وريقات أربعينية وريقتي السابعة و العشرون
بقلم د. غادة فتحي الدجوي
أحببت أن أشارككم يومي لأني شعرت بيوم مميز و انا في نهاية ال٤٥، بدا الْيَوْمَ بتدريب في دوار عن دور الميسرين في التدريبات و خاصة كناشط مجتمعي بالفن، و كان يوم حافل و مبهج جدا تعرضنا فيه للعديد من القضايا و منها قضايا ” النوع الإنساني” و قمنا بمشهد تمثيلي عن هذا الموضوع.. و كانت مناقشتنا حول مصادرنا الداخلية و الخارجية و كيف نكون ميسرين في التدريبات بشكل خاص جدا و فعال في المجتمع، و رغم ان الْيَوْمَ كان مجهد جدا الا انني كنت محافظة بشكل جيد علي مستوي طاقتي ، ربما لحبي في المكان و التدريب و ربما للمجموعة الامنه و المساحة الامنه، و انتهي الْيَوْمَ و و بدأت استعد للخروج من دور الميسر لأذهب لدور اخر مهم في حياتي كأكاديمية ، فكنت مدعوة لأشارك ضمن نخبة من الرائعين في دار الأوبرا المصرية، قاعة المجلس الأهلي للثقافة و كانت الدعوة موجهه لي من الهيئة القبطية الإنجيلية عن الخطاب الثقافي و القضية السكانية، و كم كان المنتدي رائعون وجدتني أتكلم بلسان المرأة القروية و التي تبحث عن رسالة تصل لها و أتكلم عن مسرح المقهورين و الفتون التي هي الان من أهم وسائل التعليم و الثقافة و الرصد المجتمعي الحقيقي للمشاكل و كيف لابد علينا ان تغير الصورة الذهنية للمرأة في مجتمعنا، و كان المنتدي مكمل لما ناقشناه و قمنا بتمثيله انا وزملائي و شعرت بالفخر من كل ما سمعت في المنتدي لأني أصبحت اري طاقات نور جديدة في مجتمعنا و إننا ليسوا في نفق مظلم كما يري اليعض، رغم كل المشاكل الا انها مصر الولادة لقامات في مل المجالات .
و نأتي الي جزء أسعد قلبي فالسابق كان للعقل … خرجت من القاعة و انا منبهرة بالمبني اللوحات الفنية الرائعة و بدأت امشي بين أسوار الأوبرا المصرية، و التي لم ادخلها منذ سنوات عديدة و بدأت الوم نفسي كيف سمحت لنفسي كل هذه السنوات ان امر علي هذا الصرح و لم أتذوق هذا الجمال ،. و فرحا بكم الأشخاص الموجودين و يستفيدون من هذا الجمال، و كنت أرجو بمنتهي الفخر و أصور و كأني اعتذر لكل جزء عن عدم ارتيادي المكان …و خرجت من الأسوار و وجدت امامي كوبري قصر النيل فبدأت ان امشي دون وعي و رغم كل ما يقال و الخوف من المفاهيم السائدة من العنف او التحرش الا انني كنت امشي بمنتهي الأمان و لأول مرة التقطت صور لأسد قصر النيل بانبهار و مشيت الكوبري كله و انا انظر في وشوش البشر التي تضحك و تحب، و الهواء من نهر النيل يغمر وجهي وجسدي بمنتهي الحب، و مشيت الي موقف عبد المنعم رياض لأقرر أن أخد الميكروباص بدلا عن التاكسي لأني تركت سيارتي الْيَوْمَ، ورغم كل ما نسمعه ان اخلاقيات السائقين الا انني ركبت الميكروباص مع سائق علي غير العادة، فقد غير خط سيره لان سيده عجوز طلبت منه ان يذهب الي هناك و هي متعبة ، و كان يتعامل مع للجميع بمنتهي الاحترام.
و مع أني خرجت من منزلي الساعة الثامنة صباحا و رجعت حوالي الحادية عشر مساءا الا انني في منتهي النشاط ..! اتدرون لماذا ؟ لان الحياة بسيطة فيمكننا ان نسعد بالقليل و بمجرد احساسنا بالرضا و بأن الله يقدر لنا دوما الخير و يفتح لنا أبواب خير من خلال علاقاتنا و تجمعاتنا اذا كانت نوايانا طيبة، و أني شعرت الْيَوْمَ و صدقت علي معتقداتي بأن مصرنا رغم أي مصاعب و ظروف الا انها لها طعم خاص و طابع خاص و لن يذهب منها الأمان و ستبقي ارضها أمنه و ستبقي مصر هبة النيل ، و اخيراً و ليس آخراً، ثقوا في قدراتكم، كونوا فعالين في حياتكم حتي و لو بأنكم من تقررون لانفسكم كيف تكونوا سعداء، فالسعادة احيانا في لقمة عيش تتقاسمها بحب، كوب حُمُّص الشام علي الكورنيش مع ضحكات صافية، جمع اصحاب علي المحبة و ليست المصلحة، كلمة طيبة و ابتسامة صافية…و لكم جميعا محبتي و احترامي لأنكم جميعا في حياتي، و دعواتي لكم بتذوق السعادة? و ادعوكم جميعا ان تفخروا بمصر و تزوروا دار الأوبرا المصرية ?