شعر وحكاياتعاممقالات
حافظ إبراهيم شاعر النيل
كتبت
علا السنجري
” وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحـدي
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي مجـدي
أنا إن قدر الإله ممات ِلا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي ” .
من منا لم يحفظ هذه الكلمات ولم يرددها كلما سمع الأغنية بصوت أم كلثوم ، تلك كلمات شاعر النيل حافظ إبراهيم ، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم .
هو الشاعر المصري محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس ، اشتهر بحافظ إبراهيم ، أحد كبار الشعراء المصريين، ولد في مدينة ديروط التابعة لمحافظة أسيوط وذلك في الرابع والعشرين من فبراير عام 1872م . سمي بشاعر النيل بسبب عشقه للنيل، كما لقب بشاعر الشعب بسبب تعبيره عن أبناء النيل، أصدر ديواناً شعرياً مكوّناً من ثلاثة أجزاء وجمع شعره في ديوان موحد، وعين مديراً لدار الكتب قبل إحالته للتقاعد سنة 1932م.
إقرأ أيضا
يعتبر حافظ إبراهيم هو أحد الشعراء الذين كانوا يحملون هم الوطن والشعب على كاهله، فقد كان يكتب العديد من القصائد الشعرية الوطنية، وقد أشاد الشعراء بوطنيته وقوميّته، كما أشادوا بصياغته وأسلوبه المميّزين، بالإضافة إلى ذلك فقد كان متأثراً بشكلٍ كبير بالشخصيات الوطنية المصرية البارزة مثل: سعد زغلول، ومصطفى كامل .
إقرأ أيضا
حافظ إبراهيم تميز بفصاحته في الشعر وتركيب الكلمات وحسن صياغتها ، كما تميز بقوة ذاكرته ، كما كان يقرأ ديوان شعر كامل أو كتاب بعدة دقائق، وبشكل سريع ويتمثل ببعض الفقرات الموجودة فيهما ، كما كان مرحاً سريع البديهة يملأ المجالس بروحه الفكاهية التي لا تخطئ في مرماها، وتميز بفن إنشاد الشعر، وتعتبر مناسبة مبايعة أحمد شوقي كأميراً للشعر من أروع المناسبات التي أنشد فيها محمد حافظ إبراهيم
ولد الشاعر المصري حافظ إبراهيم على ظهر سفينة كانت راسية على نهر النيل فى ديروط، أبوه مصري وهو المهندس إبراهيم فهمي والذي كان مشرفاً على قناطر ديروط، أما أمه فهي تركية الأصل، وعاش حافظ إبراهيم عند أبيه لمدة أربع سنوات، ولكن بعد هذه المدة توفي والده، فعاد هو وأمه من ديروط إلى القاهرة، وقد قام خاله المهندس محمد نيازي بالعناية والاهتمام به، وفي سنة 1908م توفيت والدته، وبعد ذلك قام خاله بنقله إلى العمل معه بطنطا، وقد ألحقه بالجامع الأحمدي ليعلموه الكتابة والقراءة. شعر حافظ إبراهيم بالضيق، لذلك رحل عن خاله، وكتب له رسالة تقول: (ثقلت عليك مؤونتي، إني أراها واهية، فافرح فإنّي ذاهب، متوجه في داهية) ، وخرج حافظ إبراهيم من عند خاله، وتوجه إلى طرقات طنطا حتى وصل إلى محمد أبو شادي المحامي، وهو أحد الثوار المسؤولين عن ثورة 1919م، وقد قام بدوره على اطلاعه على الكتب الأدبية المختلفة، وقد أبدى إعجابه بالشاعر المصري محمد سامي البارودي .
التحق الشاعر حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية وذلك في سنة 1888م، ثمّ تخرّج منها في سنة 1891م، عمل في البداية ضابطاً برتبة ملازم ثاني في الجيش المصري، كما تمّ تعيينه في الوزارة الداخلية، وفي سنة 1896م تمّ إرساله إلى دولة السودان مع الحملة المصرية، لكن لم تعجبه الحياة هناك، فشارك في الثورة مع العديد من الضباط.
حافظ إبراهيم بعد عودته من السودان ، تزوج من إحدى قريبات زوجة خاله، لكنها لم تتأقلم مع طبيعته وشخصيته ولم يدم زواجهما إلا بضعة أشهر، انتهى بالطلاق ولم يكرر محمد حافظ إبراهيم التجربة أو يفكر فيها مرةً أخرى.
للمزيد
عمل حافظ إبراهيم في رئاسة القسم الأدبي في سنة 1911م تمّ تعيينه رئيساً على القسم الأدبي في دار الكتب، وقد أصبح وكيلاً عنها، كما أنّه حصل على رتبة البكوية وذلك في سنة 1912م ، وعمل حافظ إبراهيم فترة من الزمن لدى مكتب للمحاماة، وذلك لإتقانه اللغة الفرنسية، كما أنّه ترجم رواية البؤساء للكاتب فيكتور هيجو، كما اشترك مع خليل المطران في ترجمة لكتاب موجز الاقتصاد.
حافظ إبراهيم توفي في عام 1932م، وتم تشييعه في موكب مهيب، تمّ دفنه في مقابر السيدة نفيسة.