“محمد عبد الوهاب” لاعب كرة القدم الراحل الذي لعب للنادي الأهلي المصري ومن قبله لعب لناديي إنبي والظفرة الإماراتي، هو لاعب تعلقت به قلوب الجماهير العاشقة لكرة القدم، فقد تعاطف معه الجميع وأحبوه، أحبه مشجعوا الفريق الوطني المصري، وكان مشجعوا الأهلى يطمئنون عند معرفتهم بوجوده فى تشكيل فريقهم، نعم لقد أجمع الجميع على حب الفتى الهادئ الرزين الموهوب، وكان عبد الوهاب يشغل الناحية اليسرى من الملعب باقتدار، سواء في الدفاع أو خط الوسط، وكان يتميز بتسديداته القاتلة التي أحرز بها أهدافا عديدة أسعدت الملايين، وكانت كراته العرضية متقنة وكأنها تبحث عن رؤوس المهاجمين.
محمد عبد الوهاب كانت جماهير الأهلى تطالب مدرب فريقها مانويل جوزيه بإشراكه دائما في المباريات، لكن كان جوزيه يعتمد على جيلبرتو الأنجولي منذ فترة طويلة، وكان جيلبرتو يملأ فراغ الجانب الأيسر من الملعب بالفعل دفاعا وهجوما، وعلى الجانب الآخر كان الكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر يعتمد كليا على محمد عبد الوهاب ويثق في إمكاناته، وبالفعل لمع عبد الوهاب وتألق عبد الوهاب مع حسن شحاتة في منتخب مصر وأحرز كأس الأمم الأفريقية 2006م، ومن بعدها عدل مانويل جوزيه من خططه وأصبح يعتمد على الثنائي جيلبرتو ومحمد عبد الوهاب معا، وهكذا أصبح عبد الوهاب أساسيا في ناديه، وأصبح معشوقا للجماهير.
إقرأ المزيد
محمد عبد الوهاب، هذا الشاب المولود بالفيوم في أول أكتوبر سنة 1983م أصبح نجما فوق العادة، تطمئن جماهير ناديه وعشاق الفريق الوطني حين تراه في الملعب، فهو قادر على صناعة الفوز دوما سواء بتسديداته الصاروخية أو عرضياته التي ليس لها مثيل، وكان للجماهير كل الحق في ذلك، فمنذ سنوات بعيدة لم يشغل أي لاعب الناحية اليسرى من الملعب بمثل كفاءته وجديته، ولكن فجأة اكتست مصر كلها برداء الحزن.
لقد مات محمد عبد الوهاب، مات الشاب الأعسر بعد شهور قليلة من فوزه ببطولة الأمم الإفريقية، مات يوم 31 أغسطس 2006م فبكته مصر كلها، والعجيب أن مصر ودعت في اليوم السابق على رحيله الأديب الكبير نجيب محفوظ، فلم ينشغل به إلا المثقفون فقط، وحقا أصيب الجميع بالذهول من خبر وفاة عبد الوهاب في أحد تدريبات ناديه، والغريب هو ما قيل بأن عبد الوهاب كان يشعر بقرب رحيله فقد كتب بيده لوحة علقها في غرفة خلع الملابس بناديه قبل أسبوعين من وفاته كتب فيها: “لا تبكي نفس على شيء قد ذهب، ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة”.
كما أنه وقبل وفاته بدقائق معدودة كان قد أوصى زميله اللاعب أسامة حسنى أثناء جلوسهما على دكة الإحتياطى قبل بدء المران بترك الدنيا والعمل للآخرة، كما نصح زميله اللاعب عمرو سماكة بأن يتعظ ويعتبر بوفاة اللاعب الشاب أحمد وحيد لاعب الترسانة الراحل.
رحلة محمد عبد الوهاب مع الدنيا والكرة كانت قصيرة جدا، ومع ذلك تأثر به الكثيرون وما زالوا يذكرونه، ولأن محبيه كثيرون فقد شارك في تشييع جنازته أكثر من 250 ألف شخص، وبكاه الملايين، وبعد موته هتفت الجماهير للاعبي الأهلي: أفريقيا يا شباب وحياة عبد الوهاب.
إفرأ أيضا
وفي لقاء العودة للنادي الأهلي في نهائي بطولة إفريقيا للأندية مع الصفاقسي التونسي بملعب رادس بتونس وحين دخل لاعبو الأهلي الملعب أطلق جمهور الصفاقسي صافرات الاستهجان، وفي نفس الوقت قامت جماهير الأهلى القليلة بتعليق صورة محمد عبد الوهاب في مدرجها وبدأت تهتف باسمه، فانقلبت صافرات الاستهجان إلى تصفيق حار من الحماهير التونسية ومن كل شخص موجود بالملعب.
ولليوم ورغم مرور 12 عاما على وفاته مازال محمد عبد الوهاب حيا في القلوب والأذهان، وما زالت الجماهير ترفع لافتاتها التي كتبت عليها: ما زلت في القلب يا عبد الوهاب، رحلت في عز الشباب، في الجنة يا عبد الوهاب.