كتب/خطاب معوض خطاب
“شكرا يا شاويش” واحدة من أشهر الجمل في فيلم “حياة أو موت” بالإضافة إلى جملة “الدواء فيه سم قاتل”، وجملة “شكرا يا شاويش” قالتها الفتاة الصغيرة سميرة بنت المواطن أحمد إبراهيم القاطن في دير النحاس لحكمدار القاهرة، تعبيرها عن شكرها له لمحاولته إنقاذ أبيها المريض من الموت.
” شكرا يا شاويش” قالتها الطفلة بعفوية وتلقائية شديدة تعبيرا عن شكر المواطنين للحكومة لاهتمامها بأفراد الشعب ممثلين في شخص أبيها المريض.
“شكرا يا شاويش” سمعها حكمدار العاصمة فابتسم وكأنه حصل على نيشان عظيم، فها هو قد أدى مهمته وأكمل رسالته المقدسة بإنقاذه للمواطن المريض من الموت المحقق.
إقرأ المذيد
الممثل بديع خيري
إقرأ المذيد
الممثل بديع خيري
* * فيلم “حياة أو موت“
بكل صراحة وبدون مجاملة أو تحيز أعتبر فيلم “حياة أو موت” واحدا من أعظم الأفلام المصرية عبر تاريخ السينما المصرية، فهذا الفيلم من وجهة نظري المتواضعة يعتبر لوحة مبدعة تتغنى بجمال مصر والمصريين شعبا وحكومة، وهذا الفيلم بدأ عرضه الأول في يوم 6 ديسمبر سنة 1954م وكتبه علي الزرقاني وأخرجه كمال الشيخ وشارك في بطولته يوسف وهبي وعماد حمدي ومديحة يسري وحسين رياض ورشدي أباظة والطفلة ضحى أمير، وقد عرض هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان سنة 1955م، وحصل على جائزة الدولة في نفس السنة.
* * “المواطن أحمد إبراهيم“
هو بطل الفيلم موظف بسيط في إحدى الشركات الخاصة، تم الاستغناء عن خدماته وحينما طلب مكافأة نهاية الخدمة فوجئ بتأجيل صرفها لبعد عيد الأضحى، والمواطن أحمد إبراهيم القاطن في دسر النحاس ليس في جيبه أية أموال ومطالب بتلبية احتياجات منزله وخصوصا طلبات ابنته الوحيدة المتمثلة في فستان وشنطة وجزمة جديدة وخروف العيد، ويضطر المواطن أحمد إبراهيم لبيع ساعته لشراء فستان ابنته لكنه يفاجأ بأنها تذكره بعفوية شديدة بالخروف والجزمة والشنطة، ويخبر زوجته برغبته في بيع الراديو ليلبي طلبات ابنته لكنه يصدم بموقف زوجته.
* * “زوجة المواطن أحمد إبراهيم“
هي زوجة مصرية أصيلة محبة لزوجها وابنتها ولأنها تعلم حالة زوجها المادية تعرض عليه قضاء أيام العيد في بيت أبيها لكنه بسبب عزة نفسه يرفض بشدة فتترك له المنزل وتذهب لبيت والدها.
إقرأ المذيد
المراة العاملة في عيون السينما
إقرأ المذيد
المراة العاملة في عيون السينما
* * “سميرة بنت المواطن أحمد إبراهيم“
طفلة صغيرة بريئة تقف مع والدها في محنته ومرضه لدرجة أنها تسير في شوارع القاهرة وحدها في رحلة طويلة لتبحث عن الدواء لوالدها المريض وتعود له بالدواء بعد معاناة.
* * “حكمدار العاصمة”
برغم انشغاله بقضية كبيرة واجتماعه بقيادات العاصمة للقبض على المجرم الخطير أحمد الضبع إلا أن حكمدار العاصمة _مدير أمن القاهرة حاليا_ قد اهتم شخصيا وقبل كل شيء بحكاية المواطن أحمد إبراهيم ولم يهدأ له بال إلا بعد إنقاذه.
* * “الصيدلي“
عطف على الطفلة الصغيرة وأعطاها الدواء رغم أنها دفعت الثمن ناقصا، وحينما علم أنه أخطأ في تركيب الدواء سارع بتبليغ البوليس، وحينما لم يجد تعاونا من الشاويش بادر بالذهاب إلى الحكمدارية وتبليغ حكمدار العاصمة، ولم يهدأ له بال إلا بعد الوصول للمريض وإعطائه الدواء السليم.
* * “المواطنون“
تعاون المواطنون البسطاء في الفيلم مع الطفلة الصغيرة التي تسير وحدها في شوارع العاصمة، فها هو الكمساري يتنازل عن الأجرة بعد علمه أنها ليس معها نقود، وها هو أحد الصبية يقوم بتهريبها عندما علم أن البوليس يقبض على الصغيرات، كما أن المارة استعادوا لها زحاجة الدواء بعد أن خطفها أحد السكارى.
* * “شوارع القاهرة“
يعتبر هذا الفيلم من أوائل الأفلام في تاريخ السينما المصرية التي ابتعدت عن الاستوديوهات وتم تصويرها في شوارع القاهرة، ونجح المخرج في إظهار نظافة وجمال القاهرة وشوارعها، وبالفعل يعتبر هذا الفيلم وثيقة حية للقاهرة وأهلها وشوارعها في الخمسينيات.