ميرفت مهران
١٥/٣/٢٠١٩
المرأة في الحياة هي أحلى هدايا الله للرجال فهي العون له في الدنيا والٱخرة’ وهي القادرة في كل وقت أن ترى في القبح جمالا حتى تحتمل قسوة الحياة
ولقد صادفت في قطار الحياة نساء أفنين حياتهن للوصول بأسرهن إلى بر الأمان متناسيات أنفسهن واحتياجاتهن ورغباتهن رغبة منهن في الحفاظ على الأسرة والزوج والأبناء ولإسعاد الجميع ولما لا وهي كما قالوا(عمود البيت) وقد صدقوا!!!
فالزوجة الأم(سوبر ماما) فهي امرأة عاملة تستغرق نصف يومها مع المواصلات والمشاجرات في العمل ثم تعود إلى المنزل كربة بيت تطبخ وتنظف وتغسل ثم هي مربية تربي أبناءها على القيم وحسن الخلق وتلاعبهم وتلاطفهم وتستمع إلى مشكلاتهم ثم تذاكر لهم دروسهم وهي بجانب كل ذلك زوجة لزوج له حقوقه وله طلبات أحيانا لاتنتهي
ماذا فعلت هذه المرأة بنفسها أين حقها في التمتع بالحياة؟ وأين مطالبها ؟
لامجيب ولاجواب فالرجال في قطار الحياة الزوجية مدللون يريدون من الزوجة أن تكون كالأم بل هي نسخة منها تلبي كل احتياجاتهم بلا شكوى ولا ملل ولا غضب يتركون كل شئ تقوم به (سوبر ماما) وهي أمور تفوق قدرتها وقدرة أي إنسان على الاحتمال
وهو يريدها بعد كل هذه المعركة اليومية أن تلاطفه أيضا وتداعبه ولاتشتكي أي شكوى حتى الخاصة بأبنائه فهو لاينصت ولن يحل المشكلة في أغلب الأحوال
وهو في الحقيقة لايشاركها ولا يساندها حين تطلب ذلك
فالزوج في قطار الحياة يتفنن في انتقاد زوجته ويقلل من اهمية ماتقوم به مع الأولاد ومعه بل ويصل به الأمر أحيانا إلي محاولة كسرها وجرح مشاعرها والسخرية منها ويبخل عليها بكلمة تقدير وشكر وإن ثارت لنفسها تطلب الرحمة يقال لها أنت (نكدية)
وينتهي الأمر ب (الخرس) غير المبرر من الزوج
أي خيبة أمل تشق قلب هذه الزوجة البائسة فيقتلها الخذلان والشعور بعدم الأمان
وتتحول الابتسامة داخلها إلى صراخ
ويتحول الغناء إلى بكاء
وتختلط المشاعر فتضحك عند خوفها وتبكي عند سعادتها
والمرأة لا تطلب شيئا من شريكها في الحياة إلا لمسة حانية تخفف عنها ضغط الحياة أو كلمة شكر تعكس الحب فتنسى كل شئ فالرجل دائما لايدرك قيمة المرأة وينسى أو يتناسى أنها مفتاح الحياة والحب دليلها
وهي حتى وإن شعرت بانكسارها أمام معركتها القاسية في حياتها تنحني كثيرا أمام عواصف حياتها ولكنها لاتنكسر أبدا
وحقيقة الأمر أن أقسى لحظة يمكن أن تمر بها المرأة حين تنظر إلى حياتها وقد جرى بها قطار العمر وهي مشغولة بزوجها وأبنائها وبيتها وتتذكر كيف عاشت تكدح في الحياة ناكرة لذاتها مهملة لنفسها وكانت تؤجل كل شئ حتى رغباتها وهواياتها وتقدم بيتها على نفسها بلا كلل أو شكوى ولم تقدر بالتقدير المناسب
أنها تشعر بالحسرة والحزن والندم على عمر ضائع لن يعود وأحلام تهاوت في الطريق وحياة تحولت فيها إلى صحراء يملؤها الصبار
وتعيش الزوجة حياتها مع زوج لايقدرها ويهملها فتعاني عاطفيا وجسديا في حياة زوجية كانت تنتظر من ورائها الكثير من الحب والحنان والأمان وتتمنى أن يعود عمرها مرددة:
وحين افترقنا تمنيت سوقا ببيع السنين
يعيد القلوب ويحيي الحنين
وأقول لكل زوجة كانت معي في قطار الحياة
لقد وقعنا في الخطأ جميعا في رحلة قطار حياتنا الزوجية حين لم ندرك طبيعة دورنا كزوجات ومايجب أن نفعله كمسؤلات وما الذي يجب أن يشارك فيه الزوج
والذي يجب أن تتخلى عنه الزوجة فورا لتنقذ نفسها وحياتها من دور (سوبر ماما)
وهذا لن يكون إلا حين يتحقق التوازن والسلام النفسي لديها لذلك
يجب على كل امرأة وزوجة أن تخصص وقتا لنفسها للاستمتاع ومزوالة ماتحبه من موسيقى او غير ذلك ولاتجعلي حياتك مقتصرة على الزوج والأبناء والأهل فقط لأنه في لحظة ما ربما ستجدين أنهم لايقدرون قيمة ماقمتي به من أجلهم ليسعدوا وانتهى بك الأمر إلى الندم وعدم القدرة على مواصلة الرحلة في قطارالحياة