إعداد المستشار القانوني المحامي : بشار الحريري ** سورية
مخطط الدراسة :
– مقدمة
أولا – المعنى اللغوي لكلمة : معيل/ة .
ثانيا – تعريف المعيلة .
ثالثا – أسباب هذه الظاهرة.
رابعا – المخاطر و التحديات الناتجة عن هذه الظاهرة.
خامسا – الخلاصة.
المقدمة :
هي ليست بظاهرة جديدة، و لكن الواقع المزري الذي تعاني منه مجتمعاتنا من فاقة و فقر مدقع جعل هذه الظاهرة تزداد و تتفاقم بشكل ملفت للنظر، في ظل تراخي المؤسسات الحكومية، و منظمات المجتمع المدنية، الوطنية و الإقليمية و الدولية، الحقوقية منها و الخيرية و المهتمة بشؤون و قضايا المرأة … في التصدي لهذه الظاهرة و الحد منها، و من أثارها السلبية التي باتت تهدد بنية المجتمع بكليته !.
أولا – معنى : المعيل/ة لغة :
تعريف و معنى يعيل في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي :
أَعَالَ ( فعل ):
أعالَ يُعيل ، أَعِلْ ، إعالةً ، فهو مُعيل ، والمفعول مُعال – للمتعدِّي
أعَالَ الرجلُ : كثُر عيالُه
أعَالَ الشيءَ : التمسه
أَعال الذئبُ والأسدُ والنمرُ والصائدُ : التمسَ صيدًا
يُعيلُ أُسْرَتَهُ : يَتَكَفَّلُ بِمَعيشَتِها ، يُعينُها في مَعيشَتِها
أعالَ التَّاجِرُ : اِفْتَقَرَ
أَعالَ الرَّأْفَةَ : اِلْتَمَسَها ، طَلَبَها
أَعَالَ رفَع صوتَه بالبكاء والصِّياح
أَعْيَلَ ( فعل ):
أَعْيَلَ : كثُر عِيالُه
ثانيا – تعريف المعيل/ة:
من خلال المعنى اللغوي للفعل أعال نجد أن الإعالة منوطة بالرجل، لأنه هو المكفل شرعا من حيث الأصل لأفراد أسرته دون المرأة! التي أصبحت نتيجة تطور الحياة و طبيعة الظروف الصعبة التي وضعت فيها مضطرة لإعالة نفسها، و أسرتها لكي تتقي شر الفاقة و العوز و لو في الحدود الدنيا متحدية بذلك الموروثات التقليدية التي أحاطت بها من كل الجوانب و الاتجاهات .
و أستطيع من خلال ما تقدم تعريف المرأة المعيلة وفق الآتي :
” هي المرأة التي وجدت نفسها وحيدة من غير معيل ( اب ، أخ زوج ، ابن ) لأسباب عديدة، تتعلق بطبيعة الحياة التي وجدت نفسها فيها كأن تكون أرملة، أو مطلقة، أو زوجة لزوج مريض، عاجز ، أو عانس لم تتزوج … الأمر الذي اضطرها لأن تتحمل المسؤولية تجاه أسرتها من حيث الرعاية المعنوية، و المادية، كونها أصبحت المصدر الوحيد لتأمين الدخل لأسرتها.”.
إقرأ المزيد الحقوق القانونية للمرأة المطلقة
ثالثا – الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة .
لا بدً من التنويه هنا أننا لا نتحدث عن المرأة العاملة من حيث الأساس و إنما نتحدث عن المرأة التي وضعتها الظروف الاستثنائية بوضع استثنائي لأن تكون مصدر الدخل الوحيد لنفسها و لأسرتها، و لم يسبق لها العمل، و ربما تكون غير متعلمة أو لم تكمل تحصيلها العلمي لتواجه به هذه الظروف الاستثنائية و هي الأغلب في هذه الظاهرة.
هناك أسباب عديدة و متنوعة تسببت بتفاقم هذه الظاهرة نجمل أغلبها فيما يلي :
1- الفقر و ما يترتب عليه من آثار سلبية على المجتمعات المستضعفة و الأكثر احتياجا للخدمات التعليمية و الصحية و تأمين لقمة العيش.
2- غياب السياسات الاجتماعية لدى العديد من الحكومات الوطنية و المنظمات الوطنية و الإقليمية والدولية في التصدي لهذه الظاهرة و خاصة لجهة تمكين المرأة.
3- غياب البنية القانونية في التصدي لهذه الظاهرة .
4- العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية المتخلفة و نظرتها المتخلفة تجاه المرأة العاملة، فضلا عن حرمانها من الإرث، وقطع صلة الأرحام، عدم تأدية الزكاة …
5- الحروب و آثارها السلبية التي حصدت أرواح الشباب و الرجال الذين أعقبوا اسر لا معيل لها .
6- إزدياد نسبة الطلاق .
7- نظرة المرأة تجاه تعدد الزوجات .
8 – عدم قيام الجمعيات الخيرية بواجبها تجاه الأسر الأكثر احتياجا، و عدم قيامها بمشاريع خيرية تساعد في إيجاد فرص عمل .
9- ارتفاع أسعار المواد الغذائية، و الأدوية، و العلاج، و التعليم .
إقرأ أيضا مكانة الأم في الكتاب والسنة
رابعا – المخاطر و التحديات الناتجة عن هذه الظاهرة.
1- التشرد، و تفاقم ظاهرة التسول لدى النساء والأطفال.
2- تعرض المرأة لأن تكون هدفا للجريمة .
كجرائم الاتجار بالبشر ، التحرش الجنسي، الدعارة، العنف الجنسي، المبني على النوع الاجتماعي…الخ.
3- و في إطار التحديات تبقى ثقافة المجتمع المتخلفة تجاه عمل و تعليم المرأة التحدي الأكبر .
خامسا – الخلاصة :
تبقى هذه الظاهرة تحد كبير تواجهها مجتمعاتنا العربية و الإسلامية ..
و تلقي أيضا تحديات كبيرة بوجه الحكومات و المنظمات الحقوقية والإنسانية الوطنية و الإقليمية والدولية في إيجاد منظومة قانونية و حقوقية و مجتمعية مبتكرة في إطار الحد منها إن لم نقل القضاء عليها بشكل جذري كونها تمس المجتمع بأكمله، في مختلف المجالات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و الدينية ،و السياسة، و التعليمية، و الصحية .
و الأهم من كل ذلك أنها تهدد الأمن و السلم الأهلي، في المجتمعات، و بشكل خاص المستضعفة منها.