شعر وحكاياتعام
الذئب وليلى
عبد العزيز موسى
كلكم تعرفونها..البعض منكم يسميها ليلى والبعض الآخر يسميها ذات الرداء الأحمر تلك الفتاة البريئه رقيقة الملامح عذبة الصوت..رأيتموها كثيرا تمر من خلال الغابة فى طريقها إلى بيت جدتها العجوز لتقضى عندها بعض الوقت وتحمل اليها احيانا بعض فطائر الفراولة الداميه حلوة المذاق..وتعلمون انها وهى فى الطريق يعترضها الذئب الجائع..تقشعر ابدانكم وترتجف قلوبكم وتحبسون أنفاسكم وانتم تترقبون مشهد المطاردة المثير كما روته لكم ليلى بطريقتها..ليلى البريئه..لكن ماذا لو رويت لكم انا القصه هذه المرة.
استمعتم اليها كثيرا على لسان ليلى ذات الرداء الأحمر وأفزعتكم صرخاتها وهى تعدو بقدميها على أرض الغابة بين الاشواك واغصان الأشجار.
ماذا لو كانت القصه مختلفة شيئا ما ماذا لو رويتها انا الذئب فقد تعبت من لعب دور الوحش القاتل..تعبت من اللعنات التى تلعنوننى بها كلما استمعتم الى قصتها ماذا لو كنت انا ذئبا عجوزا غير قادر علي الحركه بطريقة طبيعيه أجر أقدامى جرا كلما هممت بالمشى والتجول في الغابة..ماذا لو كانت اسنانى وانيابى قد سقطت بفعل شيخوختى فلم اعد استطيع تناول طعامى الا بمساعدة احد ما ماذا لو كانت مخالبى أيضا قد وهنت وضعفت ولم تعد تعمل كسابق عهدها حتى لم تعد تقدر على حك جلدى الذى خلا من الشعر الذى كان يغطيه..ماذا لو كانت ليلى كاذبة بردائها الاحمر وكعكتها اللذيذة الطعم…كانت الجدة تطعمنى بعد ان عجزت عن تناول الطعام بنفسى كانت تأوينى بعد ان ضعفت قوتى بين الضوارى والسباع كانت كثيرا ما تدخلنى لمنزلها الصغير وتجلسنى بجوار المدفأة في ليالى الشتاء القارص.
أخبركم بالقصه لانه لم يعد لى الا القليل من الوقت. لعلى لا أبلغ بالأحداث نهايتها لكنى اعلم انكم ستتفهمون كيف طرقت ليلى الباب برفق ونادت على جدتها بصوت منخفض حتى لا توقظها من نومها كيف رفعت ليلى السكين المخبأ اسفل الكعكه وهوت به على الجسد النائم على سرير الجدة..ظلت تطعن وتطعن فيه حتى قارب على مفارقة الحياة..هاهى ترفع الغطاء عن وجه الجدة فيصيبها الذهول ثم تنطلق خارج البيت تصرخ وتعلو صرخاتها لأن النائم على الفراش لم يكن الجدة التى ارادت ان تتخلص منها كما فعلت بباقى العائلة بل كنت انا ذئبا عجوزا غير قادر علي الحركه .