شعر وحكاياتعاممقالات
تحول المسار
بقلم : لميا مصطفى
داخل معمل التحاليل ترتفع أصوات ضربات القلوب لدى البعض وينخفض الضغط لدى البعض الآخروكلاهما حدث لهم نفس الشيء إنه الاكتشاف المفاجئ لمرض تصعب معه الحياة،منهم من استسلم لمرضه وتعايش معه ويحمد الله عليه ومنهم من يشعر بالاعتراض والغضب والبعض يجول فى المكان مسروراً لسماعه خبرطمأنه والبعض ينتظر ما الذى سيواجهه ويستمر فى عمل حسابات لا حصر لها وكأنه يضيع وقت الانتظار ولا يعرف أننى أسمع نبضات قلبه تنبؤ عن خوفه من المستقبل مثلما الحال مع السيدة الشابه التى ألاحظ توتر حركة أصابعها على يد المقعد وعينيها تجول المكان يميناً ويساراً وكأنها تبحث عن شيء يهديها إلى الاطمئنان ولا تجده.
ثم حدثتنى بصوت منخفض أنها تجرى آخر فحص لها ثم استطردت لماذا ابتلانى الله بهذا المرض اللعين؟ إننى أم أريد أن أصنع لهم شيئ من الحلوى،لا تتخيلي كم الفرحة وهم يأتون ويذهبون إنتظاراً لوجبة أعدها لهم، شاحب قد أزاله ما يسمونه العلاج الكيميائي ولكننى قد سميته السم الذى يدخل الجسد ليدمره هل قربت نهايتى؟ ألن أرى اولادى حين يصبحوا شاباً وشابة لهم مسئولياتهم وأسعد بحياتهم الجديده سأتركهم؟ إننى لا أعترض حاشا لله إنه أجل كل إنسان،فأنا راضية بقضاء الله ولكن أشياءومهام كثيرة لن يعرفوا القيام بها.
نعم أريد لهم كل الراحه والنجاح،هذا هو هدفي وحلمي ،إنها أمنية كل أم ألا يعوقها سمة جرح ولو بسيط حتى تستمر فى رحلة العطاء بكل حب وحنان وهمة وتطلع للغد وحلم بعيد جداً تنتظره ولكن أحياناً ما يصيبنا ما يوقف الحياه لدينا لندخل فى دائرة الخوف التى تحيطنا بالكثير من الإحتمالات السوداء نبحث خلالها عن نقطة نور عسى أن تكون أملاً جديداً.