كتب/خطاب معوض خطاب
جميلة جميلات السينما المصرية الفنانة كاميليا نالت شهرة كبيرة رغم عمرها الفني القصير، حيث أنها عملت بالسينما سنوات قليلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، ورغم ذلك نالت شهرة لم ينلها غيرها ممن عملوا بالسينما سنوات طويلة.
جميلة جميلات السينما المصرية الفنانة كاميليا ارتبط اسمها بعدد كبير من الرجال المشاهير مثل الملك فاروق والفنان أحمد سالم والفنان رشدي أباظة، وقد نسج حولها قصص غرامية كثيرة، منها ما هو حقيقي ومنها ما هو مجرد خيال.
لكن تظل قصتها مع “صلاح الدين” هي أكثر القصص غرابة وإثارة وغموضا، و”صلاح الدين” هذا هو بطل ومنتج فيلم “ولدي” الذي قامت ببطولته كاميليا، وكتب قصة الفيلم وأخرجه عبد الله بركات شقيق المخرج الكبير هنري بركات، وكتب له السيناريو والحوار عبد العزيز سلام، وتم عرض الفيلم لأول مرة يوم 24 يناير سنة 1949م.
“صلاح الدين” الممثل والمنتج لم يكن في شهرة من شاركوا كاميليا بطولة أفلامها، فلم يكن بشهرة إسماعيل ياسين بطل فيلم المليونير أو فريد الأطرش بطل فيلم آخر كدبة أو محمد فوزي بطل فيلم صاحبة الملاليم أو كمال الشناوي بطل فيلم شارع البهلوان أو محمود ذو الفقار بطل فيلم قمر 14.
لكن رغم كل هذا يظل “صلاح الدين” هو أغرب من شاركوا كاميليا بطولة أفلامها وأكثرهم غموضا وإثارة للدهشة، حيث أسس “صلاح الدين شركة “أفلام المجد الوطنية” التي أنتجت ووزعت فيلم “ولدي” الذي اشترك في بطولته مع كاميليا و”صلاح الدين” عدد كبير من نجوم السينما المصرية مثل الفنان أحمد علام والفنان محمود المليجي والفنانة نجمة إبراهيم والفنان حسن البارودي وغيرهم.
“صلاح الدين” بطل ومنتج فيلم “ولدي” قدم نفسه لكاميليا وللوسط الفني في ذلك الوقت على أنه ثري يهوى الفن ويريد أن ينتج فيلما لكاميليا بشرط أن يكون هو بطل الفيلم، وعرض عليها 20 ألف جنيه مقابل بطولة الفيلم، وبالطبع وافقت كاميليا على الفور ودون تفكير.
وقد قيل إن “صلاح الدين” كان عاشقا لكاميليا ومتيما بها، لذلك أنتج لها هذا الفيلم ليكون بطلا أمامها، والمثير للدهشة أن “صلاح الدين” كممثل يعد ممثلا عاديا يفتقد روح الفن، فلم يكن مقنعا في أدائه، وحسبما قيل فإنه لم يكن يهتم بالتمثيل نفسه بقدر اهتمامه بالتمثيل مع معشوقته التي يهيم بها كاميليا، والأكثر إثارة للدهشة هو ما حدث قبل عرض الفيلم حيث تم إلقاء القبض على بطل الفيلم ومنتجه “صلاح الدين”، حيث ظهرت حقيقته وعرف الجميع أنه لم يكن ثريا، بل هو مجرد موظف بسيط وبسبب عشقه لكاميليا قام باختلاس مبلغ كبير من الشركة التي كان يعمل بها وأنتج هذا الفيلم ليقف بطلا أمامها.
” صلاح الدين” بطل ومنتج الفيلم كتب اسمه هكذا على الأفيش والتيترات، ولم يكتب اسم أبيه ولم يذكر مصدر من المصادر اسم أبيه ولم يبين إن كان هذا اسمه أم هو مجرد اسم فني، وقد تم عرض الفيلم وبالفعل لم ينل الفيلم أي نجاح ولم يترك أي مردود عند المشاهدين الذين ربما ذهبوا ليشاهدوا “صلاح الدين” الذي اختلس ليصبح بطلا أمام معشوقته كاميليا، وتم الحكم بسجن “صلاح الدين” بعد اختلاسه من الشركة ليقوم بالتمثيل أمام كاميليا التي اختلس منها هي الأخرى قبلة طويلة في نهاية الفيلم، وربما عاش عمره كله بعد ذلك على ذكريات هذه القبلة.