بقلم/لطيفة محمد حسيب القاضي
من أسمى العلاقات الإنسانية هي علاقة الأم بأبنائها، لأن كل إنسان بحاجة إلى أمه في مراحل حياته التي يمر بها ،فالأم هي الكائن الوحيد الذي يشعر ويحس بأبنائه أكثر من أي إنسان آخر في الحياة ،ولأنها هي الراعية الأولى لأبنائها منذ الصغر ،فهي التي تقدم لأبنائها كل ما يحتجون من رعاية وحب واهتمام وعطاء ،فهي تتمنى لأبنائها كل الخير .
الأم هي المستشارة المخلصة لأبنائها والكاتمة لأسرارهم حيث أنها تقدم النصح والإرشاد لهم في أجمل صورة و ذلك لما لديها من خبرات في الحياة فهي منبع الحب والعطف والحنان بالتأكيد وغير ذلك تعتبر الأم هي أم إنسانة غير سوية.
في هذه الأيام لقد تغيرت الأمهات أو ممكن أن نقول بأسلوب أدق أن بعض الأمهات لا يمكن أن نطلق عليهن إلا ( أم شاذة) ، كيف يكون سلوك الأم غير السوية؟
نجد في بعض الأمهات ما لا يستوعبه عقل بشر ،من أن أم تعذب أبناءها عذابا صريحا وأخرى تلقي بأبنائها في الشارع كل واحد على حدا في وقت معين تلقيهم خارج المنزل الأسري ولا تتعرف عليهم ابدا ،ما هذا الزمان الذي جعل الأم تسلك مع أبنائها السلوك الشاذ ؟،و أيضا نجد بعض الأمهات يقسون على أبنائهن بطريقة أخري إلا وهي العنف النفسي ،من إهانة للكرامة، اضطهاد نفسي و معنوي من ألفاظ جارحة يجب ألا تصدر من أم لابنائها، و نجد الأم التي تكره ابناءها وتقول لهم بالصريح انا بكرهكم أي أم تتصرف كل التصرفات السابقة هي لا يمكن أن نطلق عليها لفظة أم لأن كل هذه التصرفات لا تصدر إلا من الأم الشاذة.
ومن هنا لابد أن نتعرف على ماهية شذوذ الأمهات : شذوذ الأم هو أي سلوك للأم يخرجها عن الفطرة الإنسانية التي خلقت الأم من اجلها ،هو أي خروج عن المألوف يعتبر شذوذا ،فخروج الأم عن نطاق الحب والعطف والحنان والاهتمام هذا هو الشذوذ بعينه.
نرجع ونقول ما الذي دفع تلك الأم أن تسلك السلوك الشاذ مع أبناىها.
هناك العديد من الأسباب تجعل الأم تتصرف التصرفات غير المعقولة والتصرفات غير الإنسانية الشاذة مع أبناىها وأولهم كره الأم لوالد أبنائها كرها شديدا دفعها أن تسلك سلوكا غير إنساني مع ابنائها،أيضا ربما تعرضت للاضطهاد عندما كانت صغيرة فتجد الاضطهاد عند الكبر في سلوكها مع ابنائها،أيضا ممكن تكون مريضة نفسيا وتحتاج للعلاج المكثف حتي تصبح إنسانة طبيعية،وآخر سبب ممكن حبها لشخص معين غير زوجها يدفعها لهذا السلوك البشع مع اولادها لكي تتخلص من أبنائها وتذهب مع هذا الرجل.
وبكافة الأحوال لابد من تدخل الأهل أو الأصدقاء في حالة هذه الأم و محاولة عرضها على الدكتور النفساني المختص.
ولأن الأم لها فضل كبير على المجتمع وعلى الأمة بأسرها، فإن استقامت الأم استقام المجتمع وخرج منها كل شيء صالح يعمل على بناء المجتمع و تقدمه ،فالأم الصالحة خير للمجتمع كله.