كتبت مريم التهامي
أذكر المرة الأولى التي سمعت بها عن رجل الحرب و السلام بالرغم من صغر سني يوم جلست بصحبة أبوايّ لمشاهدة إبداع الراحل الكبير ” أحمد زكي” في فيلم “أيام السادات” فيومها وقعت في غرام شخصية البطل السياسية الجادة الفكاهية الصارمة و اللينة ، تلك الشخصية فائقة الذكاء القيادية العاطفية البشوشة التي لا أعلم مثيلًا لها .
علمتُ يومها أن الفنان القدير “أحمد زكي” يجسد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات (رجل الحرب و السلام) .
الرئيس أنور السادات قائد حرب 6 أكتوبر لعام 1973 رد مصر المسلوبة لأهلها كاملة بعد ثورات غضب شعبها و إنتظاره الطويل للإنتقام من العدو المُحتل .
استطاع القائد العظيم أنور السادات بذكائه الفائق و حيلته الواسعة مباغتة العدو الصهيوني ، و هزيمته بعد قتال دام لست ساعات ممتالية تحت حرارة شمس شهر رمضان المبارك وسط دعوات الشعب المصري ، فكان النصر .
بعد تحقيق النصر المجيد قرر الرئيس السابق أنور السادات السلام و زيارة بنو إسرائيل في القدس . و قالت السيدة رقية أنور السادات في إحدى اللقاءات التي أجريت معها : أن أباها و الملك فيصل – ملك المملكة العربية السعودية من 2 نوفمبر 1964م إلى 25 مارس 1975م – اتفقا على أن “من يذهب منهما للقدس أولًا يدعو للآخر” .
كان الإتفاق على مقاطعة جمهورية مصر العربية رد فعل الدول العربية لتلك الزيارة في مؤتمر بغداد المُنعقد عام 1978م ، فقد اعتقد قادة العرب وقت ذاك أن رئيس مصر أنور السادات باع القضية ، بينما رأى القائد العظيم صاحب الرؤية طويلة المدى السابقة لعصره أنه الوقت الأنسب للسلام مادام الانتصار حليفه ، فالسلام قد حان أوانه .
عام 1978م حصل الرئيس أنور السادات على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع مناحم بيجن و هو رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الذي خسر الحرب ، و سافر لاستلام الجائزة نيابة عن الرئيس أنور السادات رئيس مجلس الشعب المهندس “سيد مرعي” ، و تبرع رئيس الجمهورية السابق أنور السادات بالجائزة للجمعيات الخيرية .
الإغتيال الغامض :
قالت السيدة رقية أنور السادات في إحدى اللقاءات التلفزيونية : “يوم 5 أكتوبر عام 1981م عند حديثها مع والدها على الهاتف طلب منها تسجيل العرض ؛ لأن به مفاجآت “.
كان الإغتيال الشنيع و المُحير و المؤلم لجميع شعب مصر عام 1981م في ذكرى انتصار أكتوبر ، و مكث جسد الرئيس الراحل السابق لعصره أنور السادات في مستشفى المعادي العسكري حتى يوم 10 أكتوبر ، ليخرج منها محمولًا على الأكتاف وسط بكاء الممرضات و حشود الشعب المصري ، لينتقل للنصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر .
“مهم جدًا أن يعرف الإنسان تاريخه ؛ ليفتخر بإنجازاته و يتعلم من أخطائه” من أقوال الرئيس الراحل و القائد الفذ محمد أنور السادات .