حياة الفنانينعام

الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية


الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية

حوار الهام غانم عيسى
والدتي غرست في نفسي حب الناس ومحبة الحياة والتضحية 




كان لوالدي المعطاء المضحي ابلغ الأثر في ذاتي فاورثني الصلابة والقوة في مواجهة عواتي الزمان 




التلميذة ريان ناصر هي من شجعني على الكتاية وكان اول اهداء لكتاباتي لها


الحياة ترسم اقدارنا والإنسان مختبر فيها 
خيبت الأمل الأولى التي منيت بها بأنني تربيت  كأنثى في زمن كان فيه  الرجل هو صاحب السطوة 




عشت الآم التميز بين الذكر والأنثى في مجتمع يرى المرأة للمطبخ وأعمال البيت وتربية الأطفال ولايراها في مكان آخر 


أردت تحقيق حلم والدي لكن الظروف حالت دون ذلك وعندما تحولت إلى كاتبة افرحت قلبه 




جبران خليل جبران عشق لاينتهي يحملني على جناح الخيال إلى عالم راق تتجلى فيه انفاس الأنبياء عالم الاطمئنان والسلام 


المثقف العربي اتخذ وجهين مثقف أمين على حمل الرسالة ووجه اخر لبعض المثقفين الذين غرقوا في شراشف المصلحة الحريرية 


الأدب أدب يحمل رسالة من مختلف فئات المجتمع واجناسهم 

الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية


حوار الهام غانم عيسى 


فاطمة علي يونس بلدة الصرفند الساحلية -جنوب لبنان كانت المعلمة والأم والزوجة والمربية من رحم الألم بدات حياتها في الكتابة سطرت في كتاباتها اروع القصص الواقعية التي سمت ابطالها الحقيقين من الواقع كتبت للكبار والصغار فابدعت أنها الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس ضيفة مجلة سحر الحياة




حضرتك اخترت دراستك في الجامعة لقسم الآداب، ما هو السبب في هذا الاختيار؟ وكيف كانت بدايات عملك في مجال التدريس؟
ينطبق عليّ قول الشاعر :” ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه تجري الرّياح بما لا تشتهي السفن “
وعملت بالآية القرآنيّة ” عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم ” 
كما ذكرت سابقًا ،نشأت في قرية تنوّعت اتّجاهاتها ، وعايشت فترة كثرت اهتزازاتها السياسيّة ، وأزماتها الاجتماعيّة ، كما أنّي تربّيت في منزل تعوّد على مقارعة الصعاب ، بين والدين آمنا بالعطاء والبذل ، والتضحية في سبيل عيش كريم ، وكان لهذا الاثر الأكبر في نفسي ، هوايتي التي كشفتها لي الأيّام عشقي اللاّمحدود للفنون ، إذ ومن دون معلّم كنت أبتكر ، وكما يقول المثل ” ما تراه عيني تنفّذه يدي ” من موادّ للتلف كنت أصنّع وأبتكر وأبدع في إنتاج أشكال بسيطة تستحقّ أن تستخدم للزينة، فتمنّيت أن أدخل كليّة الفنون ، أو أن أدرس هندسة داخليّة ، لكنّ والدي الطموح الذي حرمه والده من التعلّم كان يعلّق آمالاً كبيرة علينا ، وأراد أن يحقّق ما حرم منه فينا ، رفض ذلك معتبرًا أنّ ما اخترته لا يتناسب مع عصرنا ، وبما أنّي كنت متفوّقة في دراستي ، أراد أن يرسلني إلى الخارج لدراسة الطبّ ، فانصعت لطلبه ، ودرست علوم اختباريّة على اعتبار، أنّي أنهي المرحلة الثانويّة ، وأسافر خارج لبنان لإكمال دراسة الطبّ ، ولكن الأوضاع الماديّة الصعبة، حالت دون ذلك ، فأخي البكر كان قد سبقني إلى ذلك ، عبر منحة من أحد الأحزاب الوطنيّة سافر ليدرس الطبّ، فبات الحمل على والدي كبيرًا ، هنا وقفت في حيرة من أمري ، ماذا أدرس ، لن أتوقّف في منتصف الطريق ، وضع البلد غير مطمئن ، وغير مريح ، يجب أن اختار اختصاصًا ، يمكّنني من العمل لتأمين مصاريف الجامعة ، فكان الأدب العربيّ ،إذ أستطيع الذهاب إلى الجامعة من حين لآخر لمعرفة ما هو المطلوب ، ولتصوير المحاضرات أو شراء الكتب فقط ،دون الحاجة للحضور بشكل دائم … وهكذا ، كنت أعمل في مجال التدريس، ونهار العطلة أقصد الجامعة للحصول على ما أحتاجه للدرس ، وبعد انتهاء العام الدراسيّ ، أبدأ بالتحضير لامتحانات الجامعة ،اعتمدت طريقة ، أن أقسم الموادّ المطلوبة إلى قسمين ، أتقدّم في الدّورة الأولى لامتحن في بعض الموادّ ، وأوجّل ما تبقّى للدّورة الثانية ، وكنت أحضّر لها صيفًا… وهكذا حتّى انهيت السنوات الأربع ، وحصلت على إجازتي في تعليم اللّغة العربيّة وآدابها …
أمّا التعليم ، كان دخولي هذا العالم صدفة ، وبدايتي فيه كانت طرفة . إحدى مدارس القرية احتاجت مدرّسة بعد بدء العامّ الدراسيّ بشهرين وأكثر تقريبًا ، بسبب مرض إحدى المدرّسات وانقطاعها عن التعليم ، في هذا الوقت كنت أساعد والدي في أعمال الزراعة ، عرضْتُ عليه الفكرة ، قبل على مضض … ولكنّي وجدتها فرصة لأبدأ حياة جديدة ، فلأجرّب ، لا ضير في ذلك ، قابلت المدير ، وكنت واحدة بين أربع مدرّسات تقدّمن لهذه الوظيفة ، جلس معنا الواحدة تلو الأخرى قبل الاستراحة ، تفاجأت بعد الاستراحة أن يطلب منّي الدخول إلى الصفّ لتدريس تلامذة الثاني الأساسيّ مادّة العلوم ، صعقت ، ارتبكت ، ماذا أفعل ؟! لم يدرّبوني ، لم يعطوني أدنى فكرة عمّا يجب أن أعمل ، سلّمني دفترًا وقال : هناك مدرّسة غائبة ، املئي هذا الفراغ ، اشرحي لهم هذا الدرس ،اكتبي المعلومات على الّلوح ، وردّديها ليحفظوها ، ثمّ دعيهم ينقلونها على دفاترهم . كان الدرس عن الحواس الخمس ، لم تعجبني فكرته ، فطلبت منه أن يعيرني الجرس ، واستخدمت قارورة عطر كان في حقيبتي وتفاحة كنت قد وضعتها لزوم تفادي تحمّل أعباء شراء طعام في حال شعرت بالجوع … وبدأت الحصّة أشرح لهم عن الحواس الخمس ، متجاوزة الخوف ، واستمتعت لا أدري لماذا ! وانطلقت أعلّم اللّغة العربيّة للمرحلة الأساسيّة الأولى ، إلى جانب بعض الموادّ ، في اليوم التالي استلمت جدول حصصي ، وافترش ذاك اليوم شاله الحريريّ على حياتي ليمتدّ ملامسًا شغاف عمري حتّى هذه اللحظات …
الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية


إقرأ أيضا

فاطمة علي يونس كانت تعمل، وتتعلّم … ماذا عن هذه التجربة ؟ هل أثّرت على مسيرتك في حياتك ، وهل كان لها دور في تجربتك الأدبيّة ؟
وكما قلت ، الحياة ترسم أقدارنا ، والانسان مختبر فيها ، ربّما كانت خيبة الأمل الأولى التي منيت بها ، تجربة أعطتني دافعًا لأن أكمل ، فأنا كأنثى تربّت في زمن كان الرجل فيه هو صاحب السطوة ، وكأنثى تبحث عن ميدان تثبت فيه ذاتها ، وتؤكّد للمجتمع الذكوريّ أنّنا قادرات على العطاء ، والتميّز ، مثلنا مثل الرّجل بل من الممكن أن نكون أبرع منه في مختلف المجالات ، قرأت الكثير من القصص لكبار الأدباء حول دور المرأة ، وكيف تمّ تهميشها في عصور خلت ، وعشت آلام التمييز بين الذكر والأنثى في مجتمع يرى المرأة للمطبخ وأعمال البيت وتربية الأولاد ، ولا يراها في مكان آخر ، وكثيرات من زميلات الدراسة انتزعن من ميدان التعلّم بسبب هذه الأفكار ، ولله والحمد أنّ والدي ووالدتي كانا غير أغلب الناس في قريتي ، وفتحا أمامي باب التعلّم ، بل مدّاني بالقوّة لأن أكمل محرزة التفوّق في مختلف مراحل دراستي ، رغم كلّ الظروف الصعبة ، نعم ! القدر شاء ألاّ ألحق بأخي لأكمل دراستي في الخارج ، ووقف دون أن أمارس هوايتي ، فليكن ، اخترت طريقًا آخر ، أعرف كان صعبًا وشاقًّا ، تعلّم وتعليم ، وأنا التي اعتادت إحراز المراتب الأولى ، كيف أوفّق بينهما ، لا أنكر أنّي بكيت عند اقتراب الدورة الأولى ولم أتحضّر كما يجب ، بسبب ضغط أعمال المدرسة ، ولا أعرف عن الأدب العربيّ ، إلاّ أنّي سأمتحن في موادّ تعرّفت على أسمائها من خلال الكتب ، لم أشاهد لا المحاضر ، ولم أسمع محاضرة عن المحتوى ، التي آزرتني كانت والدتي ، وحاولت أن تخفّف عنّي ، وأن تضع لي الخطط كي أتمكّن من التقدّم للامتحان في الدورة الأولى ، وهذا ما حصل ، بما توفّر من كتب اشتريتها ، ومحاضرات كنت قد نقلتها ، حضّرت خمس موادّ من أصل سبعة ، وامتحنت ، وكانت المفاجأة نجاحي في الموادّ الخمس التي تقدّمت فيها للامتحان … عند صدور النتائج لم أصدّق نفسي ، حلّقت فوق بساط ريح الثقة بذاتي …وكالسّهم انطلقت لأعبر السنوات الأربع دون أن أتخلّف سنة ، ودون أن أقصّر في تأدية واجباتي اتّجاه تلامذتي ، التعب الجسدي يزول ، عند صدور النتائج وتحقيق النجاح الذي كنت أضعه حلمًا نصب عينيّ ، ويلازمني ، كما تلازم المرآة وجه الحسناء …
العمل في تدريس اللّغة العربيّة ، كان حافزًا ومحفّزًا لما في النفس من كنوز اختمرت بفعل المطالعة الحثيثة ، التعليم صقل موهبتي ، ومدّني بخبرات وتجارب في الحياة ، وقدرات امتلكتها من خلال التعليم في أصول وأساليب اللّغة العربيّة لم أكتسبه من دراستي الجامعيّة…
أظنّ بل أؤكّد أنّ الخوض في هذين المجالين كان لهما الدور الكبير في صقل آدائي في عالم الكتابة ، بالإضافة إلى ما كنت قد حصّلته من المطالعة وغيرها من تجارب حياتيّة ، شحذت نفسي بالكثير الكثير ممّا مكّنني من الكتابة بأسلوب يجذب العديدين من قرّائي ومتابعيّ ….
فاطمة علي يونس تعشق الأشغال اليدويّة ، هل عملت بها ؟
الأشغال اليدويّة ، لا زلت حتّى الآن أتمنّى لو أمتلك محترفًا لي ، لو أتفرّغ لها إلى جانب الكتابة والتأليف ، لم أعمل بها لأنتج ، فلم يكن الهدف ماديًّا بالمطلق ، هناك شيء ما في داخلي يجعلني أنسى نفسي حين أعمل في هذا المجال. بالرّغم من أنّ والدي كان يعترض حين يراني أعمل ، إلاّ أنّي لم أتوقّف ، ولم أنثن، عارض عملي على ماكينة الحياكة خوفًا من أن تلهيني عن دراستي ، قال يومها لوالدتي في غضب ” إن جلست خلف ماكينة الحياكة ستتأخّر في دروسها ، لا أريد لها أن تتراجع ، إنّي أعقد عليها آمالاً كبيرة ” ولكنّ والدتي كانت ترى أنّه من المفيد للفتاة أن تتقن هذه المهارة ، لبيتها ولأولادها .. فتعلمتها في السرّ ، كذلك حياكة الصوف ، أتقنت بعض القطب الأساسيّة عند زميلتي التي كنت أزورها ، وأرجو أخواتها أن يعرنني الصنارة للتّعلم والتدرّب ، أمّا “الكانفا” فقد تدرّبت عليها ليلاً ، وحين أسمع كنت صوت والدي وقد عاد من سهرته ، بسرعة البرق أخبّئها تحت الفراش … عندما بلغت الثالثة عشرة من العمر ، المدرسة ساعدتني، ذلك حين حضرت مدرّسة اشغال وفنون ، وأعطتنا بعض الأفكار، فأبدعت فوق ما أعطتنا ، تعليم هذه المادّة في المدارس الرسميّة كان فقيرًا ، المواد غير متوفّرة ولم تلق من المدرسة أيّ اهتمام المهمّ أنّها حصّة تدرّس … استمريت في ابتكار أمور بحسب المتوفّر ، حتّى علّمت في مدرسة حين لاحظ مديرها ميولي نحن الفنون ، أوكل إليّ مهمّة تدريس مادّة الفنون إلى جانب اللّغة العربيّة ، ولمدّة سبع سنوات كنت أدرّب التلامذة من مختلف الأعمار ، ونهاية العامّ كنّا نقيم معارض لاقت استحبابًا وتشجيعًا من الإدارة والأهالي … وهكذا تابعت ، بدل أن أشتري هديّة ثمينة كنت أعمل على جرار الفخار ، وصواني الضيافة ، أضف إلى تجهيز أخواتي البنات اللواتي تعلّمن حياكة الملابس ، ودوري كان زخرفة الفساتين بطريقة فنيّة أدهشت كلّ من رأى صنع يديّ ، وكلّما اتربطت واحدة منهنّ كنت أجتهد لأن أبتكر أشياء جديدة من المطبخ وصولاً إلى غرفة الجلوس ، فيغدا منزل كلّ واحدة منهنّ معرضًا يقصده المهنّئون للفرجة ، في تنسيق مميّز . حتّى بعد زواجي ، وبسبب ضيق الحال كنت أهدي من أحبّ شيئًا من صنع يديّ ، أولاً يعتبر عندنا هديّة ثمينة ، ثانياً كنت أوفّر على نفسي تكاليف هديّة باهظة الثمن ، ولكنّ الكسب المادّي ما كان يهمّني…. لبناتي وهنّ صغيرات عملت في حياكة ملابس للمناسبات ، رغم عدم اتقاني لأصول التفصيل ، وإنّما كنت أعمل نظريًّا … وحين كنت أنهي العمل والمرحوم زوجي يراقب ، عبارة كان يردّدها حين أبدع : ” أنت فنّانة ” الاطراءات ممّن حولي ، كانت تساوي عندي الملايين وتمنحني رضا داخليًّا يشعرني بالفرح .
الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية

طموحك كان دخول معهد للفنون، والوالد كان يرغب في أن تدرسي الطب. من وجهة نظرك كيف تقيّمين ذلك، وخصوصًا أنّك درست الأدب . هل من ظروف حالت بينك وبين تحقيق حلمك ؟
هي الحياة كما قلت ترسم لك دربًا غير الدرب الذي رسمته لنفسك. لقد عشنا في بيئة السلطة فيها لربّ الأسرة ، هو الذي يدير دفّة السفينة كما يراه مناسبًا ، الاعتراض ممنوع ، القانون المتّبع “نفّذ ثمّ اعترض ” ولمّا كنت لا أملك من أمري شيئًا، الكلمة السّلاح التي أقابل بها صدمات الحياة ” عادي ” أتلقّى الضربة وأكمل ، فليكن ، الحياة تستمرّ وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم ، كنت أهوى الفنون ، ولم أحقّق حلمي ، أردت تحقيق حلم والدي ، حالت الظروف دون ذلك ، لم أكن أفكّر يومًا في تدريس اللّغة العربيّة، فصرت مدرّسة ، ولم أخسر ، فعملي في التدريس قادني لأن أمارس ولو إلى حين موهبتي ، وتحوّلت إلى كاتبة ، فأفرحت قلب والدي، فتحقّق حلمه بأن تبوّأت مكانة في قلوب الناس، وهذه نعمة من الله . معقدّة الأمور إن بكينا على الذي فات وتجمّدنا نتحسّر على ضياع أحلامنا، وجميلة إن استمرّينا ّنتحدّى صروف الزمن ، وتقبّلنا برحابة صدر ورضا ما رسم لنا الله سبحانه وتعالى ….

بمن تأثرت من الأدباء ، وشعرت بأنّه شكّل لك إرثًا ثقافيًّا، واتخذت منه مدرسة تنهلين منها المعرفة ؟
جبران خليل جبران ، عشقٌ لا ينتهي ، يحملني على جناح الخيال إلى عالم راق تتجلّى فيه أنفاس الأنبياء ،عالم الاطمئنان والسّلام الروحيّ ، أمّا إحسان عبد القدّوس فقد سلب لبّي ، بيده البانية يعيدني إلى الواقع عبر قصص ترسم صورًا حقيقية تقدّم في كلّ منها دروسًا وعبرًا ، تكون المعين لنا على فهم الحياة بكلّ ألوانها وأشكالها .وغيرهما كثر ، لم أكن أنتقي ما أقرأ ، كنت أقرأ ما أستطيع الحصول عليه ، إن أعجبني الكتاب أكلمه ، إن لم يستهوني أحاول أن أتعلّم منه أيّ شيء يعينني في هذه الحياة ، الشرط الأساس أن يكون الأسلوب متينًا وقويًّا ، والسرد جاذبًا … القصص الخياليّة قلّما تتجذّر في ذاتي ، إنّما أميل إلى الواقعيّ منها ، فهذا الأخير يشدّني لدرجة أنّي لا أترك الكتاب حتّى أنهيه ، فيرافقني في مختلف جنبات المنزل…
إقرأ أيضا
لكثرة تعلقك بالقراءة والمطالعة قام والدك بوضع قفل على خزانة الكتب . أخبرينا عن هذه التجربة ؟
والدي رجل مثقّف من الدرجة الأولى ، ومعروف في محيطنا بقدرته التي لا نظير لها على حلّ المعقّد من المشاكل الاجتماعيّة والسياسيّة . رغم أنّه لم يدخل سوى مدرسة ليليّة ، تعلّم فيها القراءة والكتابة ، وبعض الحساب، إلاّ أنّ الكتاب رفيقه الدائم ، يقبع إلى جانب سريره ، وبحسب ظنّي ،هذا مكّنه من الطلاقة في التعبير والحوار والنقاش والوصول إلى ما يريد … هو من كان يشجّعنا بطريقة غير مباشرة على المطالعة ، ذلك حين يقصد المدينة يشتري لعطلة الصيف لكلّ منّا بعض الكتب … وأنا كنت المسؤولة عن الإجراء الذي اتّخذه بحقّي ، فكان معجبًا، ولو لم يعبّر بشكل صريح بأدائي في المدرسة، وإحرازي المرتبة الأولى دائمًا ، وكان يُسرُّ حين يراني أقرأ ، ولكن أنا ؟! كنت أنهي ما عليّ من واجبات مدرسيّة ، أساعد والدتي ، وأحمل كتابًا أقرأه ، كان يخرج يراني جالسة أقرأ على” المصبطة” الخارجيّة تحت شجرة التين ، يعود إلى المنزل ظهرًا، يجدني أقرأ في الشرفة ، يعود ليلاً ، يراني أقرأ على ضوء خافت في غرفة النوم ، وجّه لي أكثر من ملاحظة قائلاً، ولا أنسى تلك العبارةـ:” اقرئي ولكن باعتدال ، هذا قد يؤثّر على نظرك ، وقد يصيبك بتوتّر عصبيّ ” ولكن المدمن كيف يعالج ، أنهيت قراءة الكتب التي كانت بحوزتنا ، كنت أستعير من مكتبة المدرسة ، وحين لم يعد بحوزتي كتب أقرأها بدأت بقراءة كتب سياسيّة للزعيم أنطون سعاده، وضعت أمانة لشخص مسافر عند والدي الذي احتفظ بها في العليّة ، شنّيت هجومًا عليها ، وهي كثيرة ورحت أقرأ بشغف ، وجّه لي أكثر من ملاحظة ، فأدرت الأذن الطرشاء . ضاق ذرعًا بي ، فاتّخذ ذاك الإجراء ليفهمني خطأي ، جمع تلك الكتب ، وضعها في خزانة التلفاز ، وأقفل عليها قائلا: لقد تجاوزت الحدود ” استأت حينها ، ولكن لكلّ مشكلة حلّ ، فبدأت استعير من صديقات القرية ، بقصّة قرأتها ، أبدّلها بقصّة من عند زميلة ، وهكذا ، ولكن كيف كنت أقرأ ، أنتظر خروجه ، خاصّة ليلاً ، على ضوء المصباح النقّال ، خاصّة أنّنا كنّا سبعة أولاد ننام في غرفة واحدة ، أضع الكتاب تحت الغطاء ، واضيء المصباح ، حين أسمع هدير سيّارة والدي ، أدّعي النوم العميق ، بعد أن يدخل غرفته ، أكمل ما بدأت به ، وأتابع جريمة مخالفة أوامره .وإشباع هوسي بالقراءة … ولكن عندما مرّت الأيّام اعترفت له بما كنت أفعله ، قابلني بضحكة ماكرة ….وحقيقة ما حذّرني منه صغيرة وفي مطلع شبابي ، وقعت فيه بعد إنهاء سنتي الجامعيّة الرابعة ، نعم ،أصبت بضعف في النظر ، وشيء من توتّر الأعصاب ، السبب كان تحميل جهازي العصبيّ فوق طاقته …

الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية

ماذا عن حياتك الشخصيّة كزوجة وكأمّ ، ومدى تأثيرها ، وتأثّرك بها . هل كان لأفراد أسرتك دور في منحى الكتابة لديك ؟
يقال “من رحم المعاناة يولد الإبداع ” الحياة التي عشتها، والمعاناة التي حفرت فوق صفحات قلبي ألف لوحة ولوحة من التحدّي ، كان لها أبلغ الأثر في أن أترجم تجارب حياتي لتكون دروسًا تستفيد منها الأجيال . زوجي كان إنسانًا مثقّفًا ، وفي شبابه خطّ بعض الكتابات ، حين كنت أكتب ، كان يقرأ لي ، ويقيّم ما كتبت، مبديًا رأيه الصريح الذي جعلني أندفع للمتابعة ، إلاّ أنّه ارتحل حين كنت قد بدأت . ابنتاي ! وخاصّة الكبرى ، التي بلغت هذا العام سنتها الرابعة عشرة ، تقرأ لي ، وتنقد كلّ صغيرة وكبيرة ، وهي التي دفعتني وشاركتني وشجعّتني على المضيّ لإصدار ديواني الأوّل، إذ كنت سأتراجع بعد مواجهتي عقبات لا تعدّ ولا تحصى ، أثقلت صدري بهموم ضبابيّة ، وأرهقت عقلي بأفكار جعلتني أخاف من النتائج ، ولكنًّها كانت دائمًا تحثّني على المضيّ إيمانًا منها أنّ الأمر يستحقّ المخاطرة ، وهذا ما حصل ، انطلقت وكانت النتائج النهائيّة غير ما توقّعت ، رائعة .
كيف بدأتِ كتابة القصّة ولمن كتبت في البداية ؟
المشجّعون كانوا كثرًا ، وآخرهم ، تلميذة ربطتني بها علاقة متينة ،علّمتها لسنتين ، ذات يوم كنّا نصحّح موضوع تعبير كتابي على اللّوح ، بعد قرع الجرس ، وقفت تحادثني عند باب الصفّ ، وقالت لي بالحرف الواحد:” أنت مبدعة في الكتابة ” وأطلقت ضحكة فيها الكثير من الحبّ . قلت :” الكلّ يكتب ، ومثلي مثل باقي المدرّسين “. أجابت :” أبدًا ، أنا أعرف ، لقد تدرّبت علي أيدي مدرّسات كثيرات، وكلّ واحدة تحمل بيدها موضوع تعبير جاهز تكتبه نهاية العمل . أنت ترتجلين وتبدعين ، لم لا تكتبين .” قلت لها :” إن كتبت كيف أصرّف ما أكتب ومن سيشتري منّي ، فوضعي المادّيّ لا يسمح لي بذلك؟! .” قالت :” نحن نشجعّك ، وسنشتري منك ونساعدك . قلت :” لربّما كتبت ذات يوم ، وحين يحصل ذلك سيكون أوّل إهداء لك .” وهذا ما حصل . انتقلت هي تاركة المدينة نهاية العامّ الدراسيّ إلى القرية ، وبقيت الفكرة عالقة في ذهني ، ذاك الصيف تدهورت الحال الصحيّة لزوجي ، وتفشّى مرض السرطان ليصيب دماغه ، ما ألزمني البقاء بقربه طيلة الوقت ، عندها بدأت الكتابة ، بعد إنهاء أعمالي واستتباب الأمن في المنزل ، أتفرّغ للكتابة ، واخترت قصصًا من صميم الواقع التي تحمل بين طيّات كلّ منها قيمة انسانيّة ، تكون معينًا للأجيال على فهم الحياة على حقيقتها ، وتختزن دورسًا ترفع من مستوى التفكير عند الانسان ليقابل الحياة دائمًا بكلّ ما هو جميل . ويمضي ذخيرته قلب نابض بالحبّ والطيبة والتضحية، وسلاحه قوّة لا تقهر . كتبت عن والدي المضحّي الصابر المجاهد في ميدان الإنسانيّة ، عن ذاتي وما واجهت في محطّات حياتي ، عن صديقاتي وأصدقائي الذي قضّت نوائب الدّهر هناء أيّامهم ، منها قصص عايشتها ، أو عشتها ، وأخرى سمعتها ….والهدف واحد بناء جيل يتقن معرفة الحياة ، ويستعدّ للمواجهة حتّى يحقّق ما تصبو إليه ذاته …
لديك ديوان طبع، وأصدر، ودواوين جاهزة للطباعة . هل لك أن تضعينا في صورتها ؟
إنّ تجربتي في مجال الشعر ، هي تجربة خجولة رغم إعجاب الكثيرين بأسلوبي ، أنا أسمّيها خواطر شعريّة أكثر منها قصائد، فيها الكثير من الحبّ ، والوجع ، والأمل ، والصبر ، الفرح ، والتحدّي … لا أدري ! كلّ ما يخالج النفس البشريّة ، وكلّ ما يحيط بالانسان في هذه الحياة .بكلّ الصور والألوان …
لديك مجموعة قصصية بعنوان” رانيا ـ ترنيمة عشق ” شخصياتها واقعية ليست من الخيال ماهي تفاصيل هذه المجموعة القصصية ؟
هذه المجموعة ، هي قسم من مجموعة كبيرة خطّيتها بأناملي ، انتقيت القصص التي تتناول قيمة إنسانيّة ، شخصيّاتها ، واقعيّة بكلّ ما للكلمة من معنى ، حتّى أنّ أغلبهم لا زالوا على قيد الحياة ، بعض الشخصيّات ذكرتها بأسمائها الحقيقيّة ، البعض الآخر ارتأيت أن أغيّره مراعاة لمشاعر البعض… رانيا هي أختي السادسة وما قبل الأخيرة التي ولدت مريضة ، وعانت الأمرين حتّى قطع الأطبّاء الأمل من شفائها ، في حين قطعت النفس أكثر من مرّة وأصرّ والدي على متابعة علاجها والبحث عن العلاج الناجع لقطعة الجلد والعظم التي أرهقت كاهله ، وقضّت مضجع الأسرى بكاملها ، في ظروف سياسيّة واجتماعيّة أقلّ ما يقال عنها أنّها كانت صعبة ، بل مميتة … والقصّة الثانية قصّة فتاة أحبّت شابًّا ، أصيب في انفجار تقطّعت أوصاله وفقد إحدى عينيه ، لم تنثن عن حبّه ، بل واجهت الدنيا في سبيل أن تكون إلى جانبه ، وكان والدي هو الذي ساعدها ووقف إلى جانبها، حتّى حقّقت مرادها بعد تأكّده من صدق وعمق الحبّ الذي يجمعهما … وما تبقّى من القصص يسير على هذا المنوال ، قصص واقعيّة وتجارب حياتيّة تظهر أهميّة التضحية ، والحب الصادق ، المروءة والشهامة … وهذه هي ركائز أساسيّة في بناء مجتمع منيع .
بالإضافة إلى كتابة القصّة كتبت الشعر ، والآن في ضوء إصدار ديوانك كيف جمعت بين كتابة القصّة والشعر، وإلى ايّ منهما تميل أكثر فاطمة علي يونس ؟
كنت منذ صغري من محبّي القصّة ومن عاشقي حفظ الشعر ، أظنّ أنّه لا بدّ أن يكون هذا قد اختمر مع الأيّام ليترجم في التعبير عن الحالات النفسيّة سواء في الشعر أو القصّة ، فكتابة القصّة تحتاج إلى مخيّلة رحبة ، كذلك الخواطر الشعريّة وأنا لا أجد فارقًا بينهما ، الخاطرة تحمل تجربة إنسانيّة كما القصّة تحمل تجربة فيها عبرة ودرس ومغزى… أمّا إلى أيّ أميل أكثر ؟! القصّة بكلّ صراحة ، إنّي أشعر أنّ نهرًا من الأفكار يحتبس في جوف ذاكرتي ، ويحتاج لأن يجري فوق صفحات تصل إلى القارئ ليتعرّف على الحياة بكلّ مخاضاتها ، وليتعلّم ما يعينه ، ويساعده ولو بالقليل على فهم أوجهها ، ليمتلك القدرة على العيش براحة واطمئنان وسلام .
لمن تكتب فاطمة علي يونس ؟
لذاتي ، إنّا عابرون في هذه الدّنيا ، ولا بدّ أن نترك بصمة فوق خدّ الدهر ، صدقة جارية ، للحياة ، للأجيال ، لكلّ من يقرأ ، ويسعى لأن يتعرّف على الدّنيا ، ما زال هناك قرّاء يعشقون الكتاب ، يبحثون عن ومضة تشعّ من بين الحروف تنير لهم الدرب ، وترسم لهم لوحات يستشفّون من بين خطوطها طريق المستقبل .
هل كتبت قصصًا للأطفال ؟
نعم ، كتبت مجموعة لصالح أحد دور النشر ، كذلك كانت الأفكار واقعيّة ، قصص بريئة حصلت مع ابنتيّ ، أو أولاد إخوتي ، ولكن بما أنّ عالم الأطفال مختلف عن عالم الكبار ، هنا استخدمت الخيال التربويّ التعليميّ، حتّى تصل الفكرة إلى الطفل بأسلوب محبّب قريب من مرحلته العمريّة .
فاطمة علي يونس كيف ترى اليوم الحركة الثقافيّة والأدبيّة في عالمنا العربي ؟
بالرّغم ممّا نواجهه في عصر التكنولوجيا ، وما نراه من هجرة للكتاب ، ومن أصداء الحرب الناعمة على مجتمعاتنا ، خاصّة ابتعاد الأجيال إلى حدّ ما عمّا يبني الإنسان بناء سليمًا ، لا زلنا نشهد حركة أدبية وثقافيّة ناشطة تترجم من خلال المؤتمرات ، والمعارض ، وحركة المنتديات الأدبيّة الناشطة ، وهذا دليل عافية .
الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية

برأيك هل تأثّرت الحركة الثقافيّة في ضوء ما يجري من حروب وصراعات ؟ أم هل كان لها دور تنويريّ فيما يجري؟
من الطبيعي أنّ أيّ اهتزاز سياسيّ لا بدّ أن يكون له إفرازات على الساحة الأدبيّة ، سواء سلبًا أو ايجابًا ، فالأدب مرآة المجتمع ، كما أنّ الأديب ابن بيئته ، والمادّة التي يترجمها في كتاباته تُستقى من واقعه ، وتترجم الحالة التي يعيشها ، أمّا بالنسبة لدور الأدباء ففي هذا يعود إلى طبيعة الكاتب الذي كان ولا زال عبر العصور يلعب دور الأنبياء والرسل والصالحين الذين يحملون على عاتقهم مهمّة النهوض بالمجتمع من خلال الدور التنويري الذي يلعبونه على الساحة التي تغرق في أتون الصراعات التي فُرضت على مجتمعاتنا بهدف جرّها نحو الحضيض ، وإلغاء دورها الثقافيّ والحضاريّ . ولا يخفى أنّ البعض منهم انحاز بحسب مصلحته الشخصيّة ليلعب دور المشوّه للحقائق نزولا عند رغبة وليّ نعمته .
كيف تقيّمين من وجهة نظرك المثقّف العربيّ اليوم؟ وهل أدّى رسالته تجاه قضايا الأمة ؟
المثقّف العربي اتّخذ وجهين ، مثقّف أمين على حمل الرسالة ، يسعى حثيثًا ليترك بصمة على وجه الزمن تشهد بدوره في نقل الصورة الواضحة الجليّة للأجيال فتنير الدروب المظلمة ، ووجه آخر لبعض المثقّفين الذين غرقوا في شراشف المصلحة الحريريّة ، يحرّفون الكلم عن موضعه خوف خسارة حياة الرفاهية والجاه .
هل أنت مع مصطلح الأدب الأنثوي؟ وما هو وجه الاختلاف بين الأدب الأنثوي والأدب الذكوري ؟

أمّا بالنسبة لمصطلح الأدب الأنثوي ، لا أدري فأنا أخالفه ، فعندي وبحسب وجهة نظري الأدب أدب يحمل رسالة من مختلف فئات المجتمع وأجناسهم ، والأدب الصافي هو الذي يؤدّي رسالة حضارية ثقافيّة بغضّ النظر عن جنس واسم صاحبه .
ما الذي يفرح فاطمة علي يونس ويدخل السعادة إلى قلبها ؟
باختصار ومن دون مراوغة ، السعادة الحقيقيّة والرضا النفسي ينتاباني حين أستطيع تقديم مساعدة لمن هم بحاجة إليها ، حين أمسح غيمة وجع عن عين مَن أثكلته الدنيا .
إقرأ أيضا

ماهي أصعب المواقف التي تعرّضت لها فاطمة علي يونس أوصلتها إلى حد البكاء ، وجعلتها تشعر بالتشاؤم؟
أبكي أو بكيت؟ نعم ، في السرّ وليس أمام الملأ ، من المعروف عنّي أنّ دمعتي عزيزة ، أشبه والدي في ذلك ، ففي أصعب المواقف التي وقع فيها ظلم عليّ ، ظلم كبير ، تدمع عيناي دمعة خجولة ، فأنا أرى في البكاء ضعفًا أمام من يظلمك . وبكيت بكاء صامتًا حين كان زوجي في غرفة العمليات وأمل خروجه حيًّا نسبته ضئيلة ، كانت دموعي تنهمر حين ترتسم صورة طفلتيّ أمام عينيّ تسألاني عن والدهما … ولكنّ التشاؤم لم أعشه في يوم من الأيّام ، فمع كلّ عقبة تعترض طريقي ، كنت أرى بصيص أمل ، ودربًا آخر أسلكه . فالرضا بقضاء الله وقدره نقيض التشاؤم.
كيف تحققين توازنًا بين المدرسة والتعليم، وبين البيت ورعاية ابنتيك ، وبين الكتابة ؟
التنظيم والتخطيط من الأولويّات في نجاح المرء ، فلكلّ من هذه الأعمال وقت ، وطريقة للتعاطي معها، عوّدت ابنتيّ منذ نعومة أظافرهما على تحمّل المسؤوليّة سواء معي في البيت ، أو في مدرستهما ، فهما تعيناني في كثير من الأحيان ، أضف ، أنّي أبدأ بالمهمّ إلى الأقلّ أهميّة ، وهكذا … إلاّ كتابة الخواطر الشعريّة ، فغالبًا ما أكتبها مباشرة حين تطرق الفكرة باب قلبي ،وخاصّة ، قبل الخلود إلى عالم الأحلام .

ماذا تعني لك كل من: الكلمة الحياة التعليم ابنتاك المستقبل.
الكلمة : الكلمة الطيّبة صدقة جارية ، شجرة جذورها تضرب في الزمن وفروعها تلامس وجه الله .
الحياة : ميدان لا تسكت فيه قرقعة سيوف الّنضال ، كلّما اشتدّت عواتيها ازدادت جمالاً وروعة .
التعليم : رسالة شاقّة شهيّ مذاق تعبها ، عالم من العطاء اللامحدود قائم بحدّ ذاته .
ابنتاك : قمران يشعّان في سماء حياتي المتراقصة فوق صفيح من لهيب الجدّ ، مصدر الحنان الذي يمدّني بالأمل ، ويقتل في ذاتي أيّ ذرّة تقاعس.
المستقبل :غجريّة تلفّعت بشال زخرفُهُ آمالٌ وأحلامٌ تومئ لنا أن نسعى لنحقّقها .

الكاتبة اللبنانية فاطمة علي يونس لسحر الحياة:رانيا ترنيمة عشق واقعية خطيتها باناملي وريان ناصر هي من شجعني على الكتاية


كلمة شكر وتقدير لمن تتوجّه بها فاطمة علي يونس ؟
كلمة شكر وامتنان ، عابقة بأريج ياسمين الزبد الأبيض الطاهر المتراقص على شواطئ سريبتا ، كلمة شكر مغمّسة بمشاعر الحبّ والودّ والاحترام للقيّمين على مجلّة ” كواليس الجزائرية “
والشكر موصول للإعلاميّة المبدعة والصحافيّة القديرة المتألّقة الصديقة ” إلهام عيسى “
شكر أخير لوالديّ ، إخوتي واخواتي ، إلى القمرين ابنتيّ ” نور وآية ” اللتين تؤازراني وتسانداني في كلّ خطواتي ، وإلى كلّ من آزرني وساندني في مسيرتي الأدبيّة .
فاطمة علي يونس أين تجد نفسها الآن ؟
فاطمة يونس ،أمّ وأب وصديقة لابنتي أسعى لأن افترش لهما درب المستقبل بأريج من خفق قلبي ، فاطمة يونس مدرّسة تحمل رسالة تربية أجيال في عصر استشرس ساعيًا إلى غرز براثنه في جوهر عاداتنا وتقاليدنا ،فاطمة يونس عاشقة للكتابة ، تقف على أوّل درجة من سلّم الكتّاب وكلّها أمل أن تترك بصمة فوق خدّ الزمن .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock