شعر وحكاياتعام
الضهر والعكاز…الجزء السادس
بسم الله الرحمن الرحيم
أدخلهم الرجل المنزل ثم أمرهم قائلا : (قولوإلى عندكو)…
فأخبره مؤمن أنه يجب عليه توخى الحذر فأحدهم عزم على استدراجه إلى أن يقتله وأراد الرجل معرفة ماهيته ولكن مؤمن أخبره بأن أحدهم هذا عزم على ذلك نتيجة لما لحق به من أذى منك فكرر الرجل طلبه االسابق مهددا إياهما إن كذبا عليه أو أخبراه بعض الحقيقة وأخفيا الأخرى قائلا : (قولوا على نفسكم يا رحمن)ثم تدخل أخيرا عزت الذى وجد الصمت منه الحد الكافي على غير عادته ولكن الحديث قد رجحت كفته فى النهاية وأن تأخر فهو أساس هذا الجزء من شخصة وأول ما بدر منه كان مستهزأ بالرجل ومحاولا كسر ما بحواره من تهديد ووعيد فقال عزت فى ذلك : (لأ أهدى بس أنت ليه نرفوز كده ياعمو الفخم ..وفر صحتك للى جاى أنت مش كان عندك معاد أخر النهار شوفت أنا عارف أزاى ) أنصدم مؤمن مما قال عزت فهو وكأنه يخبره عن زينب ولكن الرجل لم ينتبه لهذا ووجد هذا اشمئزاز الرجل وكان وقعه أن رفع حاجبيه وفتح فمه تعجبا مما قال الفتى
قائلا : ( صحتى ! ونرفوز! وعمو الفخم!…يابنى أنا مش عاوز أزعل منكو أنا زعلى وحش)
فرد عليه عزت (وحش خالص ..خالص خالص ..أكيد مش أوحش من يأجوج ومأجوج اللى قبلونا على الباب بره …هما ولادك) وقد قال هذا مستهزأ ومحاولا تهدئة الرجل وامتصاص غضبه ورد عليه الرجل برد أكثر برودة واستهزاء : (أه ولادي يا شبيحة يا صغننه)
عزت (لأ بس أنت بطل بأمانة.. اللى يجيب الأتنين دول أكيد شبح من بتوع زمان …شابو يا عم الفخم) فابتسم الرجل أبتسامة كبيرة محاولا أن يقفز من مكانه : ( أستنوا أستنوا هوريكوا أبنى الكبير ) ثم تحولت ملامح وجهه وملأ صدره بالهواء إلى أن وصل الهواء إلى الحنجرة وقال بكل ما أوتى من قوة صوت وصلابة وكأن الصوت يخرج من أسفل نقطة فى معدته : (يا جااااااااااااااااااااابااااار) ودخل جابر هذا بمشهد سينمائى هوليوودى وأول ما رأيا منه أقدام بطيئة صلبة تتمختر وتدك الأرض دكا برتم ثابت طك طك طك وما لاح ببالهم فى هذا وكأنه أحد المصارعين تعزف الموسيقى والطبول فى بداية دخوله للنزال والقتال وفجأة وقف جابر مباشرة أمامهم فبلع الفتيان ريقهم بصعوبة بالغة محاولين استيعاب النظر إلى جابر هذا وكان شخصا عملاقا مهولا يمتلك من العضلات الصلبة الكثير فلا تجد بجسده جزء مستقيم بل وكأنها الجبال من أعلى الى اسفل كل جزء يمتلك كمية من سلاسل الجبال ولكنها تختلف فى أحجامها وتفاصيلها ولكن وجة التشابه فيها جميعا الصلابة والتحرك ان أراد ذلك صاحب الجبال فأول ما قال الرجل مستهزءا كان : ( أقدم لكم جابر ابنى الصغير أو الكبير حددوا أنتوا بقى)
وقال عزت فى ذلك (أبن مين يا راجل أستغفر الله …ده محدش خلفه دا جبل الطور أنقسم أنقساما ثنائيا ..وايه العضلات الأوفر دى يا جابر هى هيصه فى العضلات وخلاص ..)ثم بدا على عزت المفاجأه مكملا حديثة ? ينهار أبيض أيه ده! )
الرجل (أيه فى أيه ) عزت (ده طالعله عضل فى قفاه يا بن الأيه يا جابر )
الرجل ( أيه رأيكم بقى فى جابر ) وأخيرا رد مؤمن وخرج من فجأته وأندهاشه وسكوته قائلا : ( ما شاء الله بجد يارب يكبر وتشوفه أكبر من ماهو كده عشان أكيد مفيش حد فى مصر أكبر منه …ممكن تقوله يدخل بقى مكان ما جه ) فأكمل الرجل حديثه عن أن جابر هذا عندما يخرج فلا يدخل هكذا فإن لخروجه ثمنا وهو يريد بعض المرح ومرحه هذا يكون بالتهام البشر وأكلهم ..بالفعل يقصد من هذا تهديدهم بعقاب جابر لهم بأمره ان لم يفعلا ما يريد أو يقولا ما يكنان من معلومات حول اختفاء صديقيه ثم قال لجابر ? أتبسط يا جابر ) إلى أن رد عليه عزت راجيا (لأ والنبى والنبى ) ومؤمن كذلك (بلاش يا جابر ورحمة أمك ) وأمسك جابر بعزت ورفعه عاليا وألقاه بعيييييد وكأنه يطير ثم سقط عزت أرضا متألما ألما بالغاز (ااااااه يابن اللذين يا جابر ..أم هزارك يا جابر.. مش كده يا أخى ) وما فعل بدأ بفعله لمؤمن ورفعه هو الأخر ولكن مؤمن أستجمع كل قواه وتركيزه فى قدمه اليمنى التى أطلقها فى ضربة أسفل حزام جابر وتألم جابر لهذه الضربة ولكنه ألقى مؤمن هو الأخر ولكن بقوة أقل مما وجدها عزت فاستطاع التحليق قليلا ثم لم يجد له غير الأرض مأوى وسقط عليها متألما ومتأثرا هو الأخر وفجأه اتجه الفتيان سريعا نحو جابر وصوب عزت ركله بقدمه فى معدة جابر التى لم يشعر بها حتى قفزا عزت ومؤمن موجهين ركلتين مماثلتين فى عينيه فبدا وكأنه أصابه العمى نتيجه لذلك ثم التفا إلى ظهره وركلاه أخرتين خلف ركبتيه فنخ جابر على ركبتيه كالجبل فى سقوطه وكأن تلك الجبال كانت تتمايل كالموج وأمسك عزت بهذا الجزء المفتول العضلات بمؤخرة عنقه أى قفاه ثم التهمه وعضه من تلك العضلات حتى انغمس أحد أنيابه وغضب الرجل مما فعلا بجابر وأمر رجاله بالتدخل ولكن الفتيان فرا هاربين ولاحقهما الرجال ولكنهم فى نهاية الأمر أستطاعا الهروب لخفتهم وبراعتهم بمثل هذه المواقف حيث كانا يتدربان كثيرا على الألعاب القتاليه بناء على رغبة عزت التى مال إليها مؤمن كذلك وها قد جاء وقتها وعندها صاح الفتيان فرحين مسرورين لما فعلا وخصوصا مؤمن فقد كان الأمر غريبا علية ولأول مرة يجد نفسه يتصرف بشجاعة حقا عندما ركل الرجل الضربة الأولى وباتا يقصان على بعضهما ما حدث فى أستهزاء وسخرية…. حتى أكتشفا أنهما فقدا الذاكرة الكترونيه المعروفهة (بالفلاشة ) والتى كانت تحتوي على سجل لزينب مع الغفيروألقى هذا في نفوسهم الذعر والفزع العظيم لأنه وان سمع ما بها الرجل فسيعرف زينب ومن المؤكد بعد رؤيته لهما أنه سيقتلها وفى الجانب الأخر وجد الرجال الفلاشة وأعطوها لزعيمهم هذا وبالفعل عرف زينب عن طريق ذلك السجل فأرتاح بعض الشئ وعرفت الأبتسامه اللئيمة الحويطة طريقها الى وجهه بعد غضبة مما فعل الفتيان….
إلى اللقاء مع باقب رواية الضهر والعكاز….
تأليف: مهدى عمر القويضي