بقلم/هبة سلطان
نساء ولكن رواية للكاتبة نور عبد المجيد تتحدث عن الأمومة بكل معانيها، وإن قست في بعض الأحيان إلا أن العاطفة دائما ما تنتصر في النهاية، فالأمومة عاطفة وليست لقب، فهي سر الكون، سر العطاء، سر التضحية، سر تحمل الآلام من أجل أن تستمر الحياة، رواية تعرض فيها الكاتبة كيف تتحول الأنثى إلى جنس ثالث لا هو ذكر ولا هو أنثي، هو جنس أكثر حنانا وعطفا.
فكبرياؤها ضعف، وضعفها قوة، هكذا خلق الله الأنثى، ووضع بداخلها عاطفة الأمومة.
إقرأ أيضا
تناول الفقر والأمومة في الرواية
تناولت الكاتبة نماذج للامومة في روايتها نساء ولكن، وكانت أكثر النماذج تناولا الأم الفقيرة، فجاءت الأم التي توافق على بيع ابنتها في سوق النخاسة لمن يدفع اكثر،لأن الفقر سلبها حق الحياة بكرامة وحرية، لتذكرنا بشخصية نفيسة في رواية بداية ونهاية للأديب نجيب محفوظ.
علي الجانب الآخر من الرواية تعرض الكاتبة نموذج للأم الفقيرة التي تضحي من أجل أبنها، ولم تستطع البوح بخطئه وهو الذي أراد السرقة، وتقوم بارتداء الملابس السوداء علي ابنها الآخر الذي مات غرقا، و تلتزم بيتها حتى لقائه.
وهنا الفرق واضحا بين الأم التي تضحي بابنائها من أجل حفنة أموال، والأم التي تضحي بنفسها من أجل أبنائها، وإن كان الفقر في الحالتين هو البطل.
إقرأ أيضا
التناقض بين ما وصفته الكاتبة للامومة وبعض النماذج المعروضة في الرواية
وصفت الكاتبة الأمومة بأنها جنس أكثر حنانا وعطفا ولكن ألم يكن هذا منافيا لنموذج أم بطلة الرواية(سميحة) التي تركت طفلتها المعاقة ذهنيا هاربة، لأنها لم تستطع الإقامة معها، لمجرد أن ذنبها الإعاقة، حتي وإن كانت تحنو في بعض الأحيان لبناتها، إلا أن كبرياؤها يمنعها، ولكن هل يقف الكبرياء حائط صد أمام عاطفة الأمومة؟
وهل الفقر والإعاقة مهما كان نوعها أيضا حائط صد أمام عاطفة الأمومة؟
أسلوب نور عبد المجيد في رواية نساء ولكن
تميز أسلوب الكاتبة نور عبد المجيد بتصوير الطبقات الدنيا من المجتمع، وعرض النماذج الموجودة فيه، وتصوير الطبقات الاجتماعية العليا وكيف يتصرفون وكيف يحبون ويكرهون كأنها بانوراما لطبقات المجتمع.
في هذه الرواية نجحت الكاتبة في نسج خيوط الأمومة التي تحابي على أولادها، على الرغم من هروبها من ابنتها المعاقة، إلا أن عاطفة الأمومة غلبتها في النهاية، كل أمثلة الأمهات التي طرحتها الكاتبة مهما كانت قسوتها غلبتها عاطفة الأمومة، ما عدا الأم الفقيرة كما صورتها الكاتبة.
ليس كل أنثى أم، لكن داخل كل أنثى أم.