نستكمل اليوم حديثنا عن قطار الحياة الزوجية وماوجدناه في محطاتها فقد ذكرنا في المقال السابق أن السعادة الزوجية يقع عاتقها على الرجل وربما رأي أحدهم أن هذا القول فيه ظلم للرجال والحقيقة أن المرأة تصنع السعادة والرجل يحافظ عليها إذا علمنا ماذا يريد الزوج من زوجته في قطار الحياة الزوجية
وقبل ذلك لابد أن نعلم أن الأمر يحتاج منهما إلى إظهار الرغبة بالوصول في العلاقة بينهما إلى الأمان والاستقرار رغم أن الخلاف والتناقض والتشارك في هذه العلاقة أمر شائع وذلك لاختلاف وجهات النظر لكليهما وتصور كل شريك لشريكه تصورا مجافيا للحقيقة فالمرأة تنظر للرجل على إنه عبء عليها ويريد أن يهرب من متاعب الحياة وضغوطهابإلقاء كل شئ عليها ويحملها أكثر من طاقتها مما يزيد من عوامل البعاد بينهما
وقد وجدت في محطتي هذه أن الرجل يحتاج من المرأة أن تشعره بحبها وحنانها فهو يريد من زوجته أن تشبه أمه في عطفها وطيبة قلبها وتسامحها واحتوائها حتى يتعلق قلبه بهاولايستغني عنها أبدا
وأقول لكم أن الرجل في قطار الحياة الزوجية يحتاج من المرأة أن تمنحه قلبها ومشاعرها وأن تشاركه أحزانه وأفراحه و تحفظ أسراره ليخبرها بما في قلبه فهي السكن له والحضن الٱمن ومصدر سعادته ولايحتاج الأمر من الزوجة إلا بذل الجهد الكبير
لتفهم هذا الزوج وتعمل على إرضائه حتى يبقى معها إلى الأبد
وحتى تستمر شعلة الحب مشتعلة بينهما لأنها إذا انطفأت تترك أثرا لا يذهب أبدا
وفي محطتنا نجد أغلب الرجال لايفصحون عن مشاعرهم ربما خجلا أو لاعتقادهم أن المرأة تعرفها دون الحاجة إلى الإفصاح وستعرف ماتريد من خلال أفعال الرجل معها والتي تعكس حبه لها وتشعرها بالسعادة معه
والمرأة الذكية هي التي تدرك هذا ولاتطالب زوجها دائما بالتعبير عن عواطفه تجاهها بل يجب أن تقدر مايفعله إرضاءا لها
وإن تحرص على حبه لها فهو غذاؤها الروحي الذي يحفظ جمالها وتتغذى عليه كما يتغذى النحل برحيق الأزهار والرجال في محطتنا لايستطيعون التركيز في أكثر من شئ في وقت واحد عكس المرأة تستطيع القيام بأكثر من عمل في ذات الوقت فهي تقوم باعبائها المنزلية ورعاية أبنائها فيغضبها عدم مشاركة الزوج لها وتفضيله مشاهدة التلفاز مثلا فتنهال عليه غاضبة متهمة إياه بالبرود والسلبية وهذا أمر يزعج الزوج بشدة ولم يكن يحتاج من الزوجة سوى أن تخبر زوجها أنها تريد منه أن يساعدها بوضوح ودون إهانة
وأنصح هنا كل زوجة بعدم إهانة زوجها أو اتهامه بأنه سبب تعاستها وشقائها ويصل الأمر منها إلى التجريح فالرجل ينسى كل شئ إلا إهانته ولن يتسامح معها أبدا فالاختلاف في الرؤى والأفكار أمر طبيعي وعلينا أن نتقبل بعضنا بعيوبنا ونتعايش بها لأننا لن نتغير ولن نغير شريكنا في الحياة الزوجية ومن لاتستطيع فعل ذلك فعليها الانسحاب
وفي محطات قطارنا نجد الرجل ملولا بطبعه ولايحب الحديث عن التفاصيل وعلى الزوجة أن تختار الأوقات المناسبة للحديث فيها عن مشاكلها واحتياجاتها وإن تركز على الأحداث الهامة حتى لايفقد الزوج رغبته في الحوار والتواصل وأن تكون ذكية فتعبر عن مشاعرها ليتعاطف معها وتخبره أنها تحتاج فقط مساندته وحمايته وحبه لأن الرجل الشرقي مهما بدا متحضرا في فكرة استقلال المرأة فهو دائما يحتاج أن تؤكد له الزوجة أنه مصدر أمانها في الحياة
ولذلك يجب أن تشاركيه في قراراتك المستقبلية ويكون حوارك معه هادئا حانيا وإن أختلفتما في الرأي فهناك دائما حل وسط يرضي كلاكما ويعكس احترامك وحرصك على وجوده في حياتك
والرجل الشرقي بطبيعته في محطتنا يحب استقلاليته بعد الزواج فلا تزعجيه برفضك لتواصله مع أصدقائه واستمتاعه بوقته معهم ولاتشعريه بالذنب لأنه سيتركك بمفردك
فالزواج ليس سجنا للرجل والزوجة هي السجان فلاتعزليه عن عالمه الخارجي واتركي له مساحة من الحرية لتكسبي حبه فالرجل قلب عصفور صغير يبحث دائما عن الحرية ويحتاج إلى الحب ليشعر بالأمان وأشكريه دائما أنه في حياتك وأنك فخورة به فتحصلين على ماتريدين
ماأزعجني في هذه المحطة رؤية الزوجة تهمل نفسها
لكثرة مشاغلها والأعباء الملقاة على عاتقها وهو خطأ كبير ترتكبه في حق نفسها أولا وحق زوجها الذي يحب أن يرى زوجته جميلة في شكلها وملبسها تتزين له وتظهر جمالها وتبدو أمامه في أحسن صورة وتخلق جوا رومانسيا يقوي علاقتهما معا ويشعرهما بالسعادة
فالعلاقة الزوجية زهرة جميلة تحتاج من يرويها لتفوح رائحتها العطرة
وأقول لكل امرأة أن الرجل طفل كبير من السهل ارضائه إن بذلتي جهدا لفهمه وإنه يحتاج منك الرعاية والاهتمام فهو دائما ينجذب لمن يمنحه الأمان
ولمحطتنا بقية
ميرفت مهران
2019/4/22