شعر وحكاياتعام
النّهاية …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أدفعُ عمري مقابلَ أن أكرهَكِ
أو على الأقلِّ
أن أتوقفَ عن حُبِّكِ
ضيّعتُ ألفَ عمرٍ
وأنا أحاولُ التّقربَ منكِ
وأنتِ ماضيةٌ في الابتعادِ عنّي
قصائدي هامت على وجهها
وأحرفي شابت صرخاتها
ودمعتي اشرَأَبَّ جمرها
تحطّمت أسوارُ روحي
وترمَّدت نبضاتُ قلبي
ومازالَ حبُّكِ يقيّدُ دمي
ويتمسَّكُ بأنفاسي
وأنتِ لا ذنبَ لكِ سوى أنَّكِ تملكيني
لا ذنبَ لكِ سوى أنَّكِ أخذتِ دورَ الشّمس
وصرتِ بدلَ الهواء
وتحوَّلَ حبّكِ ماءاٌ لعطشي
الدّنيا كلُّها بَدَت أنتِ
الكونُ كلُّهُ صارَ اسمكِ
الوجودُ بأكملهِا اختُزِلَ بكِ
لا وردةَ تتفتَّحُ إلاّ لتشمَّ عطركِ
لا فراشةَ ترفرفُ إلاّ حولكِ
والأرضُ تتمدَّدُ تحتَ قدميكِ بخشوعٍ
العصافيرُ تنشدُ الأغاني لسحركِ
الأسماكُ تسبحُ في بحرِ عذوبتكِ
الأشجارُ تثمرُ طعمَ أنوثتكِ
وأنا ألهثُ خلفَ صقيعكِ
والبردُ يمتطي يباسي
حاولتُ التّخلّصَ من حبِّكِ
حاربتهُ متحدِّياً
أمسكتُ بخنّاقهِ مرّاتٍ ومرّات
رجوتهُ لحدِّ التَّوسّلِ والبكاءِ
لكنَّهُ عنيدٌ وعنيفٌ
لا يساوَم .. ولا يقاوَم
لا يتركني برهةً واحدة
ولا يبتعد عنّي قيدَ أنملةٍ
لصيقاً بروحي
ساكناً قلبي
يسري في عروقي
ويحتلُّ حياتي
فليتَ الحبَّ رجلٌ لقتلتهُ
أو كانَ ماءً لسفحتهُ
أو شجراً لقطعتهُ
أو هواءً لخنقتهُ
لكنّهُ وجودٌ وحياةٌ
رغماً عنّي تلبَّسني وعشتهُ
ومازلتُ أقارعهُ وأصارعهُ
أعاني من لواعجهِ
يشاكسني ويذيبُ قامتي
كأنّي عبدٌ من عبيدهِ
يجرجرني من حنيني
يعبثُ بكرامتي
ويلهو بانكساراتي
أحبُّكِ لحدِّ الكرهِ أو أكثر
وأريدُ أن أقصيكِ عن هذا الكون
سأنفيكِ إلى مجرّةٍ منسيّةٍ
لا أتواجدُ أنا فيها
ولم يطأها قلبي بخفقةٍ
ولا تلمَّست روحي فضاءها
سأدفنُ حبِّكِ في قعرِ النّسيان
ولن تتلفَّتَ مساماتُ قصيدتي إليكِ
سأخصِّصُ جائزةً لكلِّ من لا يذكّرني بكِ
وسأنفّذُ أقسى العقوباتِ
بحقِّ من يحجم عن مساعدتي
على نسيانكِ
وإلى الأبد .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول