أدم وحواءشعر وحكاياتعام
الانعكاس المرعب الحلقة الثانية
تأليف نهى فتحي
لا أدري كم مر من الوقت وأنا جالسة وحدي بغرفتي اتطلع إلى قميص النوم الموضوع أمامي على الفراش
كنت أتأمل الجزء المحترق بالقميص وبداخلي ألف تساؤل …. هذا الجزء المحترق يعني أنه لم يكن حلما … لكن كيف … أشعر بخوف مبهم … التفت انظر إلى محتويات الغرفة كلها سليمة إذن فكان حلما ولكن القميص يؤكد العكس أكاد أجن … قطع سيل افكاري صوت رنين الهاتف وانتفض جسدي بقوة وما أن تمالكت أعصابي حتى أسرعت بالرد على الهاتف .
” ألو … ناريمان هانم كيف حالك ”
عرفت صوت يسرا على الفور أجبت بفتور ” بخير ” … وخمنت سبب اتصالها ” هل يوجد مشاكل في صرف الشيك “
” لا لا يا ناريمان هانم لقد استلمت المبلغ كاملا … لقد اتصلت فقط لإتأكد هل العمال أتموا كل شيء على ما يرام “
” نعم كل شيء تم على أكمل وجه ” قولتها بخفوت وأنا اتطلع إلى القميص أمامي فهاجمت التساؤلات رأسي مرة أخرى ولم انتبه إلى كلام يسرا حتى سمعت كلمة اخترقت أذني عبر الهاتف انتشلتني بقوة من أفكاري وهي كلمة ” حريق ” انتبهت بشدة وتحدثت بلهجة حادة ” أي حريق “
قالت يسرا ” ماذا ”
” اعذريني يا يسرا لم أكن منتبهة للحديث جيدا لقد ذكرتي الٱن كلمة حريق … أي حريق تتحدثين عنه “
” كنت أخبرك أن كل قطع الأثاث التي اخترتيها تحف فنية وبالأخص المرآة فهي ليس لها مثيل في جميع أنحاء العالم لقد كانت مصنوعة خصيصا لأميرة ذات شان كبير في حقبة زمنية قديمة وهي الغثر الوحيد المتبقي من متعلقات هذه الأميرة فكل محتويات قصرها ذهبت في حريق هائل اتلف كل شيء ولم ينجو إلا هذه المرآة و….”
لم اسمع ما قالته بعد ذلك فلقد اتسعت عيني وأنا أتذكر كل مشاهد الكابوس الذي رأيته …. المرأة المشتعلة التي تخرج من المرآة …. وملابسها التي تعود إلى عصور قديمة .
كانت يسرا مسترسلة في حديثها حتى قطعتها بلهجة حادة ” يسرا أريدك أن تعلمي لي كل شئيءعن تاريخ هذه المرآة “
قالت بحيرة ” لا أدري ياناريمان هانم أي معلومات عنها غير ما أخبرتك به ولكن سأحاول… سأتصل بمستر بيترو فهو الذي ياتي لي بهذه المقتنيات الثمينة من جميع أنحاء العالم وهو يعلم تاريخ كل قطعة يتاجر فيها سأهاتفه وبعد ذلك سأتصل بك لأخبرك بكل ما قاله ”
وضعت السماعة وأنا أشعر بمشاعر مختلطة حيرة وخوف وغموض ما معنى كل هذا .. انتفض جسدي مرة أخرى من صوت ضربات على باب الغرفة … يا إلهي أعصابي لم تعد تتحمل …. تعالت الضربات مرة أخرى فصحت ” أدخلي يا سعاد ”
دخلت سعاد وهي تحمل بيدها عصير ليمون وابتسمت لي ” لقد فكرت ياسيدتي أن عصير الليمون هذا سيمحو أثار أي حلم مزعج ”
ابتسمت لها ” شكرا لك “
وتذكرت شيئا… ” انتظري قليلا يا سعاد “
وذهبت إلى أحد الأدراج ” لقد اشتريت لكي هدية بمناسبة خطبتك ولكن نسيت أن أعطيها لكي بسبب ما كنا فيه من مشاغل بسبب انتقالنا إلى هذه الفيلا “
كنت أمام المرآة وقد انحنيت لأبحث عن علبة الهدية ولكني اعتدلت سريعا عندما سمعت صرخة صادرة من سعاد التفت إليها سريعا وجدتها تضع يديها على فمها وتنظر برعب لي وللمرآة ….
يتبع الحلقة الثالثة غدا