عاممقالات

“الشائعات” ..الإعلام والدولة



كتبت نجوى السيسي

تعد الشائعات آفة من الآفات التى تعانى منها أى أمة على مر العصور. وأكثر من عانى منها هو الرسول صلى الله عليه وسلم فى حادثة الإفك وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يعانى إلى أن نزل الوحي ببراءة السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها. 
وقد أمرنا القرآن الكريم بالتحقق من أى خبر، قال تعالى: “يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين”.

وترجع أهمية دراسة الشائعات لما لها من تأثير كبير وخطورة على المجتمع ككل كما يلى:

1- تعمل على انقسام صفوف المجتمع ما بين مؤيد ومعارض الشائعة. 
2- بث روح اليأس وأنه لا نتيجة من أى جهد يبذل.
3- فقدان المجتمع الثقة فى مؤسسات الدولة.
4- انتشار الكراهية والضغينة بين أفراد المجتمع. 
5- الانصراف عن العمل والبناء والتفرغ للقيل والقال.

دوافع تداول الشائعات


يمكن تقسيمها إلى نوعين، دوافع عامة ودوافع شخصية.

أولا الدوافع العامة:

 وهى غالبا ما تكون شائعات موجهه تقوم بها الحكومات أو الأحزاب أو حتى الشركات لتحقيق مصالح معينة.

ثانيا الدوافع الشخصية: وهى كما يلى 


1- الدافع لاستطلاع اﻷخبار والفضول حينما يكون هناك نقص فى المعلومات تجاه أمر ما.
2- الرغبة في استباق اﻷحداث المستقبلية وتوقع حدوثها.
3- رغبة الشخص فى جذب الإنتباه ناحيته، وحبه للظهور ، وادعاء العلم والمعرفة. 
4- التنفيس عن الكبت نظرا ﻷن الإنسان بطبعه لا يحب الاعتراف بعيوبه ويتهم بها الآخرين.
5- التنفيس عن حالة القلق والخوف وإشاعة الذعر بين الناس من شىء ما.
6- الفراغ الذى يعانى منه بعض الناس فيقوم بالتنفيس عنه بإطلاق الشائعات.
7- دافع الكراهية والميل للعدوان وهذا يؤدى إلى انتشار البغضاء والضغينة بين الأفراد والمجتمع.
8- تحقيق المصالح الشخصية.

وترجع سرعة انتشار الشائعات فى هذه اﻷيام إلى التطور التكنولوجى الهائل وتكنولوجيا الإتصال، ووجود مواقع التواصل الإجتماعى حيث أصبح من الممكن تأكيد أى خبر غير حقيقى بالكلمة والصوت والصورة والفيديو. بالإضافة إلى ميل الناس لتصديق الشائعات دون محاولة التحقق من مصداقيتها من مصادر موثوقة.

الشائعات والدولة


وعن تأثير الشائعات على الدولة يقول العقيد حاتم صابر (رئيس عمليات وحدة مكافحة الإرهاب الدولى 777بالجيش المصري  سابقا، والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا) يقول “

 إنه يجب التفرقة هنا بين عدة أنواع من الشائعات على حسب خطورتها كالتالى:

1- الشائعة البيضاء: وهى الشائعة معلومة المصدر، ومعلوم الهدف منها.
2- الشائعة السوداء: وهى الشائعة معلومة المصدر، وغير معلوم الهدف منها.
3- الشائعة الرمادية: وهى الشائعة مجهولة المصدر، وتؤثر على الرأى العام تأثير بالغ

"الشائعات" ..الإعلام والدولة



وأضاف العقيد حاتم صابر، أن أنواع الشائعات الثلاثة السابقة لا يمثلوا خطرا كبيرا، وإنما الخطر يتمثل فى النوع الرابع وهو:
4- شائعة اﻷمل، وهى أن يتم صياغة أخبار زائفة عن أخبار وانتصارات غير موجودة فعليا على اﻷرض، والغرض منها إحباط متكرر للمواطن. مثال ذلك، أن يقال أن مصر سوف تخفض أسعار الكهرباء ويتضح بعد ذلك أنه غير حقيقى.
وتهدف شائعة الأمل إلى تحريك الرأي العام لإتخاذ إتجاه معين يخدم خطة العملية النفسية.

ويؤكد العقيد حاتم صابر أن هذا النوع من الشائعات وهو (شائعات اﻷمل) يدخل ضمن العمليات النفسية الموجهة ضد الدولة. 
وفى هذا الإطار لابد من التفرقة بين مصطلح العمليات النفسية ومصطلح الحرب النفسية الموجهة ضد الدولة. وفى هذا الشأن يقول العقيد حاتم صابر: 
“العمليات النفسية، تستهدف كل من هو يتنفس سواء يرتدى الزى المدنى والعسكرى. وتوجه للدول المعادية والصديقة والمحايدة. وتتغير وفقا للمصالح السياسية.
والغرض منها إحباط الروح المعنوية للمستهدف، وتحريك الرأى العام لإتخاذ إتجاه معين يخدم خطة العملية النفسية.
أما الحرب النفسية، فلا توجه إلا لمن يرتدى الزى العسكرى فقط. والغرض منها إحباط الروح المعنوية للمقاتل.

وعن سبب زيادة الشائعات فى الفترة اﻷخيرة فى مصر وضح العقيد حاتم صابر أن الشائعات تزيد طبقا للوضع الاقتصادي والوضع النفسي للناس. فمثلا فى ظل زيادة اﻷسعار فإن الشائعات المتعلقة بزيادة اﻷسعار ستجد رواجا كبيرا بين الناس.

وبخبرته كضابط مخابرات سابق أكد العقيد حاتم صابر أن أجهزة اﻷمن لديها ما يسمى ب (قياس رد فعل الرأي العام). وأن رقم 21 ألف شائعة فى 3 شهور الذى تم رصده فى مصر هو رقم حقيقى وغير مبالغ فيه، وأنه تم رصده بناء على إحصاءات واستنتاجات دقيقة.، وأن هذا الرقم من الشائعات لا يمثل مواقع التواصل الإجتماعي فقط وإنما يمثل كل الشائعات على مستوى الدولة من مناطق وأحياء وشوارع وشركات ووزارات. …إلخ.

وعن كيفية مواجهة الشائعات على مستوى الدولة يقول العقيد حاتم صابر: ” هناك ما يسمى بمبدأ عمليات التفنيد وذلك بأن يفند المسئول كل شائعة ويبين مدى كذبها، وبالتالى يتم كسر الشائعات واحدة بواحدة، وأن تقوم الدولة بنفى الشائعة من مصدرها ببيان وهذا هو دور الإعلام.

    إقرأ المزيد        جمعة الشوان العميل الزدوج جندته مصر واخترق الموساد الإسرائيلي 11 عاما                              


الشائعات والإعلام


وعن أثر الشائعات على المجتمع يرى د.العارف بالله طلعت (نائب رئيس تحرير بدار أخبار اليوم) أن الشائعات تؤدى لوجود فتنة فى المجتمع، وإلى حالة من الشك والريبة بين الناس. وأن من يروج الشائعات وهويعلم أنها أخبار كاذبة فقد ارتكب خيانة في حق المجتمع توجب العقوبة وفقا لما حدده القانون، وذخلك فضلا عن عقاب الآخرة.
وعن دور الإعلام فى مواجهة الشائعات يقول د.العارف بالله طلعت: إن مسؤولية مواجهة الشائعات مسؤولية مشتركة بين المجتمع والإعلام. 

"الشائعات" ..الإعلام والدولة

إقرأ أيضا




وعلى الإعلاميين ضرورة مراعاة الآتى: 

1- لابد على الإعلامي من نقل اﻷخبار من مصادر موثوقة.
2- لابد من نفى الشائعات من مصدر مسؤول وليس نفي الإعلامي فقط لها.
3- تحرى الدقة وعدم نقل أي خبر إلا من خلال مصادره الحقيقية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock