عاممقالات

ماذا قال الشعراء عن المرأة


ماذا قال الشعراء عن المرأة

بقلم / صفاء القاضي

تغنى الشعراء بالمرأة دائما وعبر العصور فالمرأة هي الشجرة المورقة وهي طرح الثمار وهي الخصوبة في الربيع , الأم والأخت والصديقة , الزوجة والحبيبة

قيل عنها نصف المجتمع وهي تحوي المجتمع كله فمنها ينبثق النصف الآخر , تناول الشعراء الحديث عن المرأة من جوانب عديدة وأطلقوا لخيالهم العنان يبدعون شعرا ونثرا زينت المرأة أشعارهم فزادته جمالا وبريقا

فها هو عنترة بن شداد يطلق أجمل بيتين في وصف المرأة حين تذكر جمالها في موطن المحن وأرض الشدائد العصيبة حيث تلاحقه لحظات الموت وتنقض على من حوله بجسارة غير معلنة الأمان له , حيث يرتجف القلب من الخوف ويبتلعه الجزع فكيف تبدو له حبيبته هنا وفي هذا الموضع الغير موحي بالمرة , لكن يبدو أن جمال محبوبته سيطر على الموقف العصيب الغير موحي 

وفرض نفسه بقوة وجاذبية فقال :


فوددت تقبيل السيوف لأنها **** لمعت كبارق ثغرك المتبسم

قد أبرق له ثغرها المتبسم في موضع الموت والمخاطر 

فخدره تماما وفصله فصلا تاما عن جبروت الموقف العاثر وأدخله مقحما في موضع السحر والجاذبية 
وكأن جاذبية امرأة قد تفوق تلك الموجودة بالكرة الأرضية حيث تستطيع قلب المواقف العصيبة وجعلها موحية بل وحية ودافئة بأجمل وصف لأجمل ثغر بارق ببسمته .




ماذا قال الشعراء عن المرأة

ويتناول حسان بن ثابت في شعره عن المرأة جانبا آخر فقد نظر من المنحنى الجمالي والأخلاقي والروحي فامتدح السيدة عائشة مدافعا عنها وعن ظلم الإفك الذي أقتطع من روحها ألما شديدا فقال :

حصانٌ رزانٌ ما تزنُّ بريبة ٍ، وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ 
حليلة ُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً، نبيِّ الهُدى ، والمَكرُماتِ الفِوَاضِلِ 
عقيلة ُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ، كرامِ المساعي، مجدها غيرُ زائلِ 
مهذبة ٌ قدْ طيبَ اللهُ خيمها، وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ 
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتمُ، فَلا رَفَعَتْ سَوْطي إليّ أنامِلي 
وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بلائق بها الدهرَ بل قولُ امرىء ٍ بيَ ماحلِ 
فكَيْفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي لآلِ نبيّ اللهِ زينِ المحافلِ 
لهُ رتبٌ عالٍ على الناسِ كلهمْ، تقاصرُ عنهُ ثورة ُ المتطاولِ 
رأيتكِ، وليغفرِ لكِ اللهُ، حرة ً مَنَ المُحصنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ

الأبيات تناولت المرأة من حيث رفعتها واحترامها من حيث انحنت الفضائل تمجيدا وفخرا لأمنا السيدة عائشة 
لم يكن حسان بن ثابت هنا مدافعا بقدر ما كانت توصف أبياته الحقيقة فأخلاق السيدة عائشة زينت كلماته وعطرت أبياته برحيق العلم والخير والخلق الذي تجسد في حافظة الدين والسنة جميلة المكارم والأخلاق عفيفة اللسان شريفة النسب والشرف عائشة أمنا وأم المؤمنين هي من تغنت لها أبيات حسان بن ثابت تروم المدح بل إن عائشة كانت لأبياتك مدح يا حسان .


ماذا قال الشعراء عن المرأة

ثم يأتي شاعر المرأة نزار قباني والملقب باسمها و يقلب موازين الشعر والنثر ويصور المرأة من جوانب أخرى سيطرت عليها عاطفة قوية جدا وتأججت بالوصف الغزلي الحاد أو الصريح عشقها نزار بجنون فتفجرت منه الموهبة آبار وينابيع من قصائد تقترب من المرأة وتنقب بداخلها عن كل ما تحتويه , هو يراها عقل يحتويه وقلب يستنشق الحنان مع الحب هو دوما رأى نفسه طفلا أمامها ورآها منبع إلهام وعشق ووجدها دوما إلى جانبه يعترف لها بحماقاته التي تحملتها ويشهد أن امرأة أتقنت اللعبة دوما

قال نزار قباني :


قصيدة حبّ بلا حدود
يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ.. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ.
. ومن ذهب الأحلامْ.
. أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.. -2- يا سيِّدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ
. يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ.
. يا غاباتِ رخام.. يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ.. وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ
. لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي.. في إحساسي.
. في وجداني.. في إيماني.
. فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

شاعر المرأة كم سحرنا بشعره على جرأته , وعشق شعره الكبار والصغار تغنى للمرأة حتى أحبت المرأة أن تبدو كما هي في عيني نزار .

ماذا قال الشعراء عن المرأة


المرأة اليوم لم يعد يتغنى بها أحد إلا من جانب واحد فقط وهو جانب علاقتها العاطفيه , وتجاهل الشعراء المحدثون ورغم وجود المرأة في حياتهم بشكل صاخب ورغم وجود يوم المرأة العالمي …يوم الأم وغيرها من أحداث تقترب من المرأة في عجالة لينتهي اليوم وينفذ كل شئ قيل خلاله .

المرأة الأن عاملة , أو مطحونة معدمة أوفقيرة وحيدة أو محاربة وربما كانت راقية او وضيعه وعلى اختلاف الأشكال والألوان والأوصاف لكنها تفتقر إلى أن تكون موضع اهتمام أدبي يميزها كحواء ويخرجها من بوتقة المعشوقة فربما كان القصور منها ولا أظن ذلك لأن المرأة أثبتت في العصر الحاضر انها أشمل وأكثر وأكبر من كونها حواء بل أنها احتوت الدنيا بكل تفاصيلها المزدحمة بداخل قلب أنثوي رقيق يمتزج إيمانا وإشراقا وحبا .

إقرأ أيضا  حكاية السفيرة عزيزة بين الواقع والخيال


مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock