كتبت /ريما السعد
رغم مرور أكثر من 60عاماً على مرور الأغنية الشهيرة والأكثر تعبيراً عن الحب لأمهاتنا وجميعا نسمعها ونتداولها لما لها من مشاعر صادقة وخاصةفي عيد الأم،والذي صار هذا اليوم مرتبطاً بهذه الأغنية والتي كلماتها محفوظة ومتوراثة لأجيال وهي أغنية “ست الحبايب “ من كلمات الشاعرالغنائي الكبير حسين السيد وهذه الأغنية تعكس علاقة شديدة الخصوصية مع والدته،ولحنها وغناهاموسيقارالأجيال محمد عبد الوهاب وغنتهاأيضاً صاحبة فيض المشاعر فايزة أحمد،ولم يتعدى إنتاج الأغنية أكثر من 24ساعة
ولكن الكثيرين لا يعرفون القصة الحقيقية لأغنية ست الحبايب فما هي !
كتابتها لم تستغرق أكثر من خمس دقائق
ففي بداية الستينيات من القرن الماضي وفى عيد الأم فى مصر ذهب الشاعر الغنائي الكبير ”حسين السيد” في زيارة إلى أمه فى ليلة عيد الأم وكانت تسكن في أحد الأحياء الشعبية فى الدور 6 وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته اكتشف أنه نسي شراء هدية لأمه بهذه المناسبة وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى ، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلما وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه في عيد الأم، وقد كتب ما يلي وبشكل تلقائي بدون مسودة مبدئية
”ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحي ودمي يا حنينة وكلك طيبة يا رب يخليك يا أمي ست الحبايب يا حبيبة أنام وتسهري وتباتي تفكري وتصحي من الآذان وتقومى تشقري يا رب يخليك يا أمي يا ست الحبايب يا حبيبة يا حبيبة”
ثم طرق حسين السيد باب الشقة وفتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ففرحت بها جدا ثم وعدها على الفور بأنها سوف تسمعها في اليوم التالي في الإذاعة المصرية بصوت غنائي جميل وقال السيد هذا بشكل عفوي دون أن يعرف كيف سيفي بهذا الوعد.
ثم اتصل حسين السيد على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وأعطاه كلمات الأغنية على التليفون فأعجب عبد الوهاب كثيراً بكلمات الأغنية لأنه كان يحب أمه كثيراً
فقام بتلحينها في بضع دقائق ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر عنده وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها، وفي صباح اليوم التالي 21 مارس ذكرى عيد الأم غناها فى البداية محمد عبد الوهاب على العود فقط ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها في الإذاعة بالتوزيع الموسيقي، وبذلك أوفى حسين السيد وعده لوالدته،
وربما هذه العفوية والصدق الذى يملأ الأغنية هو سر نجاحها لأكثر من 60عاماً على إطلاقها والتي حفرت في أذهان وذاكرة الأجيال لتكون هذه الهدية الأولى في عيد الأم سواء بترديد كلماتها،اوالاستماع إليها