كتبت إيناس رمضان
لن أدعي معرفتي بهذا اليوم من قبل وعندما قرأت مقال تحمل اسمه ترددت قليلا هل يمكني الكتابة في هذا الموضوع أما سينتابني الخجل ولكن حقيقة لم أتوقف كثيرا وجدتني أمسك بالقلم لأحتضن الجميع بكلماتي قبل نهاية اليوم فمن منا لا يحتاج إلي حضن آمن صادق يملؤه الدفء ويغمره بالحب ليسكن بداخله بطمأنينة وينسى معه أو يتناسى العالم بأكمله…..
حضن قد لا يتعدى ثواني ولكن صدق المشاعر وحرارة اللقاء تجعلك لن تنساه عمرك .
لحظة يا صديقي أنا لا أتحدث عن حضن حرمه الله وإنما أتحدث عن كل حضن حلله المولي عز وجل ليترك بصمة في حياتك وعلي سبيل المثال
فلن يضاهي شعورك وإحساسك بالأمان وأنت في حضن والديك أي شعور هذا لن تترجمه الكلمات ولا يشعر بقيمته إلا من فقده، وهناك حضن الزوج لزوجته وما أجمله عندما يحتضنها كالعاشق الولهان ففي تلك اللحظة تشعر كأنه ملاذها الوحيد الذي تلجأ إليه كلما عصف بها الزمان ،وهناك حضن الصديقة الوفية لصديقتها التي من خلاله تبث لها كل ما لا تتمكن من أن تعبر عنه فهو احتواء من نوع آخر وليس هناك أجمل من الإحساس الذي يتملكك عند احتضان طفل برئ فتشعر وكأنك تعيد شحن بطاريتك الداخلية لتتمكن من الحياة….
إقرأ أيضا
الحب بين الكلمة … والسلوك
إقرأ أيضا
الحب بين الكلمة … والسلوك
الحضن هو ترمومتر العلاقات يكشف هوية الشخص الذي أمامك ومدى صدقه نحوك.
فقد تخدعك الكلمات ولكن لن تخونك المشاعر في تلك اللحظات……
تكثر الأحضان في المناسبات ولكن أكثرها صدقا ذلك الحضن الغير مشروط ويكون الدافع الوحيد له هو إظهار مدي حبك للشخص ومكانته في قلبك.
وقد أثبتت الدراسات أن للحضن عدة فوائدها منها :
تقوية عضلة القلب والحماية من الوفاة المبكرة.
– يحفز مستوي هرمون السعادة “السيروتونين”
فيعزز الشعور بالسعادة والأمان.
-يساعد الحضن علي التخلص من الطاقة السلبية لتحل محلها الطاقة الإيجابية
-التغلب علي مشاعر الخوف والقلق والتوتر التي تقف عائقا لتحقيق ما يصبو له الإنسان.
-يقلل الحضن من الشعور بخيبة الأمل كما يساهم في تعزيز ثقتك بنفسك.
-يعمل الحضن علي التخلص من اضطرابات الجهاز العصبي وتقوية خلايا المخ.
-ينشط الدورة الدموية مما يساهم بشكل كبير في التخلص من آلام العضلات وخاصة التهابات المفاصل والرقبة.
-الحضن مفيد للصحة النفسية ويجعلك تعمل كل شئ بحب واستمتاع كما يزيد من رغبتك في العطاء.
-الحضن يقلل من إحساسك المفرط بالوحدة.
الجدير بالذكر أن الأمريكي “كيفين زابورني” هو من اقترح فكرة هذا اليوم في أمريكا عام 1986وقد جاءته تلك الفكرة بعد احتفالات رأس السنة الميلادية حيث تظهر الكآبة والبرود علي الحياة بسبب ندرة ظهور الشمس في يناير.
أما في وطننا العربي نحن لا نشعر بما دفع كيفين زابورني لاقتراح ذلك اليوم ولكن نحتاج وبشدة إلي الحضن وخصوصا بين أفراد الأسرة الواحدة لنعيد كل ما هو جميل و نشعر بالدفء الذي كاد أن يختفي ليس بسبب برودة الجو وإنما بسبب برودة المشاعر التي كادت أن تختفي وراء شاشات الهواتف المحمولة.
وأخيرا إن لم تجد من يمنحك الحضن الصادق أدعوك أن تحضن نفسك بنفسك بكل حب ورفق وجه لها كلمات حانية أو عتاب رقيق أملأ قلبك ونفسك بالحب والحياة فأنت تستحق لا سواك.