كتب بشار الحريري
19/1/2019
هناك العديد من التعريفات التي عرفت الحب بمعناه الواسع العام و بمعناه الخاص و المحدد بين طرفين رجل و امرأة ..
و في هذا الصدد نذكر هذا التعريف الذي تم تناوله في تعريف الحب :
“الحب الحقيقي عموماً بأنّه الإحساس بالرغبة في الإخلاص الدائم والثابت تجاه مُختلف الأمور المهمّة والقيّمة في الحياة، وتشمل الكثير من الأشياء مثل: الأب، والأم، والأصدقاء، والمجتمع، والدين، وغيرها من الأمور التي تعني الكثير للشخص، حيث لا تتركّز هذه المشاعر في العلاقة بين الشاب والفتاة فقط”.
المرجع :
Sunete Hulsebos, “my true love experiences
أما عن الحب الحقيقي بين الرجل والمرأة : فهو يتمثّل في الشعور بعاطفة كبيرة، وانجذاب شديد تجاه بعضهما البعض، بالإضافة إلى الاهتمام والمودّة المُتبادلة، والانشغال بالحبيب، حيث يكون التركيز على العواطف بينهما أكثر من الرغبات الفرديّة الخاصّة .”
المرجع :
Victor Karandashev (6-1-2015), “A Cultural Perspective on Romantic Love”
إذن الحب مجموعة من المشاعر الطيبة التي تتفجر تجاه من نحب بافعال لا إرادية ناتجة عن أحاسيس داخلية كامنة تختلف شحناتها من شخص إلى آخر وفقا للظروف التي يعيشها و للواقع المحيط به الذي يلعب دورا كبيرا في تحديد و توجيه هذه العاطفة في أغلب الحالات.
و تاريخنا بمختلف مراحله القديمة و الحاضرة مليئة بقصص الحب سواء على الصعيد الإنساني أو على صعيد العلاقات الثنائية و التي سطرها الكتاب عبر القصص و الأشعار ، حيث عكست هذه القصص و الأشعار المنقولة لنا صورة كاملة أو شبه متكاملة عن الحياة التي كان يعيشها أطراف تلك القصص سواء على الصعيد الفردي أو الاجتماعي أو المعاشي وغيرها من الظروف التي كانت سائدة على دورهم آنذاك..
و اليوم لا تكاد تخلو حياتنا اليومية من قصص و قصائد و روايات تتحدث عن الحب و ما يشكله من ثروة نفسية في الحياة رغم ما تعانيه مجتمعاتنا من فقر و انقسامات و حروب خلفت القتل و الدمار !!
“و كما يقال الإنسان ابن بيئته يتأثر و يؤثر بها سلبا أو ٱيجابا ”
و هذا يدفعنا إلى التساؤل في ظل ما تعانيه مجتمعاتنا من ويلات الحروب :
– لِمَ لم تنعكس إيجابا قصص و قصائد الحب اليوم بكمِّها الهائل في ترسيخ ثقافة الحب و التعايش السلمي بين الشعوب؟
– هل باتت ثقافة الحب لا تتعدى السطور التي كتبت فقط ، و ما هي أسباب ذلك ؟
– هل ضعف دور الأسرة في عملية التربية نتيجة تغير متطلبات الحياة اليومية ؟
– هل لعبت السياسة دورا في تحجر القلوب ؟
…….الخ ام هناك أسباب أخرى وراء ذلك ؟
رغم كل ذلك أجد أن الحب سيبقى منارة ترشد دروبنا ما دام هناك قلب ينبض بالحب و الحنان اسمه أم . فالحب الحقيقي لا ينتهي.