أدم وحواءشعر وحكاياتعام
الجزء الثالث من الضهر والعكاز…
بسم الله الرحمن الرحيم
وفى تلك الأثناء طرأت لديهم فكرة هما الأثنين ولم ينطقا بها بل فعلوها سويا وهي أنهما صعدا أعلى شجرة كانت بذلك الحوش فى نقط’ لم تستطيع رؤيتهم بها لظلام الشجرة فى الأعلى وأشار مؤمن لعزت بأن لا يهمس وبالفعل أخذت السيدة الملابس واستبدلتها فى العربة وارتدتها وجاءت بتلك اللتي كانت تدفن ذاك الرجل بها وأتت ببعض الورود ووضعتها على المقبرة المغلقه وجلست قليلا و قرأت الفاتحة ولكن فى الأعلى مؤمن أوشكت قدمه بين ذلك على الوقوع وفقدان الفرع الذى يحمله وعزت يهمس له بصوت هادئ جدا (أثبت خلاص هانت حاول تحط رجلك بشويش على الفرع اللى فوقه بهدوووووء)مؤمن متوترا (مش هعرف هتسمعنى)عزت (يلا بالراحةوأنا هتصرف )بالفعل حاول مؤمن فعل ذلك ولكنه بين ذلك أصدر صوتا كما توقع وفزعت السيده ونظرت للأعلى فحاول عزت أن يقلد صوت الغراب وكأن الغراب من فعل هذا وبالفعل نجح فى هذا فظنت فعلا السيدة أنه الغراب فنظرت إلى المقبرة مرة أخرى وبكت ثم أجمعت قواها فى عبارة لتقولها كما ينبغى بصوت صلب وحاد وجاشم قائلة (دلوقتى بدأت أخذ تارك يا رفيقى يا حبيبى يا خير زوج والله بحق كم العذاب و الألم والظلم لأذيقهم منه الكثير ) وبعدها همت وذهبت وبالفعل سمعا ما قالت فعلما أنها زوجت ذلك المتوفى فى دنياه وهذا الحوش بالتأكيد ملك لها ولكن كيف مات هذا الرجل ومن أولئك اللذين أجتمعوا على ظلمه أو قتله وأي فعل قام به ليفعلوا هذا وبعد ذلك نزل الولدين الحوش مرة أخرى ولم يتحدثا بل كانت تراوضهم أفكارهما وتساؤلاتهما ولكن من جديد سمعا صوتا أخر يقترب فقال عزت (اجرى يلاااا يا فكييييييك) وفرا هاربين إلى خارج المقابر كلها خفية كما دخلا وقضيا أياما وليال لا يتحدثا إلا عن هذا الموضوع وعما رأيا وعن الواجب فعله أيتركان الموضوع من بابه وكأنهما لم يذهبا إلى المقابر قط أم يفعلان شيئا كما يقول ضميرهما وإن كان ..ما الصواب إبلاغ الشرطة أم ماذا ولكنهما باتا لا يذهبان إلى تلك المقابر فقد شعرا أن بذهابهما أن تبينهم الغفير ورأى ذلك الرجل المقتول فلن يجد أمامه غيرهم واحتمال بل بالتأكيد أن يتهمهما بذلك فبدا عليهما تغيرات بعض الشيء شعر بذلك أصدقائهما فأصبحا يتخلفان عن لعب الكرة وأيضا مشروع الأجازة لديهم نال تقصيرا منهما كبيرا والمكتبة حيث يذهب جميع الطلاب كذلك فشعر أصدقائهما بشئيءغريب وخصوصا بالتأكيد هالة فقد شعرت بشيء من اللهفة والفضول للبحث ورائهم محاولة معرفة أي شيء عنهم ….
وفى يوم بعد أيام من التفكير قررا الذهاب وراء هذه السيده والبحث ورائها وذهبا إلى الغفير وسألوه عن صاحب تلك المقبرة أو أي شيء عن أصحابها فتعجب لذلك الغفير وانتبه أليهم أكثر وبين ذلك مؤمن يحاول أن يقرأ تعبيرات جسده فى إجاباته على أسئلة عزت وأخبرهم أنه لا يعرف شيئا غير الحراسة للمقابر قائلا (أنا بحرس بس) فنظر الولدان إلى بعضهما وفهما كلاهما بأن الرجل يكذب ويخفي شيئا فمال مؤمن لعزت رأسه ففهمه عزت، فشكرا الرجل وذهبا ثم بين ذلك أوهماه بأنهما قد ذهبا ولكنهما عادا من الخلف وحاولا التصنت والمراقبة وبالفعل اتصل الغفير بالسيدة وأخبرها بأن هناك فتيان قد سألا عليها وعلى صاحب المقبرة فذهبا كما أتيا خفية واقترحا أن يأتيا بجهاز تصنت ولكنه غالي الثمن فذهبا إلى المدرسة واقترحا على مشرفة مشروعهما أن يصنعا جهاز تصنت بدلا من مشروعهما السابق فأخبرتهما بأنه لا يكفي فوعداها بصنع جهاز ذي قيمة وبالفعل بدأوا فى هذا وقضيا كل الوقت فى إنجازه وفعلا فى أربعة أيام جهازا ذات قيمة وجودة وبالفعل ذهبا ‘لى المقابر أحدهما حاول أن يموه الغفير ويذهب به بعيدا والأخر يدخل ويضع هذه الأجهزه الصغيرة فى أماكن جيدة ومستورة وفى ذلك اليوم اتصل بها قائلا (الو يا مدام زينب الو) (فى واحد من الشابين دول جه انهرده )(وواحد تانى دخل الأوضة وأنا مش موجود)(عرفت ازاى السرير دايس عليه بالكوتش )(لأ مخدش حاجه )(لأ لأ شكلهم مش تبعهم دول عيال صغيرة هما هيبعته برضو عيال صغيرة )(أيه جايه بكرة )(عملية جديدة طيب الولدان دول أعمل معاهم ايه)(حاضر حاضر والله أبدأ معرفش اترموا عليه منين )(خلاص هخوفهم حاضر مع أن شكلهم عيال مش سهلة )(خلاص ماشي الساعة كام ماشي مع السلامة ربنا يعينك ويقويكي عليهم مع السلامة) ولكنها بعد ذلك بنصف ساعة أثناء مغادرة الشابين رأياها أتية من بعيد متجهة نحو المقابر فأختفيا سريعا وذهبت إلى الغفير فحاولا أن يتسمعا على الجهاز الأخر لديهم ما يدور من حديث (والله يا مدام زينب العيال دى كنت بشوفهم بيقعدوا عند الجورة اللى فى وش البحر على طول بس انقطعوا شويه وبعدين بقوا ييجوا.. هما بييجوا من ورا عشان كنت بزعق ليهم الأول فبأوا ييجوا من ورايا بس أنا كنت بشوفهم وبسكت علشان يخافوا مني لم يشفونى فعملت نفسي معرفش أنهم موجودون وكانوا بيمشوا بالنهار على طول بس أول مرة ييجوا ويكلمونى كده وبعدين زى ما قولتلك عن أسئلتهم اللي مش مرتاح لها والواد ابن الكلب اللى دخل وداس على السرير بالكوتش الوسخ بتاعه) وبين ذلك نظر عزت لمؤمن ضاحكا (هأهأهأ اه أنا )ثم أجابت السيدة (تعالى كده ورينى ) فدخلت الغرفة وأخذت تتأمل فى الأرجاء حتى تبينت الأجهزة فقال الغفير (يا ولاد الكلب ايه حاطنلى قنابل عاوزين يفجرونى )وهنالك انفزع الشابان عندما سمعاها قد وجدت الأجهزة وضحكا قليلا لما قال الرجل ثم قالت السيدة زينب (دى مش قنابل دى أجهزة تصنت العيال دول سامعينا دلوقتى ولازم تتصرف وتجيبلى قرارهم فى أسرع وقت وعملية بكرة هعملها لو حصل أيه)فهمت بالذهاب غاضبة وفى ذلك قال مؤمن (روحنا فى داهية هو ده اللى كنت خايف منه )عزت (ياعم متخفش على الله احنا ممكن نبلغ عنها وعن العصابة اللى عملاها هى والغفير ولا حاجة هتحصلنا )مؤمن (الست دى على قد ماهي مجرمة وكده بس حاسس أنها صعبانه عليه فى وراها حاجه الناس دى قتلت جوزها وهى بتنتقم)عزت (أنا كمان حاسس كده وكنت عاوزها تكمل بس خلاص الطوبة جت فى المعطوبة صح المثل كده)مؤمن (أيه؟!)