بقلم: لميا مصطفى
تعود بداية معرفة المصريين بالفانوس إلى ٩٧٢ميلاديه وبالتحديد يوم ١٥رمضان سنة
٣٦٢هجرية حين وصل المُعز لدين الله إلى مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته،
وخرج أهلها لاستقباله عند صحراء الجيزة، فاستقبلوه بالمشاعل والفوانيس وهتافات
الترحيب،ومن المصادفات ان يوافق هذا اليوم الخامسة عشر من رمضان ومن يومها
صارت الفوانيس من مظاهر الاحتفال برمضان.
وترجع أصل كلمة’وحوي يا وحوىي إلي القدماء المصريين فالكلمة معناها القمر اى
تحية للقمر وأصبحت منذ العصر الفاطمي تحية خاصة. بقدوم هلال شهر رمضان،
وأصول هذه الكلمة’وحوي يا وحوي’ تعود اإى عصر الفراعنة والنص الأصلي لها هي
أشرقت أشرقت يا قمر وتكرار الكلمة في اللغة المصرية القديمة يعني التعجب،وتُترجم
أيضاً إلى’ما اجمل طلعتك يا قمر’وكان الفراعنة يحتفلون بالليالي القمرية كل شهر وبعد
دخول الفاطميين أصبحت الأغنية مرتبطة بشهر رمضان فقط،وتحول استخدام الفانوس
من وظيفته للإنارة ليلاً الى وظيفة ترفيهية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والحاراتحاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من الحلوى التى ابتدعها أيضاً الفاطميون،
ويُقال أيضاً أن في العصر الفاطمي كان يُحرم على النساء الخروج ليلاً ولكن كان يُسمح
لهن بالخروج في شهر رمضان ولكن بشرط ان يتقدم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل
في يده فانوسا صغيرا مُضاءً ليُعلم المارة في الشارع ان إحدى النساء تسير فيُفسحوا لها
الطريق،ومن هنا اعتاد الأطفال حمل الفوانيس ليلاً في رمضان.
ومن اشهر مناطق صناعة الفوانيس هى ميدان باب الخلق بالقاهرة،ثم انتقلت بعد ذلك
إلى اغلب الدول العربيه وأيضاً اصبح تقليد لديهم في شهر رمضان مثل دمشق وحلب
والقدس وغزة والسعودية وغيرها من العواصم العربية.
إقرأ المزيد الاحتفال بشم النسيم
وظل شكل الفانوس كما هو لأعوام عدة ولكن مع التطور تطور أيضاً شكله وحجمه
فأصبح يُصنع بأشكال عدة مثل المستدير والمُثمن على ان تكون الخامات عبارة عن
زجاج وصفيح وتوضع بداخله الشمعة لتُضيئ،ثم استُحدث إلى فانوس يعمل بالبطارية
وآخر يعمل بالكهرباء،ثم الفانوس الناطق الذي يُصدر أصواتاً موسيقية وأغان،ثم تطور
الشكل إلي فانوس مكسو بقماش الخيامية فانتهى عصر الفانوس الصاج وبدأت الأسواق
تعتمد على استيراد الفانوس من دول أخرى مثل الصين، إلى اأن جاء أخيراً القرار بوقف
استيراد الفانوس والاعتماد على الصناعة المحلية الاصيلة كى لا تندثر، حتى عاد مرةً
أخرى الفانوس الصاج يتربع على العرش مستعيداً مكانته حتى يؤكد للعالم أننا مُلوك الصنعة.