أدم وحواءعام

علاقة لها قدسيتها في حياتنا ألآباء والأمهات من هم؟

علاقة لها قدسيتها في حياتنا  ألآباء والأمهات من هم؟


كتبت بقلم وفاء العشرى


(عطاء من جانب واحد لم ينتظر المقابل) كل العلاقات الانسانيه هي علاقات مبنيه على الأخذ والعطاء إلا علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم…. هي علاقه أساسها الوحيد هو العطاء فقط والتضحية إلى آخر العمر؛ 

*وقبل أن نطرح السؤال حول أمكانية وضع الآباء في دار مسنين……أو حتى ذهابهم بكامل إرادتهما المنفردة إلى دار رعاية المسنين… بعيداً عن دارََ كان عامراََ بالدفء والحنان والعطاء…. و الذي كانت تمطر جدرانه عرق كفاحهما …… من أجل أبنائهما…. تمطر سيولاََ من المشقه والمعاناة والتضحية؛ 
*بعدها تهدم الجدران.. وتغلق الأبواب….. ويهجر البيت ويترك في ظلام…. وهم على قيد الحياة ؛
*ويرضى الأبناء لهؤلاء الآباء أن يستكملوا حياتهم داخل دار رعاية…. برعاية أيادي أحن وارحم من أيدي الأبناء…. التي نمت سواعدهم الضعيفة وقويت بأيدي أبائهم .. التي أنهكها الزمن برعايتهم …. أباء لم يتركوا أبنائهم في دارََ ترعاهم ….. حتى لا يكونوا عائقا في طريق طموحهم وعملهم ؛ 
*أمََ ضحت بعملها وكل ما حصلت عليه من شهادات من أجل أبنائها….. أو أمََ تعمل خارج البيت وداخله من أجلهم دون شكوى أو ملل…… أو أرمله أو مطلقه وهبت حياتها لأولادهاََ أم حملت وهناََ على وهن……ومن بنيانها نمي أبناؤها…. غذاؤهم من لبنها…..وصحتهم من سهرها…..ومستقبلهم من عمرها؛ 
*وأبََ نسي نفسه… وضحى براحته ومتعته ….ليوفر لأبنائه حياه كريمه… حتى ولو أضطر أن يغترب عنهم… وعن أهله ووطنه…. أبََ يومه كفاح ومشقه…. وعرق يصبغ جبينه… وعلى اكتافه يحمل أثقالاََ من أعباء الحياه…. وتوفير طلبات الأبناء وقد ينام مثقلاََ بالهموم …عيناه لاتنام وعقله لا يكف عن التفكير وجسده أنهكه التعب بالسعي على الرزق؛ 

*دار الرعايه :-

هل يعقل أن يكون هذا أخر المطاف ورد الجميل والاعتراف بالمعروف قال الله في كتابه الكريم (وقضى ربك الا تعبدوا الا آياه وبالوالدين إحساناََ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولاَََ كريماَََ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) صدق الله العظيم 
*فقد جاء الإحسان بالوالدين بعد عبادة الله مباشرة… والرأفه بهم عند الكبر بعد الإحسان عليهما الاثنين وليس واحداَََ دون الآخر… وعدم نهرهما بأقل شئ حتى بلفظ أف فهي كبيره عند الله وان يكون القول الجميل اللين هو ما تتعامل به معهما وأن تعاملهما بكل رحمه وتدعو لهما بالرحمه كما ربيانك صغيراََََ فتربية الأبناء في الصغر ومشقتها الكبيره تكفي سبباََ لدعائك لهما بالرحمه؛
* فمن الصعب أن ينحت الآباء في الصخر من أجل أبناء يلقوا بهما أو يتركوهما يذهبا إلى دار رعاية بارده من الحنان والحب ودفء العائلة….. الذي كان بنيانه على أكتافهما لللألقاء بهما فيما يسمى بدار رعاية المسنين وهما من ضحوا بزهرة شبابهما من أجل أبنائهما … وكان من الممكن أن يكون هناك دار رعاية أطفال.. أباؤهم على قيد الحياه حتى لا يشكل هؤلاء الأطفال عبئا على الآباء أو عائقا في تحقيق طموحهم ونجاحهم في عملهم ورفاهيتهم وأستمتاعهم برببع عمرهم 

دار رعاية المسنين :-

——————–ممكن أن تكون في حالات استثنائيه قصوى حين لا يوجد للمسن من يرعاه… لم يكن له ولدََ ولا زوجَََ مثل زوجه توفي عنها زوجها وليس لها اولاد أو أحداََ يعولها أو العكس بالنسبه للزوج؛ 
أوأباء أولادهم مغتربين عنهم لأسباب خارج إرادتهم؛ 
أو لسبب جحود الأولاد وتذمرهم من مراضهما وعدم الرغبه في رعايتهما… .أو زوجة إبن ضلت طريقها في رضي الله برعاية أهل زوجها؛ 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل الذنوب يؤخر الله ماشاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فأن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياه قبل الممات) 
*ومهما كانت الأسباب التي يستند إليها الأبناء لترك آبائهم في دار المسنين بأنها أسباب جوهريه إلا أنها واهيه عند الله الذي امربالبر والتقوى بهما؛ 

*وهي حجج يبررون بها تقاعسهم عن أداء واجبهم تجاه أبائهم المسنين..بخروجهم لساعات طويلة خارج المنزل للعمل…. .. أو لبعد المسافات…. أو عدم القدره على مراعاتهما هي مجرد حجج…. وأن الدار سوف يعتني بهم بصوره أفضل هي أسباب مهما كانت تحمل في الظاهر العذر فهي في الباطن جحود عظيم؛ 
*وحتي لو طلب احد الوالدين الذهاب لهذا الدار بأرادته فهو يفعل ذلك من منطلق سلسلة العطاء الدائم من جانبه حتى لا يحمل الأبناء مشقة رعايته وفي نفسه يتمنى الوجود بجوارهم ويسعده تمسكهم برعايته ودفء وجوده بينهم؛ 
*فكيف يرضى الآباء أن يتعود أولادهما على زيارة أجدادهما في دار رعاية المسنين….. والتجمع معهما في الإجازات وفي مواعيد الزيارات… . بدلاً أن يربوا أولادهما على بر الوالدين لينشأ الاولاد و هم يرون تعلق أبائهم وأمهاتهم بمن كانوا سبباً في وجودهم…. فتتأصل هذه المعاني في أنفسهم وتصبح ملكه متمكنه في شخصياتهم…. ويحسنوا بدورهم إلى أهلهم 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم انف((قيل من يارسول الله؟ قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنه) 
*يجب على الأسر الحفاظ على هذه الروابط الراقيه في التعامل فيما بين أفرادها والتي أساسها الرحمه والموده والترابط الأسرى بين الآباء والأولاد والأجداد حتى ولوكانوا عاجزين كلياً فلهم بركه وخير ورضاهم يفتح أبوابه السماء لتمطر بالخيرات؛ 
بقلم وفاء العشرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock