أدم وحواءعاممقالات

برنامج “ريجيو إميليا” القائم على المشروعات ودوره فى تعلم أطفال الروضة


برنامج "ريجيو إميليا" القائم على المشروعات ودوره فى تعلم أطفال الروضة


 كتبت / د/ أسماء حسين التنجي

برامج الطفولة المبكرة


إن الاهتمام العالمي بتربية الطفولة المبكرة يظهر جلياً فى اهتمام التربويين والمتخصصين في تربية الطفل بالعمل على التخطيط الملائم للمنهج المقدم للطفل حتى ينمو نمواً متكاملاً ذهنياً وجسمياً وعقلياً ونفسيأ واجتماعيا،ً مع تدعيم رغبته بالتعلم المستمر من خلال البحث والتجريب والاستكشاف. 

فنجد أن الاستثمار في ميدان الطفولة المبكرة يعتمد على محاولة الكشف عن إمكانات الأطفال الخبيئة، التي تتفق مع مفهوم أن الأطفال جميعاً أذكياء، أو أن لديهم القابلية لأن يكونوا كذلك، حيث إنهم المبادرون دائماً بالأسئلة، والباحثون دوماً عن إجابات لها، مما يستلزم تغيير الدور التقليدي للمعلمة من ملقنه إلى مشاركة للأطفال في البحث عن معنى الحياة. 

وقد ظهرت العديد من البرامج المصممة لطفل ما قبل المدرسة، والتى يختلف كل منها عن الآخر باختلاف طبيعة الطفل المستهدف من البرنامج، وبيئته الطبيعية والاجتماعية التي يعيش فيها ويتعامل معها، كما تختلف تلك البرامج، باختلاف فلسفة مخطط البرنامج ومنفذه، وباختلاف الأهداف التعليمية التى يسعى إلى تحقيقها.


كما ظهر في ميدان تربية الطفولة المبكرة عدد من البرامج المتباينة في أهدافها، فهناك البرامج المعروفة بالبرامج الأكاديمية المتمركزة حول المحتوى، وهناك البرامج النمائية والمتمركزة حول الطفل، ومن الجدير بالذكر أن هذه البرامج لم تأت من فراغ وإنما اشتقت جميعاً من فلسفات وأيديولوجيات مختلفة.

وبذلك نجد في مجال التربية للطفولة المبكرة مجموعة متعددة من البرامج منها البرامج التقدمية التي تعتمد على الأنشطة النمائية مثل برنامج ” منتسوري” ، ” هيدستارت”، ” ريجيو إميليا” وقد اعتبر كثيرمن التربويين برنامج ” ريجيو إميليا” أكثر البرامج انتشاراً خلال العقد الأخير من القرن العشرين وذلك ما دعى مجلة “نيوزويك” الأمريكية إلى اختيار روضة “ريجيو إميليا” كأفضل الروضات فى العالم فى ديسمبر سنة 1991 م. 

وبالاطلاع على البرامج العالمية التقدمية في مجال الطفولة المبكرة يعد برنامج “ريجيو إميليا” نموذجاً متجدداً في فهمه لطبيعة التعلم في تلك المرحلة، والحد من الممارسات غير الصحيحة ذات الطابع الأكاديمي فى تعلم طفل الروضة، حيث يٌحدد دور المعلمين فى تلك الروضات بالاهتمام بالتنمية المتكاملة للطفل، بإستثارة تخيله من خلال بيئة تعلم غنية، وتشجيع تفاعلات الأطفال مع بعضهم، وإقامة علاقات فيما بينهم وبين معلميهم وفق نظام معين، ومراعاة حقوق الأطفال والآباء، وتشجيع العمل التعاوني بين الاداريين والمعلمين والوالدين باعتباره العمود الفقري للنظام، والحرص على تهيئة البيئة التربوية بداخل الروضة أوالمحيط التربوي خارجها/ مع إعطاء قيمة كبرى لنظام الملاحظة والتوثيق. 


برنامج "ريجيو إميليا" القائم على المشروعات ودوره فى تعلم أطفال الروضة


وعلى الرغم من الأهمية التى حظى بها برنامج “ريجيو إميليا” من قبل الباحثين على المستوى العالمى، إلا أنه على مستوى الوطن العربي لم يتناول هذا البرنامج بالدراسة سوى عدد قليل من الباحثين، وسوف تتناول الباحثة فى المقالات القادمه برنامج “ريجيو إميليا” مع توضيح الأسس الفلسفية التي يقوم عليها مع عرض لعناصره وتضميناته التربوية، باعتباره أحد البرامج التقدمية المتميزة فى مرحلة الطفولة المبكرة التي يمكن الاستفادة منها بالوطن العربي بوجه عام وبجمهورية مصر العربية بوجه خاص.

برنامج "ريجيو إميليا" القائم على المشروعات ودوره فى تعلم أطفال الروضة



وإلي لقاء قادم إن شاء الله في سلسلة 

تربوية تخصصية تنشر تباعا على مجلة سحر الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock