كتبت
علا السنجري
يحتفل جوجل اليوم بالسيدة عنبرة سليم علي سلام زعيمة النهضة الأدبية في نساء العرب ، يعتبرها جوجل شخصية عربية مميزة ، وضع صورة كريكاتورية لها ما بين كتب وأوراق شعر ، كي تلفت انتباه الزوار العرب لهذه الشخصية التي كان لها أثر طيب في الأدب العربي.
للمزيد
محمود سلطان … ذاكرة ماسبيرو
عنبرة سلام الخالدي ولدت في بيروت ونشأت في أسرة عريقة ، أنهت تعليمها الإبتدائي في مدارس بيروت ، تتلمذت على يد السيدة جوليا طعمة دمشقية ، من رائدات النهضة النسائية الأولى في البلاد العربية، وقد كان لها في توجيهها وتربيتها وأثر كبير.
عند الحرب العالمية الأولى أصبحت كل دراستها في المنزل ، وسعى والدها في إيجاد الأساتذة لتعليمها ، فتلقت دراستها على اللغوي الكبير الشيخ عبد الله البستاني واثنتين من المعلمات الفرنسيات ، ثم على يد الأديبة المعروفة سلمى صائغ وغيرهم.
عملت أثناء الدراسة في الجمعيات الخيرية والاجتماعية ، وترأست نادي الفتيات المسلمات ، يعتبر أول ناد نسائي عربي ، يضم فريقاً من أرقى فتيات بيروت وكن يقمن فيه الحفلات ، يحاضر فيها الأدباء والأديبات ، أسست بالنادي مدرسة تطوع فيها فتيات النادي لتعليم ابناء وبنات العائلات المحرومة ، والتكفل باطعامهم والقيام على تأمين راحتهم.
عنبرة سلام الخالدي ساهمت بعد الحرب العالمية الأولى في الجمعيات التي تأسست لتشجيع المصنوعات الوطنية وكانت تنشر في الصحف والمجلات بعض المواضيع الاجتماعية الهامة.
عنبرة سلام الخالدي ذهبت إلى إنجلترا مدة سنتين عكفت خلالهما على دراسة اللغة الإنجليزية، كان لها أبلغ الاثر في نضوج ثقافتها ، عادت الى وطنها لتقود النهضة الأدبية النسائية ، حيث طلب منها القاء محاضرة عن مشاهداتها في إنجلترا . في تلك المحاصرة ظهرت لأول مرة بدون حجاب مما أذه ل الجميع ، بذلك تكون أول فتاة تسفر علناً في بيروت . حياها الشاعر عبد الرحيم قليلات بقصيدة عنوانها (عنبرة الأدب في سفورها وحجابها) .
عنبرة سلام الخالدي تزوجت بالأستاذ المرحوم احمد سامح الخالدي مدير الكلية العربية في القدس المشهور ، و المسؤول الأول عن تعليم العرب في فلسطين . اضاف هذا الزواج لها متسع علمي وازدادت معارفها . ألقت المحاضرات ونشرت المقالات ، وحين أنشئت دار الإذاعة في القدس سنة 1935م كانت أول سيدة تدعى لافتتاح الحديث النسائي فيها.
عنبرة سلام الخالدي تعاونت مع زوجها في شتى الميادين العلمية والاجتماعية والخيرية ، بيتها كان منتدى للطبقات المثقفة من مختلف الاقطار .
عنبرة سلام الخالدي قامت بترجمة روائع الأدب الغربي الكلاسيكي ، فترجمت عن الإنجليزية قصة (الالياذة) ثم (الأوديسا) . أصدرت في السبعينات كتاباً بعنوان “جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين” ، لتكون أول مُذكرات عن المرأة الفلسطينية.
عنبرة سلام الخالدي هجرت بيتها في فلسطين يوم حلت النكبة المشؤومة ، فقدت زوجها فجأة ، أثرت هذه النكبات على حياتها أبلغ الأثر فزهدت في كل شيء وقلَّ انتاجها الأدبي ولم يعد لها صبر على العمل .