عام
“درية شفيق” اللغز الذي آثار الجدل بين الحياة والموت
كتبت: إيناس رمضان
درية شفيق نموذج للمرأة المصرية المناضلة المتمردة ضد قوى الرجعية التي كانت تعارض المساواة بين الرجل والمرأة والتي حملت على عاتقها مسئولية نشر الوعي النسائي ونجحت في انتزاع حقوقهن السياسية وكسر قيود النساء إيماناً منها بأن لن يحقق حرية المرأة إلا المرأة نفسها ونجحت في ذلك في وقت مبكر.
ولدت درية شفيق في محافظة الغربية بمدينة طنطا عام 1908 ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا وأرسلت ضمن أول فوج للطالبات للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة وعند بلوغها الثانية والثلاثين حصلت على الدكتوراة في الفلسفة من نفس الجامعة وكان موضوع الرسالة “المرأة في الإسلام” .
العقبة الأولى في حياة شفيق كونها امرأة عندما رفض عميد كليه الآداب بجامعة القاهرة تعيينها لأنها امرأة. شغلت بعدها عدة وظائف ولكنها لم تقتنع بها إلي أن أصدرت مجلة بنت البلد وتعتبر أول مجلة نسائية باللغة العربية تهدف إلي تعليم وتثقيف المرأة المصرية
في أواخر الأربعينات أسست اتحاد بنت النيل و نجحت فى تحويله إلي حزب سياسي ليعد حزب اتحاد بنت النيل أول حزب نسائي فى مصر.
قامت درية بمظاهرة بمرافقة 1500 امرأة اقتحمن خلالها مجلس النواب المصرى للنظر بجدية فى مطالب المرأة المصرية ، و لم تكتفى بذلك بل اعترضت على عدم وجود امرأة واحدة فى لجنة كتابة الدستور 1954 فقامت بالإضراب عن الطعام مع عدد من السيدات و نجحت فى انتزاع حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة .
ظلت درية شفيق فى عزلة نحو 18 عاماً حبيسة فى منزلها بحي الزمالك ترجمت خلالها القرآن الكريم إلي اللغتين الانجليزية و الفرنسية كما أصدرت عدة دواوين شعرية و كانت نهايتها مأساوية حيث ألقت بنفسها من شرفة منزلها من الدور السادس وتم تسجيل الواقعة على أنها انتحار رغم أن بدايتها كانت من نور إلا أن نهايتها كانت من نار !!