ميرفت مهران
وأنت راكب قطار الحياة لاتحاول أن تعيد حساب الأمس وماذا خسرت فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى
وأنت راكب قطار الحياة بتلاقي نفسك كبرت فجأة في زحمة الحياة وتكتشف إن عمرك مر بسرعة والأيام عدت من غير ماتشعر
وفي لحظة قاسية بيمر شريط الذكريات الطويل فتلاقي فيه غربتك فشلك نجاحك حزنك فرحك ثقتك وانكسارك
مشوار طويل عانيت فيه من الهموم والجري والبحث من غير ماتحس وانت راكب قطار الحياة هتنزل فين ولا محطتك أيه !!!
وهتلاقي شكلك اتغير وشعرك أصابه الشيب
والتجاعيد غزت وجهك فأصبح شاحبا وموجوعا فتحس بالحسرة وتترك نفسك ومشاعرك وأيامك لحياة تدور بيك كعقارب الساعة أو لأشياء ضاع زمانها ولن تعود مرة أخري
فتهدأ لأن الهدوء دائما أقوى من الصراخ
وتطمن نفسك الحيرانة المتعبة (دي سنة الحياة) (بكره أحسن من النهارده) وتلاقي نفسك تغيرت
فكرك تغير ونظرتك للحياة والناس تغيرت وشخصيتك اللي كانت عنيدة وجريئة أصبحت هادئة وعميقة وتجد قلبك وعقلك مفعمين بالرضا
وكأن قطار الحياة أصبح جزءا كبيرا من تجربتك فترى في غربتك متعة
وفي مرضك نعمة ومنحة تستحق الحياة
وفي انكسارك بداية لحلم جديد
وفي تعثرك في الحياة ومشقة دروبها طريقك للوصول لمحطة النجاح
وتلاقي في ضياع عمرك مع أولادك واهتمامك بيهم ومساعدتهم علي النجاح رزق لابد من شكر ربنا عليه
ساعتها بس لن تقع في حيرة تكون فرحان ولا زعلان إنك نسيت نفسك وتردد قول الشافعي:
دع الأيام تفعل ماتشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
والحقيقة المؤكدة أن الحياة تمنحك سرها متأخرا حين لا تكون قادرا على الدوران للخلف’ وإننا نتقابل مع الناس في الحياة كل يوم ولكننا نادرا مانتقابل مع أنفسنا
وحقيقة الأمر لكل راكب في قطار الحياة أننا عندما نسينا أنفسنا حققنا جزءا من حلمنا وفي لحظة كنا سعداء بما حققتاه فقد أسعدنا معنا من نحب لأن السعادة تكمن في إسعادهم