شعر وحكاياتعام
فتنة القلب …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
هو القلب يتأبط نبضه
ويمضي على عجل دون استئذان
وكأني لست سيده !
فاعذريني
لو جاء يعاتبكِ
ما أنا علمته أو طلبت منه
محرج منكِ أنا
و متفهم لموقفكِ
لا أحب الإلحاح ولا الغلاظة
الحب لا يكون بالعتاب
أو الرجاء
ولا أقبل أن تشفقي عليه
ولا أرضى لنفسي الإساءة
فأنا رجل عندي كبرياء وكرامة
لكنه قلبي العنيد
من يوم أن أحبك أتعبني
وأربكني سهرني الليل
وأبكاني مرات ومرات
ومهما ناقشته وشرحت له
لا يفهمني لأنه ثقيل الدم
عنيد بطبعه عنيد بحبه
قولي لي :
ما بمقدوري أن أفعل معه
قسماً لو سبب لك الإزعاج
سأعاقبه وأكويه بالنار
وأعرف أنه لن يتوب
فكم من مرة عاقبته بسببك
هو يحبك ومتيم بهواك
يرسم صورك على جدرانه
وفي كل مكان يطاله نبضه
لستِ ملزمة بمسايرة قلبي
ازجريه عنفيه اطرديه
من حقك أن ترفعي عليه دعوى
وسأقف معك أشهد ضده
سأقول عنه عاق متمرد
يحب دون إذن مني
يتحدى إرادتي يوقعني بالمشاكل
ويسبب لي الإحراج
سأطالب القاضي باستصدار قرار
باستأصاله
لا أريده
لأني أفهمه جيدا سيبقى يحبك
ويؤلب روحي علي
ودمي صار يشاكسني
ماعدت قادرا عليه
يرغمني على كتابة القصائد عنك
قلل من شهيتي على الطعام
ويمنعني من النوم
هو من يدفعني للتدخين أكثر
واحتساء القهوة بشراسة
سيؤدي بي إلى الجنون
إن ظل يعشقك
دليني على طريقة تبعده عنك
ينساك أو يكرهك
لا تتركي عينيك تسحرانه
ولا شعرك يأخذ بلبه
وعلى وجهك أن يكف عن مناداته
واطلبي من أصابعك أن لا تذبحه
ومن عنقك أن لا يشنقه
ومن قوامك وساقيك
وكل ما فيك من خلايا وضوء
الرفق به
عليك أن تكوني غير أنت
تتخلصين منه
فهو لا يهوى إلآ أنت
لست بقادر على قلبي لأمنعه
أنت مسؤولة عما به من جنون
قد كان ذات يوما وديعا
يخفق بهدوء ورصانة
سلي عنه كل الصبايا الفاتنات
هل تحرش بواحدة منهن ؟
وهل لاحق احداهنّ
كان لا يغادر صدري أبداً
ولا يعير هتماما للحب
أنت من أغواه ومن ناداه
لماذا تملكين كل هذا السحر ؟!
من أعطى الحق لفتنتك لتجهز عليه
لن أسايرك بعد اليوم
لن أبقى محايداً
سأقول الحق مهما عتبت عليّ
أنت ظالمة حبيبتي *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول ..