كتب محمود النشار
باحث في الشؤون المجتمعية
ووفقا للإحصاءات والبيانات الرسمية، والتي تم حصرها في مستهل العام الجاري، فإن حالة طلاق واحدة، تحدث كل 4 دقائق، وإن مجمل حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد تتجاوز 250 حالة، لا تتجاوز فيها بعض حالات الزواج أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران، وتستمر أخرى إلى نحو ثلاث سنوات لا أكثر. فيما وصلت حالات “الخلع” عبر المحاكم أو الطلاق خلال العام الماضي إلى أكثر من ربع مليون حالة انفصال؛ مسجلةً زيادة تقدر بـ 89 ألف حالة عن العام الذي سبقه.
وبالطبع هذه الإحصائيات والأعداد تكون مرعبه وتؤكد أن هناك خلل في معايير اختيار شريكة الحياة والعكس.
فمعظم الحالات و سأتكلم عنها من واقع تجاربي ومعايشتي لبعض الناس الذين وقعوا في هذه المشكلات هي تتلخص في أن الزواج مبني عندهم لسبب واحد معين إذا ذهب السبب بعد الزواج ذهب الزواج كله.
الفتاة تريد أن تتزوج لتستقل عن بيت أهلها وتكون ملكة وصاحبة بيت.
والرجل يريد أن يتزوج ليكون له زوجه يفعل بها ما أحل الله له من متع الزواج.
وفي الحقيقة أن هذه الأسباب غير كافية لتعمير بيت اجتماعي ولا هي أسباب في الأصل يبني عليه زواج سليم فيه أبناء يربونهم لتحمل مسئولية عمارة الأرض وإفادة المجتمع.
فبعد أول عام للفتاة التي تريد أن تستقل إذا قصر الرجل في النفقات فيزول سبب الزواج بالنسبة لها.
والرجل بطبيعة الحال وبعد أن يمارس مع زوجته ما قد أحل له الله فيمل ولا يجد المتعة بشغفها عندما بدء الزواج.
فتحدث المشكلات وينتهي الأمر أما في محكمة من محاكم الأسرة وإما بالمشكلات والمشاجرات وإما بالطلاق وهي في كل الأحوال خسارة فادحة على الأقل معنويا.
حتى الأهل الآن يفكرون في الطلاق قبل الزواج بمعنى؟
الأهل يبحثون عن قيمة قائمة المنقولات والمؤخر وكيف ينفق الرجل على ابنتهم.
ولا أحد منهم يفكر هل توجد أسباب كافية عند الطرفين لإتمام الزواج.
هل ابنتنا قادرة على تحمل مسؤولية بيت ورجل وأطفال؟
هل الرجل قادر على الحفاظ وحماية ابنتهم مجتمعيا ومعنويا وماديا؟
هل سيكون بينهم مودة ورحمه هل سيكونون شعوبا وقبائل؟
هل الزواج مقبول اجتماعيا وليس ماديا فقط؟
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
لتسكنوا إليها يعني سكن ومستقر أي مكان للراحة من ضغوط الحياة وخلافه,وجعل بينكم مودة ورحمة.
المودة اعلى درجات الحب ورحمه أي تكونوا متراحمين بينكم .
رفقا بأنفسكم ولا تحملوا أنفسكم وأهليكم ومجتمعكم من الأمر مالا يطيقون.
رئيسة قسم صحتك بالدنيا نهى علي