كتب/خطاب معوض خطاب
بالطبع شاهدنا جميعا فيلم “تيتانيك Titanik” الذي يحكي قصة السفينة الغارقة تيتانك أكبر عابرات القارات في زمنها، ويعد هذا الفيلم واحدا من أكبر وأشهر الأفلام العالمية، ومن أعظمها إنتاجا وتحقيقا للإيرادات والجوائز، ومن المؤكد أننا تأثرنا بقصة الحب التي جمعت بين “جاك” و “روز” _ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت_ وكذلك استمتعنا بأغنية الفيلم الشهيرة التي غنتها “سيلين ديون” التي تعد من أجمل الأغنيات في تاريخ السينما العالمية.
وربما لا يعرف الكثيرون أن هناك مصريا كان مسافرا على ظهر السفينة تيتانيك وهو “حمد حسب بريك” الذي كان يعمل بمكتب “توماس كوك” للسياحة حيث كان يرافق السائحين كدليل ومترجم في رحلاتهم للمناطق الأثرية، وكان شابا يجيد اللغة الفرنسية والإنجليزية والألمانية بطلاقة بسبب اختلاطه بالأجانب.
وارتبط “حمد حسب بريك” بصداقة مع العديد من السائحين الأجانب وكان منهم المليونير الأمريكي “هنري هاربر” وزوجته “ميرا هاربر” الذين قاما بدعوته لزيارة أمريكا.
وبالفعل سافر معهما إلى أوروبا ومن هناك ركب الثلاثة سفينة تيتانيك في طريقهم إلى أمريكا، وحين اصطدمت السفينة بجبل جليدي ليلة 14 أبريل سنة 1912م كان المليونير الأمريكي وزوجته من أوائل الناجين الذين ركبوا زوارق النجاة المطاطية واصطحبا معهما “حمد حسب بريك” المصري.
بعد ذلك قضى “حمد حسب بريك” بأمريكا 3 سنوات، ثم عاد إلى مصر بعد ذلك وظل معتكفا في منزله 10 سنوات تأثرا بالأهوال التي لاقاها على ظهر السفينة تيتانيك، وترك مجال عمله السابق وعمل في تنظيم الرحلات لزيارة المناطق الأثرية كما اشترى عددا من الخيول وكان يؤجرها للسائحين في نزلة السمان، وهكذا عاش حياته حتى توفي في ستينيات القرن العشرين.
ومن أعجب ما قيل عن حادث السفينة تيتانيك أن المصري حمد حسب بريك لم يكن المصري الوحيد على ظهر هذه السفينة، فقد قيل إن أحد الأثرياء الأمريكيين كان يصطحب معه هدية لمتحف نيويورك، وهذه الهدية كانت عبارة عن مومياء الأميرة المصرية القديمة “آمن_رع”، والتي كانت تعيش بصر قبل الميلاد بحوالي 1500 سنة، وأشيع أن السفينة تيتانيك ما غرقت إلا بسبب وجود هذه المومياء على ظهرها وأن السفينة قد أصابتها لعنة الفراعنة، والغريب أن د. زاهي حواس قد كتب مقالا تم نشره في جريدة الشرق الأوسط يوم الخميس 26 أبريل 2012م في العدد رقم “12203” أنكر فيه هذه الواقعة تماما بل قال إن هذه المومياء موجودة في متحف جامعة بلفاست بأيرلندا وأنه شاهدها هناك بنفسه، وقال كان الثري الأمريكي ينوي نقلها لنيويورك لكنه لم يسافر على السفينة الغارقة تيتانيك، وبعدما علم بغرقها عدل عن نقل المومياء وظن أن مجرد نيته لنقلها قد أصابت تيتانيك باللعنة وأغرقتها، لذلك أهدى هذه المومياء لمتحف جامعة بلفاست.
ملحوظة:
الصورة من فيلم تيتانيك، وداخل الإطار صورة سفينة تيتانيك الأصلية، وداخل الإطار الثاني صورة المصري “حمد حسب بريك” في كبره وقبل وفاته بقليل.