
ـ يقوم بادعاء مستمر بأنه سليل العائلات الراقية، وإنه صاحب كرامة حية يجب الحفاظ عليها، كيف ذلك؟!! أين كرامته المزعومة المهدورة حين يفكر في الاستدانة من زملائه، أليس هم مَنْ يتفاخر أمامهم؟!!
ـ مبادئه في الحياة غير واضحة، يكذب ويغش ولا مانع من النصب، ولكن نسأل أنفسنا هل تجنح به تلك الصفات السيئة لأكثر من ذلك؟! القتل مثلا….
ـ تضطر زوجته لطلب الطلاق ـ رغم حبها الشديد له ويظهر ذلك جليًا، ولكنها تقرر الطلاق ـ لعدم قدرتها على مواصلة الحياة معه بتلك الطريقة الفجة.
ـ يعيش مدحت في فندق صغير اعتاد النزول فيه، ويقع تحت ضغط من امرأة قريبة زوجة صديقه، وتعرض عليه الزواج وتحاصره حتي يتزوجها، مستغلةً نقاط ضعفه، وهنا تأتي الملاحظة الثانية.
2ـ هنا يبرز حب ( مكارم ـ سناء جميل)لمدحت، فهل هو حب حقيقي أم نزوة؟! أم شيء آخر؟!!

إقرأ أيضا
علاء ولى الدين “فنان رحل سريعاً وترك أعماله بصمة في تاريخ الكوميديا



ـ تلك السيدة التي ترى في مدحت شبابها الضائع، سيدة تكبره في السن، لديها أموال كثيرة، تعرف نقاط ضعفه، وتطارده بأموالها وممتلكاتها.
ـ يبقى السؤال هنا: هل تحبه فعلا، تعرف حبه لزوجته القديمة، ورغم ذلك تتزوجه، تعرف أنهلا يحبها وتستمر معه، فهل ذلك حبًا؟؟؟؟
ـ ربما ترى مكارم في مدحت فرصتها الأخيرة للحياة، هل تتمسك به من أجل تمسكها بالحياة؟؟ 
ربما يظهر هنا العامل النفسي جليًا، فقد تتغاضى عن حبه لها في مقابل بقائه معها، تعلم حبه لغيرها واستغلاله لها، وتبحث له عن مبرر لذلك، بل تبرر أخطاءه بنظرتها المغايرة للأمور.
ـ تسير الأحداث ويبيع مدحت جزءًا من ممتلكاتها دون علمهاـ بموجب التوكيل الذي قامت بتحريره له وإحقاقا للحق لم يكن يطمح لذلك أو طلبه ـ ويشارك رجلاً في مشروع سياحي، ويخسر كل شيء حين يكتشف أنه نصاب.
ـ يصاب مدحت بالجنون، ولكن هل هو جنون حقيقي أم مفتعل، في انتظار باقي الأحداث …
عصفور في قفص

نحن نسأل هل كان جنونه حقيقًا أم ادعاءً.

ـ كذلك في انتظار معرفة حقيقة حب مكارم وهل كانت محقة حين ضحت بأموالها واستمرت معه، أم كانت مخطئة.
3 ـ هل قلب المرأة وعشقها للرجل يكون خاطئًا حين تعلم بحبه لأخرى؟ أم نعذرها ونتعاطف معها ومع إحساسها بالتمسك بالحياة من خلاله؟؟ هل دفعها إحساسها بالوحدة والاحتياج للونيس للاحتفاظ بحبه؟؟!!
ـ هل المرأة كائن ضعيف لهذا الحد أمام من تحب؟؟ أم قوية تخرج من شرنقة حبه متحديةً الوحدة واليأس؟؟
ـ في الحلقة الأخيرة التي تعد في نظري أفضل الحلقات؛ حيثُ كُشفت الحقيقة، فلم يكن جنونه إلا خطة ليقبله المجتمع مجنونًا، وذلك لتقبله كقاتل لزوجته دون الوقوع تحت طائلة القانون.
ـ ظهرت في تلك الحلقة قوة مكارم الحقيقية فقد نجاها الله من الموت، وقررت الانفصال عنه، مقابل التنازل عن كل حقوقها المادية، وإعطائه وصل الأمانة الذي قام بكتابته لها بدون رصيد.
ـ كان صمت مكارم أكبر عقابًا له، فقد انتظر منها أن تتكلم لتحرره من سجن ضميره، ولكنها أبت ألا تسجنه داخله، وتعذبه بصمتها وعفوها.
ـ أصاب الجنون مدحت حقًا، وذهب لعمله وأخبر زملاءه بحقيقة الأمر، فحزنوا جميعا لحاله، وكيف دفعه الفخر والخيلاء للنصب والقتل في نهاية المطاف. 
ـ مكارم شخصية انتشرت في مجتمعنا في فترة من الفترات.
يستغلها وتحبه، ينصب عليها وتبحث له عن مبرر، تعشقه ويكرهها، تهتم به ولا يبالي، تتقرب منه فيشعرها باختناقه، بحبها فيهرب …. تحبه فيقرر قتلها.


إقرأ أيضا
الممثل بديع خيري

كل منهما شخصية تحتاج للبحث والدراسة

فقد بدأت حياتها الفنية بإعداد إحدى قصصها الحب الكبير (سهرة تلفزيونية)) كسهرة تليفزيونية حملت اسم (لمن نحيا) وتنوع إنتاجها في المرحلة الأولى من حياتها المهنية بين الأفلام التسجيلية والعمل كمساعد مخرج في الدراما، أما أشهر البرامج التي قدمتها فكان برنامج (مواقف إنسانية)، كما قدمت هيكل للسينما أعمالا ناجحة منها (دمي ودموعي وابتساماتي)، )العذراء والشعر الأبيض) و)العاشقان(، كما اشتهرت بحواراتها الرومانسية في هذه الأفلام.
أما على الشاشة الصغيرة فمن أشهر أعمالها مسلسلات )عصفور في القفص)، )حكاية كل زوج)، (مفترق الطرق)، (لقاء)، (الأب الثاني)، وأخيراً (على نار هادية) وهو العمل الذي قام ببطولته عدد من النجوم منهم إلهام شاهين والفنان الراحل أبو بكر عزت و توفيق عبد الحميد.
وقد حصلت على عدة جوائز عن أعمالها منها جائزة أحسن حوار عن فيلم )حبيبي دائما)من جمعية كتاب ونقاد السينما وأحسن حوار لفيلم (العذراء والشعر الأبيض) من مهرجان القاهرة والسينمائي الدولي السابع، وجائزة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عن فيلم (العاشقان)، كما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى واتسمت أعمالها بالرومانسية الواقعية البعيدة عن الخيال. 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock