عاممقالات

نوفمبر الجزائر …..دمعة وابتسامة …عبرة وتاريخ



بقلم الاستاذة فتيحة بن كتيلة الجزائر ورقلة


​نوفمبر جل جلالك فينا …ألست الذي بث فينا اليقينا . سبحنا على لجج من دمانا
وللنصر رحنا نسوق السفينة … وثرنا نفجر نارا ونورا 
ونصنع من صلبنا الثائرين …. ونلهم ثورتنا مبتغانا وتلهم ثورتنا العالمين .

ثورة نوفمبر الجزائرية ثورة ضد المستعمر ثورة ضد العبودية والاستغلال …ثورة نوفمبر المجيدة ثورة الحية والكرامة ، ولم تكن هذه الثورة الوحيدة بل سبقتها ثورات وتضحيات ،لكن ثورة نوفمبر سجلت الفيصل وكانت القاضية في نوفمبر اتحد الشعب الجزائري رجالا ونساء صغارا وكبار شيوخا وشبابا شمالا وجنوبا ، لتبرهم للعالم أننا أردنا والقدر أستجاب ، عملا بقوله تعالى بعد بسم الله الحمن الرحيم ” ..إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم …'” وكما قال الشاعر الشابي : إذا الشعب أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر . ولابد لليلي أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر .

هكذا قرر أبناء الجزائر اطلاق أول رصاصة عبر كامل التراب الوطني يوم 1نوفمبر 1954 على الساعة 00:00
​انطلقت ثورة نوفمبر لتواجه مائة وثلاثين سنة ‘ 130 سنة “من الاستعمار، متسلحة بمنظور وطني وإيماني وعقائدي لتحرير الإنسان من خرافة أن فرنسا لن تغلب وأن فرنسا قوة عالمية ،فجاءت  الثورة المباركة لتكذب هذه الخرافة وتوقد في الشعوب المحتلة حب الحرية وكسر قيد الاستعباد والاستبداد، ومناصرة الشعوب الضعيفة ومنحها حرية تحقيق المصير، وكان شعار ثورتنا المباركة الروح الوطنية والإيمان بحق الحرية وكل ذلك جاء مسطرا في بيان أول نوفمبر الذي جاء فيه أن أول هدف للثورة هو إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة الوطنية ضمن إطار المبادئ الإسلامية .

وخلفت هذه الثورة مليون ونصف مليون شهيد من مختلف الأعمار والأجناس والمناطق , فرنسا كانت تستهدف كل شئ في الجزائر من دين وعقيدة ولغة , واستعملت كل وسائل الاستدمار والتخريب فحرقن المساجد والمدارس وشردت السكان ورملت النساء وعذبت الأطفال بل اسعملت حتى الإبادة الجماعية وطمست كل رموز السيادة الوطنية ,فنشرت الجهل والشعوذة وحاربت العلماء بكل ما اوتيت من قوة ,استعملت القنابل والمتفجرات التي للآن مازال الشعب الجزائري يعاني من انفجراتها في جنوب الجزائر فخلفت بذلك ضحايا قتلى ومعاقين.

ولكن ورغم كل ذلك قرر الشعب قول لا للعبودية ، نعم للحرية . نعم للاستقلال ..
كما قال شاعر الثورة مفدي زكريا الذي كان يلهم الثوار والشعب بكلماته الرنانة القوية التي كانت أشد من الرصا ص على قلب العدو حيث قال مخاطبا فرنسا ويتحداها بثورة نوفمبر

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر

فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا
وها قد مرت 61 سنة من اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة ويحتفل الشعب الجزائري بهذه المناسبة كل سنة ولا يعني الاحتفال بعد تضحيات آبائنا الشهداء اليوم، ولا البكاء على الماضي والنحيب بل الاحتفال من أجل مواصلة انطلاقة الماضي، ذلك الماضي الذي لا تختلف ظروفه عن واقع الجزائريين اليوم كثيرا، تلك الانطلاقة التي غيّرت مجرى حياة الجزائريين وكانت مطلع فجر جديد، كما دون ذلك شاعر الثورة «مفدي زكريا» في قصيدته الشهيرة نوفمبر.

ويبقى هدف السمو بالوطن ورقيه والحفاظ عليه من كيد الأعداء هدفا قائما لليوم وغاية واجبة على كل وطني شريف غيور على وطنه .ويبقى كما قال الشاعر والشيخ ابن باديس
شعب الجزائر مسلما وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله …أو قال مات فقد كذب .
هكذا هو المواطن الجزائر مسلما عربيا أبيا أصيلا . 
بقلم الأستاذة فتيحة بن كتيلة الجزائر بنت الشهداء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock