أدم وحواءعام

تحرش النساء بالرجال ظاهرة غريبة تحتاج لوقفة

تحرش النساء بالرجال ظاهرة غريبة تحتاج لوقفة

تقرير/إسراء أحمد


قال تعالى”وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك”صدق الله العظيم فعندما أحببت سيدنا يوسف، وانبهرت بجماله، عرضت عليه نفسها، بالرغم من أنها زوجة حاكم مصر، إنها امرأة العزيز التى اتهمت سيدنا يوسف أنه حاول التقرب إليها، ومغازلتها؛ لأنها على يقين أن الجميع يصدقها ، فهي المرأة ولا يعقل أن تعرض نفسها على أحد، فالمجتمع يتقبل فكرة رجل تحرش بامرأة ، ولا يتقبل أن تتحرش المرأة بالرجل، لذلك بالرغم أنها ظاهرة غريبة وبدأت فى الانتشار، لكنها موجودة على أرض الواقع منذ القدم.


الحال كما هو الحال حتى الآن، فالمجتمع يتقبل فكرة تحرش الرجل بالمرأة، ولكن لا يتقبل أن يكون الرجل فريسة التحرش، حتى وإن تعرض له، وكذلك الرجل نفسه لا يتقبلها، فالرجل من المحتمل أن يفكر إذا أفصح عن تعرضه للتحرش، فيه إهانة لرجولته، فكيف لرجل أن يتعرض للتحرش؟ ومنهم من يفكر أنه سوف يقابل كم هائل من التهم، والادعاءات، والافتراءات ، إذا فضح أمر امرأة تحرشت به، ومنهم من يعترف أنه يكون قابل لهذا التحرش، ومستمتع بذلك، إذا نظرت إليه نظرة إعجاب، أو لفظت له بلفظ، يشيد بجماله، وقوته، فالرجال أنواع وكل منهما يرى تلك الظاهرة بشكل مختلف.

تحرش النساء بالرجال ظاهرة غريبة تحتاج لوقفة


تحرش المرأة يكون مختلف كل الاختلاف عن تحرش الرجال، فالمرأة تتحرش بالرجل بطريقة لطيفة، ورقيقة، عن طريق الدلال، والدلع، والتمايل، والملابس المثيرة، ومن الممكن أن تكون بالألفاظ، ولكن ألفاظ مثيرة، وليست بذيئة؛ للتعبير عن إعجابها، أو تريد إقامة علاقة عاطفية مع الرجل، عن طريق إظهار مفاتنها، والاغراءات؛ وتصطدم به عن قصد، لكى تلفت انتباهه، ويكون ذلك بطريقة عفوية، لأن المرأة بطبعها عاطفية، فإذا اعجبت بأحد تظل ورائه حتى توقعه في شباكها، فهى لا تستخدم عقلها في ذلك، فإذا استخدمت عقلها، وانتبهت لذلك؛ خجلت من نفسها، ولكنها تكون العاطفة مسيطرة عليه، وذلك منتشر بين الفتيات المراهقات اللاتى يعجبهن شكل ومظهر الشباب، والبعض يتحرش بالرجال عن طريق اللمس، أو الاحتكاك، أو الاصطدام به عن قصد، وتكون مقتنعة تماما أن الرجل لن يرفض لذلك، وهناك نوع من السيدات تداعب الرجل، وتتقرب إليه بشتى الطرق؛ من أجل كسب وظيفة، مال، حرمان العاطفى، أو الشهرة، وهى على يقين أنه لو رفض سيكون مصيره الإدعاء، والتشهير، ولكن بالنسبة للتحرش الجنسى فهو يشكل نسبة ضئيلة جدا، وتكاد تكون منعدمة.

تحرش النساء بالرجال ظاهرة غريبة تحتاج لوقفة


وكانت آراء علماء النفس، والاستشاريين الاجتماعيين، بالنسبة لتحرش النساء بالرجال، آراء متضاربة، فمن وجهة نظر بعضهم،أن تحرش الرجل بالمرأة، موجود منذ القدم، وأنه نوعين تحرش إيجابى، ولا يعتبر تحرش بالمفهوم، إنما هو يكون لسيطرة عاطفة المرأة عليها، فتبدأ نطق بعض ألفاظ المعاكسة، التي تعجب الرجال، والفضفضة الشاعرية، .والرومانسية، أما التحرش السلبى، يكون بطريقة غير مباشرة، عن طريق ارتداء الملابس الضيقة، وإظهار مفاتن جسمها، وإظهار جسدها، والتحرش الجنسي نادر جدا الحدوث، وعلى النقيض الآخر اعتبر بعض علماء النفس أن لا يجب أن نسميها ظاهرة،بل هى حالات فردية لا تتعدى ذلك.

تحرش النساء بالرجال ظاهرة غريبة تحتاج لوقفة


وقد جسدت السينما المصرية، فى كثير من الأفلام، حالات تحرش النساء بالرجال، مثلما حدث في فيلم؛شباب امرأة” التى جسدت فيه”تحية كاريوكا” المرأةالتى تغوى الطالب الجامعى”شكرى سرحان”، ونجحت بالفعل فى ذلك ، وأقام معها علاقة، وانغمس معها في الرذيلة، حتى أنه كان لايسلم من شرها، وانتقامها، إذا أراد الابتعاد، فدائما السينما تحاكى الواقع وتجسده


ظاهرة التحرش بوجه عام، سواء من الرجال، أو السيدات، زادت فى الآونة الأخيرة، نظرا لغياب الوعى الدينى، والثقافى، تدنى الأخلاق، العنوسة، ومشاكل الزواج، والظروف الاقتصادية، ومحاكاة الغرب في عاداتهم وتقاليدهم، ومن الممكن أن يرجع ذلك إلى الاختلاط فى جميع المجالات، والانفلات الأخلاقي الذى طال الرجل والمرأة.

تحرش النساء بالرجال ظاهرة غريبة تحتاج لوقفة


وبسؤال بعض الشباب والبنات عن ظاهرة التحرش بالرجال، تضاربت الآراء واختلفت، فيقول محمد الطيب”نادر جدا حدوث التحرش من قبل النساء، ولكنه موجود بالفعل، خاصة فى وسائل المواصلات”بينما أوضح إيهاب”حدث بالفعل معى، ولقيت بنت بتخبط على كتفى بايديها، وبتقولى إيه القمر ده، ولكنه عادة ما يكون بالألفاظ فقط، فلا توجد امرأة عندها الجرأة أن تفعل أكثر من ذلك” أما أحمد عن رأيه في هذه الظاهرة” خروج الفتيات بالملابس شبه العارية، هو تحرش علنى”وأوضح محمود قائلا”يوووه بالعبيط بس الفرق إننا بننبسط به”ومن جانبه رأى بعض الفتيات تقول سارة”أنا عمرى ما شفت ده،ولا أتوقع أن فتاة لديها الجرأة لفعل ذلك”بينما سمية قالت”موجود بس قليل جدا” وقالت دلال”موجود بس قليل جدا،نظرا لازدياد معدل العنوسة، ولكنها تختلف باختلاف المجتمعات” وعن تجربة دكتور ماهر ، يروى لنا قصة تعرضه للتحرش، يقول أنه خريج طب، وكان يعمل ممارس عام بوحدة صحية، فجاءت إليه سيدة منتقبة، تشتكى من آلام فى فى جمبها، فقمت بالكشف عليها، وعملت لها اللازم، فبعد ذلك بدأت تداعبنى بكلام ناعم، وأن زوجها مسافر، وبدأت فى ظهور جسدها، لتصبح شبه عارية، وبدأت اتحاشها،وابتعد عنها، فقامت بتهديدى، إن لم أحضنها سوف تخرج وتفضحنى أمام الجميع،بأنى أريد أن التحرش بها، فقمت بطردها على الفور.

لذلك فهذه الظاهرة موجودة بالفعل فى المجتمع، وعلى أرض الواقع، ظهرت أم لم تظهر فهى تشكل خطورة كبيرة، ولكنها تظهر فى فئة معينة، فلست جميع النساء بطهارة مريم العذراء، وليس جميع الشباب بعفة يوسف عليه السلام، فإن كانت السيجارة فى محطة المحروقات حتما ستشتعل دون سابق إنذار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock