عاممقالات

الكلمة الطيبة سحر القلوب


الكلمة الطيبة سحر القلوب


بقلم / صفاء القاضي 

الكلمة الطيبة تمنحك الأمان ،فهي صافية كالبلور النقي يريحك النظر إليه لأن عينيك تخترق شفافيته إلى الجانب الآخر وترى من خلاله ، فلا يقلقك خوف المجهول. 
الكلمة الطيبة تمنحك الصفاء العقلي والذهني والانفعالي ويؤدي ذلك إلي راحة داخلية تترجم إلى انبساط أساريرك وتتسم حينها بنوع من الإشباع النفسي .
والأثر للكلمة الطيبة عجيب ،فهي تبني جسور المحبة بين الناس وتصل الغائب وتقرب البعيد وتواصل الأجيال وتقارب الأنساب وتصالح المتخاصمين وتأسر القلوب والعقول وتحول الكآبة إلى بهجة و العداوة إلى صداقة وقديما قالوا :(الكلمة الحلوة تبني في البحر جسور )
فهلا تخيلت كيف تبني الجسور في البحر ؟
إنه رمز إلى الوصول للصعب وتحقيق المستحيل .
قال الله عزوجل : ” ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ” -إبراهيم 24-25.
تلك الشجرة التي تورق بأغصانها إلي السماء وجذورها ثابتة في الأرض هي صلة القريب بالبعيد هي رمز للعطاء الدائم والخصوبة المستمرة فهي تؤتي أكلها كل حين دائمة الظل والثمر لاينقطع عنها موسم الحصاد . 
الكلمة الطيبة صدقة تؤجر عليها وهي مرآة لتربية الشخص فهي تعكس دائما ماتربى عليه وتعكس طيب الأصل والمنبت يقول الله عز وجل: ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ” -آل عمران 159 . 
فانحسار الكلمة الطيبة يؤدي إلى النفور والانفضاض وهنا يخبر الله عز وجل رسوله الكريم إن هذه الكلمة الطيبة هي سر من أسرار حب الناس والالتفاف حول الشخص فحتى رسول الله ‘صلى الله عليه وسلم’ لو كان مفتقدا للكلمة الطيبة تنزه الرسول الكريم عن ذلك لكان الناس عنه منفضين .
التي جمعتهم هي تلك الكلمة الشجرة والتي وصلتهم بالأجيال عبر الأزمان هي تلك الكلمة ذات الثمر الدائم تؤتي أكلها كل حين .


الكلمة الطيبة سحر القلوب

قصص عن أثر الكلمة الطيبة :-

مالك بن دينار ذلك الزاهد العابد ذهب إليه الناس يشتكون شابا جعل منزله ناديا للسهر طول الليل في العربدة وشرب الخمر مما أزعج الجيران وحرمهم نوم الليل وصلاته وحرمهم صلاة الفجر لنومهم متأخرين فذهب إليه مالك بن دينار وأبلغه شكواهم وقال له :يابني إني أخشي عليك أن يشتكوك إلي ولي الأمر فأجاب أنه لايهمه ذلك فولي الأمر لن يحرم عليه ما لا يحرمه على نفسه وعلى من يتضرر يرحل من منزله فقال مالك بن دينار :إني أخشى أن يشكوك لله قال الشاب :فليفعلوا فإن الله عفو غفور رحيم خبير قال مالك فأعياني أمره فتركته وانصرفت مهموما وفي ليلتي رأيت رؤيا سمعت كأن صوتا يحدثني وألقي في روعي أنه هو رب العزة يحدثني بلا كيفية ولا انحصار قائلا:-
يامالك دع عنك من عرف أن له ربا عفوا غفورا رحيما خبيرا 
فقام مالك ذاهبا إليه قبل الفجر معتذرا وحكى له رؤياه فنزلت علي الشاب كالصاعقة وذهب مع مالك إلي صلاة الفجر التي لم ينقطع عنها أبدا بعد توبته التي قادته الكلمة الطيبة إليها.

قصة الفلاح العجوز والكلمة الطيبة :

هناك حكاية جميلة عن فلاح مفوه بالكلمة الجميلة حدثت القصة في عهد الملك الفارسي “أنوشروان”والذي ولد رسول الله ‘ صلى الله عليه وسلم ‘ في عهده أعلن هذا الملك بأن من يقول كلمة طيبة يعطيه 400 دينار فورا وفي يوم كان يمشي بحاشيته في بلاده فرأى فلاحا عجوزا في التسعينات من عمره يغرس شجرة زيتون فقال له الملك :لماذا تغرس شجرة الزيتون التي تحتاج إلى عشرين عاما حتى تثمر وأنت عجوز قد أقترب أجلك فقال الفلاح :السابقون زرعوا ونحن حصدنا ونحن نزرع لكي يحصد اللاحقون فقال له الملك احسنت ومنحه 400 دينار مكافأة الكلمة الطيبة كما وسبق أن وعد وحينها تبسم العجوز فسأله الملك عن سبب تبسمه فقال الفلاح :شجرة الزيتون تثمر بعد عشرين سنة وشجرتي أثمرت الآن في نفس لحظة غرسها فقال الملك: أحسنت فهذه كلمة طيبة أخرى فمنحه 400 دينار أخرى ثم تحرك الملك من أمام الفلاح بسرعة وعندما سألوه لماذا تحركت بسرعة؟ قال : إذا جلست إلى الصباح فإن خزائن الأموال قد تنفذ وكلمات الفلاح لاتنتهي . 
الكلمة الطيبة ليس لها حدود تحدها فهي توهب لمن يستحق ولمن لايستحق لأنها تعبر عن الخير بداخلك أنت 

الكلمة الطيبة هي الترحاب والسلام , هي التعبير عن المشاعر و كلمات والحب والعشق , هي التشجيع والتحفيز والتقوية , هي الدعوة إلى الخير والمحبة هي كلمات الدعاء الجميل توهب لكل الناس دون استثناء , هي التصالح النفسي والمجتمعي بين الناس الكلمة الطيبة لها أثر كبير فهي صدقة وهي شجرة مورقة وهي جسور تبنى للمودة , الكلمة الطيبة هي تحية الصباح والمساء الكلمة الطيبة هي طبطبة القلوب الرقيقة على النفوس المتعبة 
تلك الكلمة الشجرة هي سحر القلوب.

الكلمة الطيبة سحر القلوب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock