بقلم / كنوز أحمد
قراءة في لوحة
عندما تبدأ القصة من النهاية فاعلم أن طريق الوصول كان مليئاً بالأحداث المثيرة.
وفي هذه اللوحة إختصر الرسام الحدث بلقطة محددة ،
بلا خلفية ولا حتى ظهور كامل لتفاصيل الجسد ، أو مايحيط البطلة ( بالغرفة )
وكأن المشهد بالكامل هو ( نقطة) تحت المجهر تبرز لنا تفاصيل صغيرة لم تكن مرئية ..
تسليط الأضواء ، أو محاولة لفت الإنتباه !
غموض وشغف لمعرفة ماجرى هنا بداخل تلك الجالسة في سكون صاخب ..
منطوية على ذاتها ، تخفى ملامح وجهها وجسدها؛
وكأنها تحاول الإختفاء !
خصلات شعرها مرتبة وممشطة ببساطة وأناقة في نفس الوقت ، رافعة إياه للخلف بطريقة ( الكعكة ) ..
النساء يرفعن شعرهن بهذه الطريقة في حالتين :
إما انغماساً في أعمال بحاجة لإتمام
أو عدم اكتراث بقضية لفت النظر والاهتمام بأنوثتهن .
لون الجسد اقترب من لون الخشب والجبال ؛ دلالة على القوة المكتسبة والتحمل المستمر ..
المبالغة برسم اليدين بهذه الضخامة إشارة إلى قوتها وشدة بأسها في إدارة حياتها .
نجد أنها تحتضن كتفها الأيمن رمز القوة بيدها اليسرى رمز الضعف..
فالقوة الحقيقية لدى النساء تكمن في ضعفها وليس العكس ،
بل أن الافراط في اظهار جوانب القوة لديها يبهتها ، أما جوانب الضعف تدعمها وتزيد من تألقها ( فطرة بحتة)
الرسالة المحورية هنا واللغة التي تنطق بها اللوحة هى ( الصمت )
نداء أخير مِمَن فاض بها الكيل.