شعر وحكاياتعام
نظرة
كعادتنا كل يوم أنا وزميلات العمل..
نقف بجوار بعضنا البعض..
كلا منا لها موقعها واتجاهها ..
لا نبالي بما تفعله الأخرى..
نقف دوما برشاقه وكبرياء…. ومايميزنا عن غيرنا هو مظهرنا الجاذب للأنظار لانسياب الجسم ورشاقته وجمال الوجه.
كم من امرأة تمنت لو كانت في مثل هذا الجمال.. وأن تلقى نفس نظرة الإعجاب من الجميع.
أما بالنسبة لنا فهو مختلف.. كل الأيام مثل الأخرى ولا يتغير إلا مانرتديه من اثواب مع اختلاف النظرات.
طبيعة عملنا تمنعنا من الاعتراض علي أي شيء أو حتي أخذ قسطا من الراحة او حتي التحكم في ستر أجسادنا.
يفصل بيننا وبين العالم الخارجي هذا اللوح الزجاجي الشفاف الذي يحجب كل شيء عدا هذه النظرات غير المستقرة.. فتارة نظرات إعجاب وتارة أخرى نظرات سخط وغضب.
لا أحد يلتفت إلي هذا الحزن المرسوم داخل أعيننا المتحجرة النظرات المتألمة في صمت.
أكثر مايزعجنا .. هذه النظرات المليئة بالحسرة لأصحابها ممن لا يستطيعون حتي مجرد الاقتراب من حلم امتلاك ما لدينا.
منتهي الإزعاج عندما تتجول هذه الأصابع بأنحاء اجسادنا حين يتم استبدال ثوب بآخر…. ومؤلم جدا عندما نترك عرايا الأجساد دون ساتر.. ولا نملك من أمرنا شيئا.
ويأتي الهدوء ليعلن عن حلول الظلام… كم احببناه رغم قسوته… سكون جميل ولكنه مزعج لعلمنا أنه نهاية يوم وأيضا بداية ليوم مرهق آخر ..
ضوء نهار….
نظرات جديدة….
وعودة خلف الزجاج.
بقلمي..
(فاتن فاروق)
1