عزت (قصدى خلاص أحنا نكمل اللى بنعمله وهى ونصيبها على الله زى ما ترسي هندوق لها حلوه الأمثال دى )مؤمن (يعنى تراقبها تانى)عزت (أحبك وأنت بتلقطها وهى طايرة )مؤمن (إنت عارف إن الموقف اللى أحنا فيه ده بيثبتلى أنك متعلمتش حاجه مني أنا بس اللى أتعلمت منك)عزت (أى كلام العكس أنا اللى بقيت أفكر بصورة أحسن وأنت جبان زى ما أنت )مؤمن (يعنى نرمى نفسنا فى النار علشان منخفش منها تانى )عزت (لأ اتسلل جوه النار وشوف طريق منها ممكن توصل للنقطة اللى بتطلع النار دى وتسدها فبدل ما ترش النار بالمية عشان تطفي جزء منها نسد فوهة الغاز اللى بتبعث النار ولا أيه )مؤمن (ما شاء الله وبقيت حكيم كمان د مامتك هتفرح بيك أوى )عزت (بلا حكيم بلا شعبولا مش وقت الش بس الكلام اقتنعت بيه صح) مؤمن (الكلام أه لكن الفعل لأ) عزت (يبقى مفيش تضييع وقت الست جايه هناك اهى روح أنت وأنا هعرف عنوانها وهى مين وهجيلك ) مؤمن (مش هينفع اسيبك طبعا )وبالفعل مسرعا وفجأه حاول مؤمن الإمساك بالحبل وربط عزت به وتقييده حتى تذهب السيده ولكن عزت حاول الهروب ومسكه مؤمن مرة أخرى وحاول مجددا فحاول عزت إبعاده فضربه مؤمن ثم رد ذلك عزت وأخذا يتعاركان حتى نجح عزت فى الفرار والذهاب وراء السيدة وأخذا دراجتهما وذهبا ورائها فرأته وكانت تسير على قدمها فأطرب لذلك ورأى مؤمن يجرى من بعيد كالعداء فترك الدراجة عندما أوقفت السيده أحد عربات الأجرة وقالت اسم البلد اللتى تريد للسائق الذى أجابها ب(أيوه)فاخذ العربة التالية وذهب لتلك البلد فأتصل به مؤمن وقال له غاضبا أين أنت فأخبره بإسم البلد أو المنطقة حيث تسكن وذهب مؤمن وراءه وعثر عليه وأخذ يعنفه غاضبا عن مخاطر الإنغماس فى الجريمة بأكثر من هذا وأن يذهبا ليخبرا الشرطة ويكفي ولكن عزت كان غير منتبه له وما يقول فقط يسأل الناس عن منزل ذلك الرجل المكتوب على المقبرة وعن بيته حتى وجد شخصا يعرفه ودلهم على بيته وخضع مؤمن لرغبة عزت وإصراره ذهب معه مسلما أمره إلى الله ومستعيذا به من كل شر وسوء حتى وصلا إلى المنزل بالفعل اسم الرجل يعلو حائط المنزل فقال مؤمن باستهزاء (هنخبط ولا هنرن الجرس )قال عزت (المواسييييير)مؤمن (ينهار أسود على ده يوم يلا على المواسير لا هى ليلة مش باين ليها ملامح يلا على المواسييييير )عزت (يلا على المواسييييير)وبالفعل صعدا المواسير فى خلف المنزل وأولا مراقبة أي شيء فقال مؤمن (عزت المواسير ريحتها وحشة أوى )عزت (يا مؤمؤ دى مواسير صرف مش شامبو يا عالمى) مؤمن (يا زفت عارف بس ريحتها وحشه أوى )عزت (والله ! هنبقى نجيب معانا مزيل عرق المرة الجاية ولا أقولك خش قولهم ميخشوش الحمامات دى ) مؤمن (إنت عيل فصيل ولو مسكتش هحدفك من هنا )عزت (خلاص ياعم لا تحدفنى ولا أحدفك خلينا نشوف بس هى الست دى راحت فين تفتكر مجتش اصلا )مؤمن (وحياة أمك)عزت (يا جدع لأ أكيد هنا أهيه أهيه فدخلت السيدة وأخذت تبكى وحدها حتى فتح الباب أحدهم وحاولوا معرفة ورؤية من دخل الباب فقال مؤمن (مين اللى دخل )عزت (وربنا مأنا دوختي منى)فضحك مؤمن وهدده ضاحكا( والله أحدفك من هنا)عزت منتبها (بص بص بص)مؤمن (ايه ده ) عزت ( ينهاااااااااااار أبيض أيه ده)…….
إقرأ الجزء الأول والثاني من القصة
الى اللقاء مع باقى رواية الضهر والعكاز….
تأليف: مهدى عمر القويضى
01064208190
01007860733